د.محمد طالب عبيدات
الليلة دخلت العاصفة الثلجية بمطر وثلج من السماء للأرض وكما توقّعت معظم مواقع تنبؤات الطقس، كهدية ربانية للإنسان والحيوان والنبات والتي لولاه لما عاش الجميع على وجه هذه المعمورة، وإهتزت اﻷرض وربت:
1. إكتست معظم المناطق بلون الزائر الأبيض؛ فالمطر والثلج يغسلان كل شيء تحت السماء وفوق اﻷرض لدرجة أن اﻷلوان تظهر لكل شيء على حقيقتها فألوان النبات تبدو أكثر خضرة، وسطح اﻷرض يبدو أكثر لمعاناً.
2. نتمنى أن يغسل الناس قلوبهم كما يغسل المطر شوارعنا وفضاءنا وتربتنا وممتلكاتنا، وتكون ألوان قلوبنا بيضاء كبياض الثلج.
3. وجعلنا من الماء كل شيء حي، كلمات ربانية معبرة عن حاجة كل شيء للماء لغايات الحياة.
4. تأمل نعمة الثلج والمطر واﻹيمان بفضل الله تعالى واجب بدلاً من قضائنا لوقتنا نفزع خوفاً من أخطار السيول وتسكير العبارات وسماكة الثلج وغيرها.
5. تَذكّر الناس الفقراء والمحرومين ومن لا بيوت لهم ومن ينامون بالعراء واجب في هذه الساعات، فنحن في بيوتنا 'دفى وعفى' وهم يصارعون ضنك العيش وبرودة الطقس وقساوة الزمن، وما أضيق العيش لولا فسحة اﻷمل!
6. صوت إنهمار المطر وهطول الثلج فيه رسائل كثيرة تبدأ بالفرح وتمر بالخوف أحياناً وتنتهي باﻷمل بالمستقبل المزهر والنظيف.
7. المطلوب إستغلال هذه النعمة الربانية كي لا نكون أفقر دولة بالعالم بمواردنا المائية، وكي نعد بنيتنا التحتية للأفضل.
8. شكراً من القلب لكل الجهات في القطاعين العام والخاص الذين يعملون بصمت خدمة للوطن والمواطن في هذه الظروف الصعبة؛ وأرجو الله مخلصاً أن يكون ذلك في ميزاني مواطنتهم وحسناتهم.
بصراحة: الفرحة تغمرنا عندما نسمع صوت المطر ونشاهد بياض الثلج، وحتى قلوبنا تنبض طرباً للمطر وعيوننا وقلوبنا تنبسط لبياض الثلج، فبالماء يحيا كل شيء، وبالماء تزدان الطبيعة، وبالماء ينظف ما فوق اﻷرض وتحت السماء، فهلا غسلنا قلوبنا كما يغسل المطر والثلج كل شيء!//