كتّاب الأنباط

ماذا دار في اجتماع البحر الميت؟

{clean_title}
الأنباط -

ماذا دار في اجتماع البحر الميت؟

بلال العبويني

الإعلان عن اجتماع ضم خمسة وزراء خارجية عرب في البحر الميت، لم يُرفق بأي تفصيلات توضح الهدف منه أو ما انتهى إليه.

الاجتماع لم يغادر منطق التشاور في ملفات يعتقد الغالبية أنها مرتبطة بملفات عربية ضاغطة وبالغة الحساسية، وثمة من ربط الاجتماع بدعوة الولايات المتحدة لإنشاء نيتو عربي لمواجهة أطماع إيران في المنطقة.

ربما يكون الاجتماع قد ناقش هذا الملف بالفعل، غير أن مناقشته تتطلب حضور ممثل عن قطر وهو ما لم يكن، باعتبار أن الخطة الأمريكية تقضي أن تكون قطر جزءا من النيتو العربي الذي تهدف إلى تشكيله.

ثمة رأي يقول، إن وزراء حاضرين ربما طرحوا فكرة أن يتشكل النيتو العربي من دول لا تكون قطر من بينها باعتبار أنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران فضلا عن أنها تتهمها بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر وأنها تُعاقب على ما اتهمت به بمقاطعة الدول الأربعة التي فرضت عليها حصارا قاسيا منذ حزيران من العام 2017.

إن كل ما يقال في هذا الملف لا يغادر التحليلات، إلا أن منها ما يأخذ طابع الوجاهة، غير أن هناك من قد يجمع على أن الاجتماع الخماسي الذي ضم وزراء خارجية الأردن ومصر والبحرين والإمارات والسعودية، قد يكون ناقش ملفات من نوع صفقة القرن وأزمة السودان وملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية من بوابة تونس التي تحتضن الشهر المقبل اجتماع القمة العربية.

في ملف السودان مثلا، تتخوف بعض دول الخليج العربي من أن تمتد الفوضى إليها، باعتبار أنها مساهم رئيس في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يحارب الحوثيين في اليمن، فضلا عن التخوف المصري أيضا باعتبارها دولة جارة وأنها ما زالت تعاني من الفوضى على حدودها مع ليبيا، بالإضافة إلى أنها لم تُشفَ تماما من ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك ومن تداعيات عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

تلك الملفات، لا شك أن الخلوة الوزارية العربية قد تناولتها، غير أنه يُعتقد أن ملف إيران كان حاضرا وبقوة في النقاشات الوزارية، وأن ثمة تشاورا بين   تعزيز التمثيل الدبلوماسي في سوريا وربط التقارب العربي والرضى الأمريكي ربما من "الحكومة السورية" بمدى قدرة الدولة السورية برئاسة بشار الأسد على الابتعاد أكثر عن إيران عبر تقديم إغراءات لها علاقة بإعاة الإعمار والعودة للعمق العربي.

إن الاعتقاد أن أية مشاورات عربية لها علاقة بإيران في الوقت الراهن، لا تغادر منطق كيفية التصدي لها لا التفاهم معها، وهو ما يعني أن ترتيبات تشكيل النيتو العربي تعود لتطغى على توقعات ما دار في الاجتماع حتى وإن كانت قطر غير حاضرة وحتى وإن كانت هناك رغبة أمريكية بأن تكون قطر جزءا من النيتو العربي.

على كل، كل ما يقال حيال اجتماع خمسة وزراء عرب في البحر الميت لا يغادر منطق التحليلات، إلا أن هذه التحليلات قد تحتوي الصحة أو بعضها إذا ما تم ربط الأحداث الجارية بعضها ببعض.//


 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )