إيمان فاروق
سلام على أرواح لم نعد نراها، نعيش على ذكراها، فكم من روح غابت ولكننا مازلنا نشعر بدفء لقاها، لطيب ما فيها، وروحاً تحيا بيننا لكننا لا نهواها، ولا نتلذذ ملقاها، لبغض ما فيها وقٌبح معانيها. وروحا بسيطة تُريح القلب، وروحاً ما زالت في منتصف الدرب، تتكون مع خفقات قلوب الأمهات. وهناك من تتلون حسب الظروف، يفوح منها الشر والطيب حسب النفوس، حسب المصالح من قرب أوعزوف.
تعيش بيننا وقُربنا ومن الممكن حولنا، نضمن بأنها جميلة ونرتاح لها وهي في الحقيقة ملعونة قبيحة، توقعنا بالفخ العميق لأننا لا نكشف ما تحمل الأرواح وتخفي القلوب، لكنها تنكشف مع الأيام، الأيام التي تطلب منا أن نُناضل من أجل ما نحب، وأن نستمع دائماً لما نشعر به مهما حاولت هزيمتنا.
الأيام تتعبنا، توصل البعض لليأس، لكنها تقول لنا استمروا ولا تستسلموا فطريقي صعب مُر، ولكن آخرها سعاده لكل حُر، يأمن بالله، يبتسم ويقول الحمد لله، الآتي أجمل.
هذا التحول غير العادي الذي نعيشه الآن بأن يلجأ البعض للعاطفة والروح والمشاعر للسرقة والنصب هي ليست إلا أرواحا خبيثة تتلون كأفاع سامة تبهر من أمامها بجمال ألوانها، لينسى سُمها المدفون، هم أفاع أم ثعالب، لا أعلم هل من الممكن ان نصفهم بهذه الصفات لانهم تجردوا من الإنسانية ليصل للجميع هول ما يحدث، أم الزمن أصبح ملعونا وما مضى كان زمن الطيبين كما يقال!
الأرواح الخبيثة تتلاشى عند محاربتها، و الأرواح الطيبة التى ما زالت تحوم حولنا لتحمينا هي فقط الأمان الوحيد من شر حاسد اذا حسد.//