زاوية سناء فارس شرعان
نرجو ان لا يتفاجأ احد من هذا المقال في ضوء موقف واشنطن من القضايا العربية العادلة في مقدمتها القضية الفلسطينية التي عملت على تفتيتها وتجزئتها تمهيدا لتصفيتها ضمن مشروع صفقة العصر الذي من المقرر ان يطرحه وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو ضمن جولته الحالية في الشرق الاوسط علما بان الادارة الامريكية تعتبر العدو الاول للامة العربية منذ التصويت على قرار الهيئة العامة للام المتحدة تحت عنوان القرار ١٦١ او قرار التقسيم حيث ضغطت بكل ما اوتيت من قوة على الدول الصغيرة والفقيرة في العالم لصالح القرار الذي يحقق اهداف الصهيونية العالمية ضد شعب فلسطين.
وبعد زرع اسرائيل في قلب الوطن العربي لفصل شرقه عن مغربه دعمت الادارة الامريكية حلفائها الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا الكيان الصهيوني وحذرت الدول العربية من مغبة التعرض لاسرائيل او تهديد امنها وحظرت السلاح على الدول العربية فيما فتحت ابواب مستودعات السلاح الامريكية على مصرعيها لتزويد الكيان الصهيوني باحدث انواع الاسلحة بحيث تتفوق على الدول العربية مجتمعة في حال نشوب نزاع مسلح مع العدو الصهيوني.
وعملت الادارة الامريكية على ابتزاز دول البترول العربي ضمن منظومة اوبك والتحكم بهذه المادة التي لا غنى عنها للصناعة ووسائل النقل في العالم فاصبحت تتحكم باسعار البترول والكميات التي تصدرها اي دولة ما العقوبات على ايران التي مارستها من خلال حظر بيعها الا وسيلة على هذه الدول للتحكم في سياسات العديد من دول العالم.
امريكا على الاقل منذ الحرب العالمية الثانية دأبت على استقلال الدول العربية والاسلامية ليس دفاعا عن مصالح تلك الدول وانما لصالح الولايات الامريكية خير دليل على ذلك حيث تنضوي الدول العربية وغالبية الدول الاسلامية تحت لوائه في هذه المنطقة انها تدعم الوحدة العربية وتدعوها الى توحيد اهدافها وغاياتها للتصدي للاطماع الايرانية التي لا تزال تستهدف القوة العربية المتصاعدة ما حدا بوزير الخارجية الايراني الى الغمز من من خلال المؤتمر الدولي الذي تزمع الادارة الامريكية عقده في بولندا في الثالث عشر والرابع عشر من الشهر المقبل حول ايران.
الاتفاق الاسرائيلي الامريكي حول مواجهة ايران وميليشياتها بعد الانسحاب الامريكي لا يشمل تقليم اظافرها في سوريا وانما انهاء اي تواجد ايراني عسكري او ميليشياتي نفي سوريا العراق ولبنان من جعل شعوب المنطقة تعيش في منأى من اية مخاوف ايرانية.
علاوة على تراجع الادارة الامريكية من الانسحاب من قاعدة التنف على الحدود السورية الاردنية العراقية لاغلاق الطريق البري بين طهران وبغداد ودمشق وصولا الى بيروت بعد اعلان الانسحاب الامريكية علاوة علي بقاء الجنود امريكيين في جنوب سوريا بالاضافة الى الاتفاق بين الامريكيين والاسرائيليين الى الحيلولة من قيام مذبحة تركية ضد الاكراد كما تشيع الادارة الامريكية ذلك في ضوء تصريحات مستشار الرئيس الامريكي جون بولتون للأمن القومي ما حدا بالرئيس التركي الى عدم استقباله مع بقاء المحادثات مستمرة بين العسكريين من الجانبين.
ومن اهم الاحداث التي شهدتها سوريا بعد قرار الانسحاب الامريكي سيطرة جبهة النصرة التابعة للقاعدة على ٢٥ في المائة من محافظة ادلب والاتفاق الذي ابرم بين النصرة والجيش الحر على خضوع منطقة ادلب للحكومة السورية الحرة الموالية لتركيا والجيش السوري الحر والتصريح التركي بامكانية شن هجمات امريكية روسية مشتركة على ادلب في ضوء الاتفاق والتنسيق بين القوات الروسية والتركية والتفاهمات التركية الروسية المشتركة حول شمال سوريا … !! !