البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

حكايات شخصية عن درج البرلمان

حكايات شخصية عن درج البرلمان
الأنباط -


 

وليد حسني

 

قبل اسابيع مضت كنت احدث زملاء واصدقاء ونوابا عن درج البرلمان المفضي الى حرم القبة او ذاك الدرج الذي ينقلك الى مكاتب النواب، كيف كنت أصعده ثلاث درجات دفعة واحدة، ثم كيف تنازلت قليلا وصعدته درجتين درجتين، ثم تنازلت مرة ثالثة وصرت أصعده درجة درجة، وها اني الان أصعد درجاته زحفا كتكاسل السلحفاة مع أنَّات لا أرغب أن يسمعها احد مني.

 

والفارق هنا ليس كبيرا بين صعود الدرج ثلاثا ثلاثا وبين صعوده زحفا، فلم تمض غير 22 سنة عرفت فيها تماما كيف يكون الدرج البرلماني عنوانا في كل ما يمكن للصحفي ان يحزره، أو يفكر فيه، وقلما كنا ننجو من اجتماع عاجل وطارىء على درجاته، نعرف في تلك الوقفة ما يمكن طبخه في الداخل او ما تم إنضاجه في الخارج.

 

بعد ان تناوبني التآكل في مفصلي الركبتين والقطع في الغضروف الهلالي اصبحت لا اقوى كثيرا على صعود ذاك الدرج الذي لا يمكنني تحت اي ظرف تعداد مئات الاف المرات التي لامسته فيها صاعدا وهابطا، قافزا لا أسأل "عن السواد المقبل" ــ على حد زعم حسان بن ثابت ــ، ونازلا زحفا كأنني أموء في سطل ماء.

 

قبل سنوات طويلة مضت استهوانا تماما ذاك الدرج فكتبت عنه ما يتوجب التنبه اليه والعودة لاستذكاره، فحين كان البرلمان يعج بالاحداث والتفاعلات والانفعالات كان الدرج يؤدي دور الخلوة الضاغطة، وكم شهد ذاك الدرج الاف الاجتماعات الثنائية السريعة للتوافق على توجه ما أو قرار أو حل خلاف.

 

لكن الذي لفت انتباهي اكثر في تاريخ ذاك الدرج هم المواطنون الذين تعودوا صعوده يحكمهم الأمل وهو يتوجهون الى نوابهم يسألونهم خدمة ما، فتراهم يصعدون الدرج بخفة الطائر السعيد إلا انهم يهبطونه بتكاسل دب" الباندا"، تعلو وجوههم مسحة حزن لا يعرف حجمها وألمها غير الله تعالى.

 

كان درج البرلمان بالنسبة لي ولم يزل عنوانا عريضا في حكايات العمل البرلماني، وكان ولم يزل شاهدا على احداث وقضايا ومواقف لا يمكن حصرها او عدها، وقد ظل هذا الدرج حتى الساعة منتصبا مكانه لم يتغير عليه شيء، إلا أنه أصبح خارج حسابات العمل البرلماني باعتباره خلوة ضاغطة، ولا يمكنني تعداد المرات التي كنا فيها كصحفيين نقدم استشاراتنا للنواب على ذاك الدرج، او نتدخل في حوار جانبي بين نائبين، او نجري خلوة سريعة مع نائب نسأل فيها ما لا يمكننا سؤاله ظاهرا.

 

في تلك السنوات التي مضت لم تكن مجالس النواب سيئة كما يعتقد البعض، ولا اظن ان هذا المجلس الحالي سيئ، إلا أن الظروف تغيرت، والاولويات اختلفت، وللحقيقة فان اهتمام الصحافة بالبرلمان الحالي أقل كثيرا من اهتمامها به في السنوات الفائتة، وأحيلكم الى حجم المساحة التي تعطى هذا الاوان للبرلمان مقارنة مع المساحات التي كانت تعطى له في زمان مضى.

 

حتى اليوم سيبقى درج مجلس النواب عنوانا في الحكايات البرلمانية، ولازمة من لوازم العمل البرلماني، ومن يرغب بالحكم على مجلس النواب فليذهب هناك ويحدق مليا فيما آل اليه هذا الدرج، وما ارتسم على حافتيه من أقاصيص وحكايات ظلت تفاصيلها عالقة على اهدابه ولا أظنها ستُمحى...//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير