كتّاب الأنباط

تشكيل الحكومة اللبنانية … !!!

{clean_title}
الأنباط -

زاوية سناء فارس شرعان


 

واخيرا انتهت ازمة تشكيل حكومة سعد الحريري في لبنان بعد ٩ اشهر من تكليفه بهذه المناسبة وتنفس اللبنانين الصعداء على مستوى الميليشيات والاحزاب والتيارات السياسية والنقابات المهنية والاتحادات بعد ان بقيت ٩ اشهر تحت وطأة المناكفة والحوار والاخذ والرد بين التكتلات والاحلاف ما انعكس على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد في خضم هيمنة ايران على بعض البلاد العربية وتحذيرات واشنطن من التحالف معها في اي مجال.

فبعد ٩ اشهر من تكليفه بهذه المهمة اعلن سعد الحريري تشكيل حكومة من ٣٠ وزيرا يمثلون مختلف الاحزات والتيارات والتحالفات السياسية حتى ان نسبة ٨ احزاب كان لهم نصيب في هذه الحكومة على قائمة رئيس الجمهورية بالاضافة الى ٤ حقائب وزارية نسائية من بينها وزير للداخلية لأول مرة في لبنان.

لا شك وان حزب الله كان له نصيب الاسد في التشكيلة الحكومية حيث لا يقتصر نصيبه على وزراء وانما فاز حلفاؤه باكبر عدد من الوزراء مثل وزارات الدفاع والعدل والخارجية ووزارة لتمكين المرأة والشباب اقتصاديا وماليا.

وبعد الاعلان عن تشكيل الحكومة دار نقاش صاخب اذا كانت هذه الحكومة هي نهاية الازمة او تكريس للازمة لا سيما على الصعيد الدولي حيث تعتبر مشاركة حزب الله فيها مشكلة على المستوى الدولي لا سيما وان الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية بتحذير لبنان من ان يكون حزب الله من خلال وزاراته من استخدام الموازنة اللبنانية لتحسين غاياته في تقوية الارهاب ومساعدة ايران على مد اذرعها الطويلة لها للمنطقة والدول العربية الامر الذي يتطلب اقناع الادارة الامريكية بذلك.

دعم حزب الله ماليا وسياسيا واقتصاديا سيسبب المشاكل للحكومة الجديدة مع المجتمع الدولي ومع بعض الدول العربية التي تعمل على مواجهة المخططات الايرانية في المنطقة ما حدا ببعض المحللين الى وصف الحكومة الجديدة بانها حكومة تأزيم وليس حل المشكلة … لأن اي خطط قد تخطوها الحكومة الجديدة او تعتزم اتخاذها ستكون لها عواقب وخيمة جراء الخلافات التي ستتسبب بين الكتل والاحزاب.

الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان بعد ٩ اشهر لا تعني نهاية المشكلة ونهاية الخلافات بين الفرقاء بل ان تشكيل الحكومة قد تصبح بداية المشكلة اندلاع الخلافات بين مختلف الاطراف .. خاصة مع التدخل الدولي والاقليمي في الشؤون الاقليمية بسبب حزب الله وعلاقاته مع الاطرافغ الأخرى لا سيما الميليشيات الشيعية في كل من ايران والعراق وسوريا لا سيما بعد ان انذرت واشنطن الحكومة اللبنانية من السماح لحزب الله من التصرف بأموال لبنان من خلال الوزارات الخاضعة لها علما بان ايران ليس في وضع يؤهلها لتقديم مساعدات مالية او اقتصادية لحزب الله حيث كانت المساعدات الايرانية لحزب الله زهاء ٧٠٠ مليون دولار في العالم.

من الواضح ان الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة سترفض اي استقلال لحزب اللح للحكومة الجديدة والحصول على اموال من خلال الوزارات التابعة له ولحلفائه من حركة امل في لبنان.

لا شك ان اول هذه ستعرض لها الحكومة الجديدة في لبنان تتمثل بالبيان الوزاري حيث يحرص كل طرف على ايراد اولوياته في البيان الوزاري من حيث طموحاته واماله وتطلعاته والمشروعات التي يعتزم تنفيذها ما يؤدي الى ازدحام جدول اعمال الحكومة من خلال البيان الوزاري الذي ينبغي ان يكون مرضيا للجميع وخلافا لذلك فان عدم التوافق على هذا البيان سيشهد الخلافات بين مختلف الاطراف ما يعيد للبنان الصراعات والخلافات … !!!

 

 

 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )