جمعية الصرافين تثمن موافقة الحكومة على معدل "ترخيص شركات الصرافة" وزيرة النقل تتابع مستجدات إعادة تشغيل مطار عمان المدني "نون للكتاب" في حضرة "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة امتداد حضاري عميق من وادي الرافدين إلى فضاء الحداثة الشعرية العربية إنشاء مركز للرياضات الإلكترونية في الجامعة الأردنية بالتعاون ما بين زين والاقتصاد الرقمي والجامعة "رفعت اسماعيل".. بطل الهشاشة النبيلة الذكاء الاصطناعي وعلم الاجتماع: عندما تُحلل الخوارزميات سلوك المجتمعات وتعيد تشكيلها إعلامُنا ! استهلاكي أم استثماري؟ بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض منتخب السيدات لكرة القدم يلتقي نظيره البنغالي غدا اعتقال مصري يشتبه به تنفيذه هجوما ضد مسيرة مؤيدة لإسرائيل في ولاية كولورادو الأمريكية أربع سيناريوهات للبلديات: الثقة الشعبية أساس القرار؟ محافظة يكرم الطالب ابو محفوظ المعهد المالي العسكري يختتم دورة المالية التأسيسية نادي عمان للجولف ينظم بطولة "كأس الدبلوماسيين" المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بطائرتين مسيرتين "الأونروا": آلية توزيع "مساعدات غزة" لا تلبي الاحتياجات بلدية اربد تحدد مواعيد دوام السوق المركزي خلال عطلة العيد البنك الأردني الكويتي يتبنى نظام مركز المدفوعات من شركة بروجرس سوفت مجموعة البركة تواصل أداءها المتميز خلال الربع الأول من العام الجاري وصافي الدخل يرتفع بنسبة 19% ومجموع الأصول يتجاوز 27 مليار دولار

حكايات شخصية عن درج البرلمان

حكايات شخصية عن درج البرلمان
الأنباط -


 

وليد حسني

 

قبل اسابيع مضت كنت احدث زملاء واصدقاء ونوابا عن درج البرلمان المفضي الى حرم القبة او ذاك الدرج الذي ينقلك الى مكاتب النواب، كيف كنت أصعده ثلاث درجات دفعة واحدة، ثم كيف تنازلت قليلا وصعدته درجتين درجتين، ثم تنازلت مرة ثالثة وصرت أصعده درجة درجة، وها اني الان أصعد درجاته زحفا كتكاسل السلحفاة مع أنَّات لا أرغب أن يسمعها احد مني.

 

والفارق هنا ليس كبيرا بين صعود الدرج ثلاثا ثلاثا وبين صعوده زحفا، فلم تمض غير 22 سنة عرفت فيها تماما كيف يكون الدرج البرلماني عنوانا في كل ما يمكن للصحفي ان يحزره، أو يفكر فيه، وقلما كنا ننجو من اجتماع عاجل وطارىء على درجاته، نعرف في تلك الوقفة ما يمكن طبخه في الداخل او ما تم إنضاجه في الخارج.

 

بعد ان تناوبني التآكل في مفصلي الركبتين والقطع في الغضروف الهلالي اصبحت لا اقوى كثيرا على صعود ذاك الدرج الذي لا يمكنني تحت اي ظرف تعداد مئات الاف المرات التي لامسته فيها صاعدا وهابطا، قافزا لا أسأل "عن السواد المقبل" ــ على حد زعم حسان بن ثابت ــ، ونازلا زحفا كأنني أموء في سطل ماء.

 

قبل سنوات طويلة مضت استهوانا تماما ذاك الدرج فكتبت عنه ما يتوجب التنبه اليه والعودة لاستذكاره، فحين كان البرلمان يعج بالاحداث والتفاعلات والانفعالات كان الدرج يؤدي دور الخلوة الضاغطة، وكم شهد ذاك الدرج الاف الاجتماعات الثنائية السريعة للتوافق على توجه ما أو قرار أو حل خلاف.

 

لكن الذي لفت انتباهي اكثر في تاريخ ذاك الدرج هم المواطنون الذين تعودوا صعوده يحكمهم الأمل وهو يتوجهون الى نوابهم يسألونهم خدمة ما، فتراهم يصعدون الدرج بخفة الطائر السعيد إلا انهم يهبطونه بتكاسل دب" الباندا"، تعلو وجوههم مسحة حزن لا يعرف حجمها وألمها غير الله تعالى.

 

كان درج البرلمان بالنسبة لي ولم يزل عنوانا عريضا في حكايات العمل البرلماني، وكان ولم يزل شاهدا على احداث وقضايا ومواقف لا يمكن حصرها او عدها، وقد ظل هذا الدرج حتى الساعة منتصبا مكانه لم يتغير عليه شيء، إلا أنه أصبح خارج حسابات العمل البرلماني باعتباره خلوة ضاغطة، ولا يمكنني تعداد المرات التي كنا فيها كصحفيين نقدم استشاراتنا للنواب على ذاك الدرج، او نتدخل في حوار جانبي بين نائبين، او نجري خلوة سريعة مع نائب نسأل فيها ما لا يمكننا سؤاله ظاهرا.

 

في تلك السنوات التي مضت لم تكن مجالس النواب سيئة كما يعتقد البعض، ولا اظن ان هذا المجلس الحالي سيئ، إلا أن الظروف تغيرت، والاولويات اختلفت، وللحقيقة فان اهتمام الصحافة بالبرلمان الحالي أقل كثيرا من اهتمامها به في السنوات الفائتة، وأحيلكم الى حجم المساحة التي تعطى هذا الاوان للبرلمان مقارنة مع المساحات التي كانت تعطى له في زمان مضى.

 

حتى اليوم سيبقى درج مجلس النواب عنوانا في الحكايات البرلمانية، ولازمة من لوازم العمل البرلماني، ومن يرغب بالحكم على مجلس النواب فليذهب هناك ويحدق مليا فيما آل اليه هذا الدرج، وما ارتسم على حافتيه من أقاصيص وحكايات ظلت تفاصيلها عالقة على اهدابه ولا أظنها ستُمحى...//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير