م. هاشم نايل المجالي
ان اجتماع فريق من العاملين في اي مجال سياسي او اقتصادي او ثقافي او اجتماعي في منتدى او مركز بحثي او تحليلي وهم يمتلكون خبرات متخصصة في ذلك المجال ، فانهم يجتمعون لتحقيق هدف واحد مشترك اي بناء فكري يعبر عن الحقيقة المنشودة التي يجب الاخذ بها بعين الاعتبار في اي مسألة كانت كحل لمشكلة او لأزمة تحقق المصلحة الوطنية بكل روح التعاون الايجابية وبمشاعر الاخلاص .
حيث التفكير الجماعي والتعامل مع الاختلافات الحادة في الرأي ، أي اننا نتساءل هل هناك مدارس فكرية في الاقتصاد او السياسة او غيرها او صالونات فكرية تجمع وتستقطب عدداً من المهتمين بمواضيع معينة ، ويبرز منهم من يصوغ مشروعاً فكرياً يجمع عليه العديد من المهتمين بذلك الموضوع او الجماعة الفكرية بعد اخضاعه للحوار .
ان هذه المراكز او الصالونات الفكرية تنتج افكاراً استراتيجية كبيرة كما هو الحال بالعديد من الدول المتحضرة والمتقدمة ، فهي تناقش القضايا السياسية والاقتصادية والبيئية وصراع المصالح ، ثم ان هناك جهات عديدة تشتري خبرات هذه المراكز حينما تقدم ما يثري مشاريعها وانشطتها ودراساتها ، خاصة اذا كانت تتمتع بالاستقلالية ، بحيث تمكنها من جمع مختلف اشكال اصحاب المعرفة المعنيين في محور محدد والخروج من اطر البيروقراطية ، حيث التفكير المفتوح وفي طرح البدائل والاحتمالات والسيناريوهات وما يترتب على كل منها .
فهناك كثير من القضايا التي تعاني منها الحكومات مثل قضايا الفقر والبطالة والفساد وضعف القدرة على جذب الاستثمارات وقضية العمالة الوافدة ، وغيرها من القضايا التي تحتاج الى مختصين يدرسونها ويطرحون الحلول والسيناريوهات الى الحكومة بسبب خبراتهم الواسعة في ذلك المحور .
اذن هذه المراكز الفكرية هي بمثابة انتاج للمعرفة والافكار لخدمة الجهات المستهدفة من الحكومة او القطاع الخاص ، كذلك فهي قادرة على ان تكون مراكز للتدريب وتبادل الخبرات ومراكز للتثقيف لفئات معينة من ابناء المجتمع او الطلبة الباحثين والترويج للافكار بكل حيادية .
وهذه المراكز قادرة على مواجهة حروب الافكار التي اصبحت ترد علينا وتلوث عقول شبابنا من خارج الوطن ، وهناك من يمولها لتنخر في جسم النسيج الوطني من طرح الفتن او التضليل الاعلامي بالمعلومات ، خاصة في ظل الضعف الواضح للاحزاب ، فهذه المراكز الفكرية قادرة على تسويق الافكار خاصة اذا تم دعمها واثبات حضروها لتصبح مجالاً رحباً لتحركات المفكرين واصحاب الخبرة لتحقيق المصالح الوطنية .
خاصة ان لكثير من الشخصيات المختلفة تأثيرا ًنفسياً على الناس فنحن مقبلون على معارك فكرية مستقبلية من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والادراكية ومن قبل القنوات الفضائية المتعددة والمتنوعة التي تسعى لقتل الروح المعنوية لدى المواطن وتتلاعب بالرأي العام والاعلام .
اذن الهدف والغاية هو خلق مؤسسات دائمة فكرية تهتم بكافة القضايا الوطنية اجتماعية تعليمية صحية رياضية اقتصادية وغيرها ، وبمشاركات من اصحاب الخبرة ذوي المواصفات العالية وتفعيل دورها لانتاج البحوث والدراسات لمستوى متقدم قادرة على تشكيل اراء للمنفعة العامة .
وهذه المراكز الفكرية تساعد على جسر الهوة بين المعرفة والخبرة لطاقم الحكومة ضعيفي الخبرة والمعرفة لمواجهة التحديات وبناء قدراتهم وتقويتها ، فلقد تم تعيين طواقم وزارية في العديد من الحكومات ضعيفي الخبرة والممارسة ولم يجدوا العون والمساعدة من طواقم نفس الوزارة لاسباب عديدة ، وهنا يأتي دور هذه المراكز الفكرية في تقديم النصح والمشورة والدراسات والابحاث والاستراتيجيات المختلفة وآليات التطبيق لتساند عمل ذلك المسؤول بدل أن يكون هدفاً للتعليقات وهدفاً يسهل تبادله على مواقع التواصل الاجتماعي في اي طرح لا يتقنه وهذه المراكز منتشرة في جميع الدول وبمختلف التخصصات .//
hashemmajali_56@yahoo.com