المهندس هاشم نايل المجالي
مما لا شك فيه ان الغرب باساليبهم العدوانية والمتعددة ، الاساليب في كل دولة حسب دراستها لواقعها السياسي والاجتماعي والثقافي ، تعمل على محاربة عقول ابنائها بالعديد من الوسائل التكنولوجية وادخال مفاهيم تغير القيم الاخلاقية .
حتى ما ورد بالقرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في مسعى لاقصاء العقل عن الحياة الحقيقية ، وبالتالي يسهل عملية التلاعب بمصائر الشعوب بعيداً عن الرقابة العقلية او الضمير الانساني الذي يواجه كل عدوان على الانسانية وعلى الشهوانية .
فهناك عقول نظرية تأثرت بما يطرحه الغرب اضعفت العقل الانساني بالتفكير الاخوي ليصبح مملوكاً لغرائزه الدنيوية ، وهذه الاساليب والطروحات اثرت كثيراً على الكثير من الاسر وادت الى تفككها وتعرضها للخطر ، في ظل غياب برامج التربية العقلية داخل الاسرة وفي المجتمع ، وعلى اساس النظام الاخلاقي والاجتماعي الصحيح والتوعية لنبذ قيم الانانية والانتهازية التي بدأت واضحة المعالم في نفوس كثير من ابناء الجيل الصاعد ، وهو ما يمهد له النظام الرأسمالي في ظل العولمة المخالفة لروح التكافل والتضامن والرحمة والتسامح الديني بالبعد عن فلسفة الدين ومقاصده العليا السامية .
وتؤجج روح العدوانية والعنف من اجل العيش وتحقيق الرفاه الاجتماعي بأقصر فترة زمنية ، حيث تتعطل عقول الكثيرين عن البحث عن العمل والعطاء والانتاج ، وهذا ما يهدد السلم الاهلي والاجتماعي ، لذلك نشاهد ظواهر سرقة البنوك والسطو على المتاجر والكازيات وسلب المواطنين باسلوب البلطجة وتجارة المخدرات والنصب والاحتيال وغيرها .
فليس هناك اي برامج او انشطة مجتمعية ترسخ القيم الانسانية والالهية التي تحبب اليهم الفضائل وتبعدهم عن الرذائل وتهديهم الى الصراط المستقيم ، لذلك نجد هناك من يدعو علنا لحفلات الرذالة وبطلب رسمي من الجهات الرسمية في رسالة واضحة الى التحلل الاخلاقي داخل المجتمع .
اذن هناك مؤامرة عالمية تستهدف العقل الانساني يقودها النظام الرأسمالي المتغول تحت مظلة العولمة ، فهل لدينا معسكر للخير ومن طبقة المثقفين ورجال الدين لمواجهة معسكر الشر الذي لا يريد الخير لنا .
وكلنا يعلم ان العدل والعدالة والتوعية والتوجيه مهمة النظم السياسية رسمية واهلية حزبية ونقابية ، ففي العدل نمنع الظلم وبالعدالة نمنع التغول على حقوق الناس ولا احد فوق القانون او فوق المحاسبة ، فاعطاء الفرص للجميع بلا استثناء هو نظام يسعى الى التطور ويحمي الاضعف من تغول الاكبر والاقوى ، كل ذلك بقنوات مشروعة وليس بنظريات كرتونية هزلية تجميلية او البناء على الرمال ، فهو مهما عُلي سيكون آيلا للسقوط في لحظة ما ولن تكون هناك ثقة ولا استقرار ولا أمان ان لم يحاسب الفاسدون والخارجون عن قوانين الانسانية في تحقيق شهواتهم ونزواتهم .
حيث نشهد فساد الاطعمة على حساب صحة الانسان ، وفساد الادوية بالتزوير على حساب صحة الانسان ، ولقد اصبح المواطن مفعولا به عندما يلتهي بعض المسؤولين عن اداء واجبهم بحمايتهم ، فدور مؤسسات الرقابة حماية المواطن ودور المواطن مساعدة هذه المؤسسات والتعاون معها ، ودور المنظمات غير الحكومية ( الاهلية ) التوعية والارشاد والنصح ، ودور ابناء المجتمع المشاركة الفعلية والتطوعية .//
hashemmajali_56@yahoo.com