بين النفقة و"حق الرؤية": أطفال الطلاق...فاتورة صامتة تدفعها البراءة والأطفال أداة صراعٍ مستمر المقدم القاضي علي محمد سليمان الشوابكه الف مبروك درجة الماجستير المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرتين مسيّرتين العميد نوف البداوي تبارك لنجلها صدور الإرادة الملكية السامية بترفيعه لرتبة رائد في القوات المسلحة الأردنية تعميم على المساجد ببث تكبيرات العيد بدءا من الخميس 3.956 مليون رأس عدد الأغنام في الأردن خلال 2024 ترفيع مدير الاعلام والشرطة المجتمعية محمود الشياب لرتبة عميد وثيقة زمنية وشهادة إبداع في عصر توثيق المعرفة بالتزامن مع رؤيتها "قيادة المستقبل".. أورنج الأردن ترعى قمة GWTS 2025 ملازم اول محمد ايمن الصرايرة الف مبروك الترفيع الإقراض الزراعي يقرر رفع رأس مال المؤسسة من 75 مليون دينار إلى 100 مليون دينار الإفتاء: عدم جواز ذبح الأضاحي في الساحات العامة والشوارع بلدية الطفيلة الكبرى تعلن استعداداتها لتقديم الخدمات خلال عيد الأضحى مديرا "الخط الحجازي" و"تيكا" التركية يتفقدان مشروع متحف السكك الحديدية بحث تنفيذ مشروع السلط أول مدينة قارئة تجارة عمان تبحث آليات تطوير العلاقات الاقتصادية مع المغرب بلدية الرصيفة تعلن خطة عملها خلال عطلة عيد الاضحى الصحة تعلن أسماء 106 مراكز صحية مناوبة خلال عطلة عيد الأضحى التنمية الاجتماعية والجمعية العربية للتوعية من العقاقير الخطرة ومكافحة المخدرات توقعان إتفاقية تعاون في مجال التوعية من مخاطر المخدرات وزير الزراعة يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)

قيم الدولة وعقل السلطة

قيم الدولة وعقل السلطة
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

قيم الدولة وعقل السلطة

لا يوجد انكار لدى كل التكوينات السياسية والاجتماعية الاردنية لعقل الدولة وقيمها , وحتى في الخارج ثمة يقين عند كثير من المراقبين بأن عقل الدولة الاردنية ناضج بما يفيض عن حاجة دولة بحجم الاردن الجغرافي وتعدادها السكاني , بل ان هناك مستقرا لدى كثيرين في الاردن وخارجه بأننا دولة رسالة واننا مؤهلون بحكم القيادة وإرثها لنكون دولة جامعة او مركزا اشعاعيا لوحدة قادمة , بوصفنا حملة رسالة الثورة العربية بقيادة هاشمية , نجحت في توحيد الشعار العربي من خلال رصاصة اولى من قلعة اجياد .

هذا المستقر عن الدولة الاردنية وقِيمَها , لا يجد سبيله في وعي السلطة ولا يجد طريقه في سلوكها , بعد ان تراجعت السلطة الى مراتب مقلقلة , من حيث فهمها لرسالة الدولة وحفاظها على قيمها الثابتة , سواء بحجم رجال السلطة الاجتماعي او بوعيهم السياسي , فثمة رخاوة في طبقة الحكم وثمة تنافر افضى الى بداية ملمح تجنّح داخل اروقة السلطة , قلل من وزن السلطة وأثرها وتأثيرها مما انعكس على الدولة وهيبتها في الوعي الجمعي الاردني .

فالمعارضة الاردنية تأخذ على السلطة تراخيها في الحفاظ على قيم الدولة وهيبتها , وبأن طبقة الحكم ذات الطبيعة التكنوقراطية والمصالح الذاتية قد عكست خفتّها السياسية على الدولة الثقيلة والعميقة , فالمعارضة لا تختلف على هيبة الدولة وعمقها , بل تخالف طبيعة السلطة وتركيبتها التي تراجعت بأقل من حجم الدولة ووزنها وهيبتها , فالصدام اليوم ليس بين الدولة كمفهوم عميق ومستقر في الوعي الاردني بقدر ما هو اختلاف مع طبيعة السلطة وتخليها عن تطبيق النظام العام حد التردي والتراجع على كل المستويات .

ما يجري اليوم من مظاهر انفلات وترد وتنازع وتنابز داخل المجتمع الاردني , يشي بطبيعة هذا الصراع المحتدم , بين قيم الدولة والسلطة داخل فضاء النظام العام , فالمواطن الاردني المنتمي الى المعارضة او الى كتلة التأييد , مصدوم من حجم التراجع والاستقواء على النظام العام , ومدى بروز ظاهرة التجنح والانقسام داخل اروقة السلطة , ولعل الجراءة التي يتحدث بها المسؤول حال حيازته على لقب السابق , تكشف مدى هذا التجريف في الوعي والتصحر في الثقافة الوطنية .

بل ان ظاهرة الحنين الى الماضي " النستولوجيا " تكشف اكثر واكثر , مدى التراجع في قيم الدولة ومنظومتها العميقة ومدى احساس المواطن بتراجع الوزن النوعي لرجال الدولة ومدى انعكاسها على وزن الدولة , حيث ما زالت صورة رجالات الدولة السابقين , اكثر حضورا من اركان السلطة القائمين على مراكزهم , وكل ذلك يتم دون قراءة من عقل الدولة المركزي او مطبخها الاستراتيجي , بل وتحارب السلطة كل من يحاول لفت النظر الى هذا الاختلال او يحاول مراجعة التجربة الوطنية لانتاج حالة اشتباك ايجابي مجتمعي , فقصة اطفاء الضوء عن اهم وثيقة صدرت عن مؤسسة وطنية رسمية – تقرير حالة البلاد – الصادر عن المجلس الاقتصادي الاجتماعي , تؤكد ذلك .

حالة البلاد تقول , ان قيم الدولة ما زالت حاضرة ويمكن بث الحياة في اوصالها , شريطة ان تُعيد المهابة الى السلطة وان تحترم السلطة قبل اي طرف آخر النظام العام وتمارسه سلوكا وتنفيذا , اما ان تبقى السلطة , حالة تعبير عن مصالح افراد او طبقة بعينها , فهذا يعني زيادة الشرخ بين الدولة والسلطة وزيادة الشرخ بين المواطن وتكويناته السياسية , فالرجال جزء من هبة الدولة وطبقة السلطة الحالية لا تمنح المواطن ثقة بالمستقبل والحاضر .//

omarkallab@yahoo.com

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير