زاوية سناء فارس شرعان
لا شك ان النظام السوداني متمسك بالبقاء في السلطة ولا يعتزم التنحي مهما بلغت الأمور واذا كان الرئيس الفنزويلي امادور يعتزم استنساخ التجربة الكوبية في التصدي للمخططات الامريكية الرامية الى تغيير النظام فان الرئيس السوداني عمر البشير يعتزم استنساخ التجرية السورية في مواجهة الثوار والقضاء على الربيع العربي ولو اقتضى الآمر الاستعانة بالاجانب والمرتزقة للاحتفاظ بالسلطة والتمسك بالحكم وخاصة الروس والايرانيين ولو ادت الامور الى تدمير البلاد وسفك دماء مئات الالاف من السوريين وتشريد اكثر من نصف عدد سكان البلاد في مختلف بقاع الارض بعد ان ضاقت عليهم الارض بما رحبت ..
وقد اعرب الرئيس السوداني عن هذا التوجه خلال مباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال جولته العربية التي شهدت حتى الآن كلا من قطر ومصر حيث اكد ان هناك توجها لاستنساخ تجربة الربيع العربي التي فشلت في العديد من الاقطار العربية بمعنى حمل السلاح ضد الجيش وقوات الامن السودانية … الا ان الرئيس السوري عندما ادرك ان نظامه على وشك الانهيار واستعان بقوة اجنبية في مقدمتها روسيا وايران والميليشيات الشيعية وفي مقدمتها كتائب حزب الله اللبناني … علما بان كلا من روسيا وايران وميليشيات نحزب الله اعترفت في وقت سابق بانها هي التي قامت بحماية النظام السوري وحالت دون سقوطه بعد ان اوشك على الانهيار بعد اسبوعين من بدء القتال مع النظام.
الرئيس البشير بحث عن مواقف الدول العربية الرافضة للربيع العربي فوجد ان مصر تعتبر الدولة الاولى الرافضة للربيع العربي والتي لم تعترف بالثورات الشعبية والمطالبة باسقاط الانظمة التي قامت فيها في محاولة لاقناع هذه الدول بدعم السودان في الثورة الشعبية التي يواجهها لاسقاط النظام لاسيما وان مواجهة الجيش وقوات الأمن السودانية التي تواجه الشعب السوداني في انتفاضته بدأت تواجه بمطالبات الدول الديمقراطية الغربية بعدم استخدام السلاح لمواجهة المحتجين الذين ارتفعت مطالبهم الى اسقاط النظام بدلا من الاجتماعات فقط لاسيما وان العديد من السياسيين والغاء الاحزاب السياسية بدأوا ينضمون الى الاجتماع والمطالبة باسقاط النظام ابرزهم الصادق المهدي الامين العام لحزب الامة القومي الذي دعا علنا الى تنحي البشير واسقاطه..
البشير عرض على السيسي الاوضاع في السودان واصراره على التمسك بالسلطة على غرار بشار الاسد في سوريا الذي استعان بالروس والايرانيين فيما يطلب هو دعم مصر السياسي والعسكري والاعلامي مقابل تهدئة الاوضاع بين مصر والسودان المؤثر بسبب مشكلة حلايب وشلاتين اللتين تسيطر عليها مصر رغم اصولهما السودانية بالاضافة الى دعم الموقف المصري من سد النهضة الاثيوبي الذي من المقرر ان يبدأ توليد الطاقة الكهربائية العام المقبل لتصح اثيوبيا اكبر دولة مصدرة للقوة الكهربائية للدول الافريقية ودول العالم وخاصة اسرائيل التي تشارك في رأس مال السد الذي يعتبر مشروعا اسرائيليا اثيوبيا مشتركا.
مصر اعترضت منذ بداية المشروع قبل عدة سنوات على هذا المشروع الذي يخص كلا من مصر والسودان واثيوبيا الا ان السودان لم تقف الى جانب مصر كما ينقص السد من منسوب مياه نهر النيل في مصر وليس في السودان علاوة على عدم حاجة السودان للمياه بسبب غزارة كميات الامطار المتساقطة في اراضيه وعلى الهضبة الاثيوبية التي تنحدر الى السودان عبر الانهار والسيول…
ورغم ان زيارة البشير لمصر تعود بالدرجة الاولى الى طلب دعمها لمصر عبر تصريحات الرئيس المصري السوداني تناولت امن البحر الاحمر والمصالح المشتركة بين البلدين للقضية على اهداف زيارة البشير … ستتخذ مصر لاحقا الكثير من المواقف الداعمة للسودان بما في ذلك امكانية التدخل العسكري ضد السودانيين والمتظاهرين المطالبين برحيل البشير واسقاط النظام … !!!