زاوية سناء فارس شرعان
صدقت التوقعات بترشيح عبد العزيز بو تفليقه لرئاسة الجزائر للمرة الخامسة على التوالي انطلاقا من القاعدة العربية بأن الرئيس يأتي على دبابة او يحتفظ بالرئاسة مدى الحياة … وما يعزز هذه القاعدة ان الكثير من الرؤساء العرب سبق بوتفليقه في تطبيق هذه القاعدة بغض النظر عما تنص عليه الدساتير العربية من انه لا يجوز الجمع بين الرئاسة لأكثر من فترتين لأن الدستور يجري تعديله بأسهل ما يكون عندما يقول له الحكم كن فيكون …
وقد سبق بوتفليقه ترشيح العديد من الرؤساء مرات عديدة مثل حسني مبارك الذي اكمل ثلاثين عاما في الحكم قبل ان يتفجر الشعب المصري غضبا على عزمه الترشح للمرة الخامسة ايذانا بثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ اما الرئيس معمر القذافي فقد اقام في قصر الرئاسة ٤٢ عاما وها هو الرئيس السوداني يتقدم بترشيح نفسه للرئاسة للمرة الخامسة بعد ان امضى ٣٠ عاما في السلطة اثر انقلاب عسكري اوصله الى الحكم …
الرئيس التونسي زين العابدين بن علي احتكر السلطة ٢٣ عاما فقط قبل ان يطيح به الشعب التونسي والرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح احتكر هذه السلطة ٣٤ عاما.
الاحتفاظ بالسلطة عادة دأب عليها الرؤساء العرب من خلال الترشح للانتخابات لأن الفوز عملية مضمونة من خلال الاجهزة التي تشرف على الانتخابات باستثناء لبنان والعراق وان كان تشكيل الحكومات فيها يستغرق فترة طويلة تقارب العام كما يحدث في القطرين الشقيقين حاليا حيث لم يتم تشكيل الحكومة العراقية بعد ٨ اشهر من الانتخابات ولم تشكل الحكومة اللبنانية بعد ٤ اشهر من الانتخابات.
وعودة على ترشيح عبد العزيز بو تفليقه الذي جاء مفاجئا نظرا لأنه يترشح لفترة خامسة من جهة وبسبب حالته الصحية من جهة اخرى حيث يعاني من مرض عضال يصعب شفاؤه يحول بينه وبين ممارسة السلطة وانجاز مهامه … فقد اعلن الحزب الحاكم عن جمع التواقيع اللازمة للترشح فيما اعلن عدد من السياسيين من تحرشهم لخوض الانتخابات الرئاسية من بينهم ضابط كبير علما بان قادة يحظون باحترام كبير ويتمتعون بتأييد الشعب الجزائري ما يرشح هذا الضابط للفوز بالانتخابات.
نحن لا نثن بوتفليقه على ترشيحه للرئاسة ولكننا نشير الى حالته الصحية التي لا تسمح له بالقيام بمهامه علما بانه لا يتحرك الا على كرسي ما يجعل مهمته صعبة للغاية الأمر الذي يتطلب تنحيه عن عملية الترشيح للانتخابات وترشيح شخصية اخرى يثق بها الجزائريون ويلتفون حولها في معركة الانتخابات.
لا شك ان معركة الانتخابات الجزائرية سيكون في غاية الصعوبة في ضوء العدد الكبير لترشيحه الذي يبلغ حتى الآن زهاء ١٥٠ ترشح بالاضافة الى المفاوضات بين الاحزاب السياسية للاتفاق على بعض المرشحين ما يمكن الجزائريين من اختيار الشخص المناسب لاشغال مهمته الرئاسية والتأكد على اداء هذا الدور مع احترام الدستور والقوانين النافذة في البلاد.
ثمة حقيقة يجب لفت الانظار اليها وهي احتمال اصابة الرئيس بمرض عضال يبعده عن القيام بمهامه كما حدث الرئيس الراحل هواري بومدين الذي عانى من مرض عضال ولم يتمكن الجزائريون م اختيار خليفة او نائب له فبقيت البلاد في فراغ رئاسي ودستوري فترة طويلة ما تيطلب تجنب ترشيح بوتفليقه او اي شخصيه اخرى لا تتمتع بالصحة التي تؤهلها للعمل فترة طويلة.
اما المعركة الانتخابية فقد احتدمت منذ بدايتها حيث يتهافت المرشحون على تقديم اوراق ترشيحهم للانتخابات وغالبيتهم من الاحزاب السياسية والقيادات الفكرية والمتقاعدون من الجيش الذين خدموا البلاد فترة طويلة فيما تسعى عائلة بوتفليقه للحافظ على نفسها وعدم الحاق الاذى بهم او تهديد حياتهم ومصالحهم بدليل ان شقيق عبد العزيز بو تفليقه يجري مفاوضات مع عدد من الاحزاب والكتل والنقابات لترشيح شخصية لرئاسة الجمهورية تحظى بموافقة الغالبية العظمى من المواطنين مع عدم تجاهل الجيش ويرغبون في ترشيح من المتقاعدين وكبار الضباط الذين يحظون بتأييد واسع من الشعب الجزائري والقيادات السياسية والنقابات والجمعيات والهيئات الاقتصادية والاجتماعية … !!!