وزير الأشغال يتفقد مشروع الطريق التنظيمي لمنطقة وادي العش الصناعية عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في الزرقاء 10 آلاف خيمة لنازحين في غزة تضررت جراء المنخفض الجوي مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي المقابلة وسيف والعربيات والدباس مراكز أورنج المجتمعية الرقمية: مجتمعات تحتفي بالتعلم وتقود التعليم الشبلي قيمة الدعم الحكومي في موازنة 2025 للسلع المدعومة لم يتغير الملك يستمع إلى ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش رئيس مجلس الأعيان وأعضاء المكتب الدائم يعودون مصابي الرابية وزير الأشغال يتفقد مشروع الطريق التنظيمي لمنطقة وادي العش الصناعية الحلال والحرام واثره على الأمة . المياه بالتعاون مع الأجهزة الرسمية تواصل ضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير وزير العمل يلتقي نقيب وأعضاء نقابة المقاولين التلهوني:الاتجار بالبشر جريمة تتنافى مع قيمنا الدينية وأبسط مبادىء الانسانية دائرة الموازنة العامة تنشر مشروع قانون الموازنة لسنة 2025 "الطاقة" تعتمد "الكاشف الخاص بالكاز" لضمان جودة المشتقات النفطية اللواء الركن الحنيطي يكرّم عددا من ضباط وضباط صف القوات المسلحة وزير العمل: تصويب أوضاع 5 آلاف عامل وافد مخالف خلال أسبوعين المياه بالتعاون مع الأجهزة الرسمية تواصل ضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير توقع زيادة الطلب على أسطوانات الغاز إلى 180 ألف أسطوانة يوميًا سلطة وادي الأردن تكرّم موظفيها المشاركين في جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية

قيم الدولة وعقل السلطة

قيم الدولة وعقل السلطة
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

قيم الدولة وعقل السلطة

لا يوجد انكار لدى كل التكوينات السياسية والاجتماعية الاردنية لعقل الدولة وقيمها , وحتى في الخارج ثمة يقين عند كثير من المراقبين بأن عقل الدولة الاردنية ناضج بما يفيض عن حاجة دولة بحجم الاردن الجغرافي وتعدادها السكاني , بل ان هناك مستقرا لدى كثيرين في الاردن وخارجه بأننا دولة رسالة واننا مؤهلون بحكم القيادة وإرثها لنكون دولة جامعة او مركزا اشعاعيا لوحدة قادمة , بوصفنا حملة رسالة الثورة العربية بقيادة هاشمية , نجحت في توحيد الشعار العربي من خلال رصاصة اولى من قلعة اجياد .

هذا المستقر عن الدولة الاردنية وقِيمَها , لا يجد سبيله في وعي السلطة ولا يجد طريقه في سلوكها , بعد ان تراجعت السلطة الى مراتب مقلقلة , من حيث فهمها لرسالة الدولة وحفاظها على قيمها الثابتة , سواء بحجم رجال السلطة الاجتماعي او بوعيهم السياسي , فثمة رخاوة في طبقة الحكم وثمة تنافر افضى الى بداية ملمح تجنّح داخل اروقة السلطة , قلل من وزن السلطة وأثرها وتأثيرها مما انعكس على الدولة وهيبتها في الوعي الجمعي الاردني .

فالمعارضة الاردنية تأخذ على السلطة تراخيها في الحفاظ على قيم الدولة وهيبتها , وبأن طبقة الحكم ذات الطبيعة التكنوقراطية والمصالح الذاتية قد عكست خفتّها السياسية على الدولة الثقيلة والعميقة , فالمعارضة لا تختلف على هيبة الدولة وعمقها , بل تخالف طبيعة السلطة وتركيبتها التي تراجعت بأقل من حجم الدولة ووزنها وهيبتها , فالصدام اليوم ليس بين الدولة كمفهوم عميق ومستقر في الوعي الاردني بقدر ما هو اختلاف مع طبيعة السلطة وتخليها عن تطبيق النظام العام حد التردي والتراجع على كل المستويات .

ما يجري اليوم من مظاهر انفلات وترد وتنازع وتنابز داخل المجتمع الاردني , يشي بطبيعة هذا الصراع المحتدم , بين قيم الدولة والسلطة داخل فضاء النظام العام , فالمواطن الاردني المنتمي الى المعارضة او الى كتلة التأييد , مصدوم من حجم التراجع والاستقواء على النظام العام , ومدى بروز ظاهرة التجنح والانقسام داخل اروقة السلطة , ولعل الجراءة التي يتحدث بها المسؤول حال حيازته على لقب السابق , تكشف مدى هذا التجريف في الوعي والتصحر في الثقافة الوطنية .

بل ان ظاهرة الحنين الى الماضي " النستولوجيا " تكشف اكثر واكثر , مدى التراجع في قيم الدولة ومنظومتها العميقة ومدى احساس المواطن بتراجع الوزن النوعي لرجال الدولة ومدى انعكاسها على وزن الدولة , حيث ما زالت صورة رجالات الدولة السابقين , اكثر حضورا من اركان السلطة القائمين على مراكزهم , وكل ذلك يتم دون قراءة من عقل الدولة المركزي او مطبخها الاستراتيجي , بل وتحارب السلطة كل من يحاول لفت النظر الى هذا الاختلال او يحاول مراجعة التجربة الوطنية لانتاج حالة اشتباك ايجابي مجتمعي , فقصة اطفاء الضوء عن اهم وثيقة صدرت عن مؤسسة وطنية رسمية – تقرير حالة البلاد – الصادر عن المجلس الاقتصادي الاجتماعي , تؤكد ذلك .

حالة البلاد تقول , ان قيم الدولة ما زالت حاضرة ويمكن بث الحياة في اوصالها , شريطة ان تُعيد المهابة الى السلطة وان تحترم السلطة قبل اي طرف آخر النظام العام وتمارسه سلوكا وتنفيذا , اما ان تبقى السلطة , حالة تعبير عن مصالح افراد او طبقة بعينها , فهذا يعني زيادة الشرخ بين الدولة والسلطة وزيادة الشرخ بين المواطن وتكويناته السياسية , فالرجال جزء من هبة الدولة وطبقة السلطة الحالية لا تمنح المواطن ثقة بالمستقبل والحاضر .//

omarkallab@yahoo.com

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير