زاوية سناء فارس شرعان
اعلنت السلطة الفلسطينية مقاطعتها لمؤتمر وارسو الذي يعقد في العاصمة البولندية في الرابع عشر من الشهر الحالي برعاية امريكية ردا على الدعوة الامريكية لمنظمة التحرير لحضور المؤتمر الذي يخصص اصلا لاحقا/ الحصار على ايران واقامة تحالف عالمي ضدها على غرار التحالف الذي اقامته الادارة الامريكية للحرب على تنظيم داعش الارهابي.
القيادة الفلسطينية اعلنت اكثر من مرة مقاطعتها للمؤتمر بدعوى انها لم تتلق دعوة رسمية لحضوره الأمر الذي احرج الادارة الامريكية وحدا بها الى توجيه دعوة للمنظمة لحضور المؤتمر فما كان رد السلطة الفلسطينية الى الاعلان عن عدم حضور المؤتمر على رؤوس الاشهاد.
وفي حقيقة الامر فان القيادة الفلسطينية غير معنية على الاطلاق بمؤتمر وارسو لا من قريب ولا من بعيد فالمؤتمر مخصص لحشد دول العالم ضد ايران التي تشكل خطرا واضحا على اسرائيل التي تسعى الى ضرب ايران وتدمير منشآتها النووية الا ان عدم مشاركة الادارة الامريكية في مشروع ضرب ايران جعل من اسرائيل تتردد في الاقدام على ضرب منشآت ايران النووية وتأيدها بانتظار الفرصة الملائمة ..
الادارة الامريكية قررت حشد اكبر عدد من دول العالم ضد ايران تمهيدا لاقامة تحالف ضدها على غرار التحالف الذي اقامته الادارة ضد داعش والذي لم يتمكن من القضاء عليه حتى الآن …
ونظرا لامعان الادارة الامريكية واسرائيل في الاهتمام بمؤتمر وارسو لم تجعل القضية الفلسطينية على جدول اعماله وتخصيص المؤتمر لاحكام الحصار على ايران ما جعل القيادة الفلسطينية لم تبد تجاهه ادنى اهتمام.
ومع التحركات القائمة على قدم وساق لاطلاق مشروع «صفقة العصر» وتبادل الزيارات بين المسؤولين الاسرائيليين والامريكيين للاعداد لهذه الصفقة واطلاق المشروع بمعزل عن الفلسطينيين ودعوة الفلسطينيين لنحضور مؤتمر وارسو الذي لا يمس اي اهتمام بالقضية الفلسطينية ما يزيد غضب الفلسطينيين …
السبب الرئيسي في رفض الفلسطينيين الدعوة الامريكية للمشاركة في مؤتمر وارسو يكمن في الخلاف الحاد بين الفلسطينيين والادارة الامريكية بعد اطلاق مشروع صفقة العصر الذي اعترفت بموجبه واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقلت سفارتها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس وتبعها في ذلك عدد من دول العالم مثل غواتيمالا والبرازيل ما اضعف التأييد العالمي للقضية الفلسطينية الذي بلغ دروته خلال العامين الاخرين …
علاوة على ذلك عدم ادراج القضية الفلسطينية في مؤتمر وارسو المخصص لمقاطعة ايران وتكوين تحالف دولي ضدهما وتمكين رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو من لقاء ١٥ وزير خارجية عربي وتطبيع العلاقات مع بعض الدول الاسلامية كما سبق ان اعلن نتيناهو بنفسة ذلك.
من اجل ذلك رفضت القيادة الفلسطينية عرض الادارة الامريكية الاخير بالمشاركة في مؤتمر وارسو والمجاهرة بذلك لاغاظة الادارة الامريكية والامعان في تجاهلها بعد ان واصلت تجاهلها لحقوق الفلسطينيين من خلال مشروع «صفقة العصر» والدعم المطلق للكيان الصهيوني … !!!