الكبريت في الديزل سرطان قاتل...
د.ضيف الله الحديثات
من يتذكر معالي د.ياسين خياط، عندما كان مديرا عاما لمؤسسة المواصفات والمقاييس قبل ١٢عاما ، هذا الرجل الذي قاتل بشجاعة من اجل تنقية مادة الديزل المنتج في مصفاة البترول الاردنية من الكبريت، وحذر من خطورته على صحة الاردنيين، وبين ان نسبة الكبريت في الديزل يجب ان لا تتعدى 350" ppm" في حين كان يصل تركيز الكبريت في الديزل المنتج في مصفاة البترول الى 10800" ppm " في تلك الفترة واكد أن هذا خطر حقيقي.
الوزير الاسبق للبيئة م.خالد الايراني قال ايضا في تلك الفترة ان الديزل المنتج في المصفاة ملوث، واضاف ان هناك ضغوطات من الحكومة عليها لتحسين نوعية وتطوير المصفاة.
د. حيدر الزبن لم يبعد كثيرا فتحدث قبل عدة اشهر عن تلوث الديزل وعدم مطابقته للمواصفات، ولكنه غادر مبكرا.
الحقيقة المتفقون عليها، اننا طوينا سنوات عديدة، ونحن على راي جدتي عليها رحمة الله "ع محلك يا واقف" المعاناة مستمرة والديزل مازال يشكل خطرا حقيقيا على صحتنا، لارتفاع نسبة الكبريت فيه، والمصفاة على حالها.
المصفاة اخذت مهلة جديدة لمدة خمس سنوات، وقبلها حصلت على خمس سنوات باعفاءها من الالتزام بالمواصفات العالمية للديزل، حتى يتم تطويرها.
الطامة ليست بشراء الوقت بالنسبة للمصفاة ومهل هنا وهناك، انما بالتعاظم اليومي لخطر الكبريت، على صحتنا فبعد عملية احتراقه ينتج عنه اكاسيد الكبريت كما ذكر طبيب القلب المعروف فخري العكور، وفي عام 2012م، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الانبعاثات الناتجة عن احتراق الكبريت في الديزل تسبب السرطان، الامر الذي اكده اطباء اردنيون، واضافوا عليه ايضا، تصلب الشرايين التاجية والجلطات القلبية وضيق التنفس والربو.
وهنا نحن امام سؤال حقيقي، لماذا هذا الصلف والتمادي وغض الطرف من الحكومة عن مصلحة الوطن والمواطن، بعدم منح رخصة للقطاع الخاص لانشاء مصفاة بترول جديدة، بعد تعثر المصفاة الحالية ووهن قدرتها على التجديد، والسماح باستيراد الديزل من الخارج سريعا، واغلاق مصفاة البترول فورا حتى يتم تطويرها.
فمن المعيب جدا، اننا بصدد الدخول للمئوية الجديدة، ولم نستطع تطوير مؤسسة استرتيجية.
واذا كان خيار الاغلاق صعب، فعلى الحكومة التدخل حالا ووضعها تحت ادارة الجيش العربي، فهو القادر على الوفاء بالالتزامات الوطنية اذا دعت الحاجة.
وعلى الحكومة ايضا اقصاء جميع الأشخاص غير المختصين من ادارتها المباشرة او غير المباشرة، فالمصلحة الاردنية اهم، من أن يشارك شخص غير ممتهن في ادارة مؤسسة استراتيجية او يرسم سياساتها العليا، فقط لانه عمل لمدة شهر بمنصب سياسي او يمتلك اسهما فيها، من منطلق "تنفيعة