كتّاب الأنباط

تلاقي عقلاء السياسة ... امن واستقرار ونهضة !!!

{clean_title}
الأنباط -

     المهندس هاشم نايل المجالي

كما نعلم ان المحافظة على الثبات في ادارة الامور والتحكم بها بشكل سليم لا يتم ونحن نسير بسرعة فائقة من التصريحات والوعود ، ان لم نكن نملك رؤية ذات آفاق واسعة واستراتيجية عمل وطنية تتداولها الحكومات المتعاقبة وليس البدء من الصفر مع بداية كل حكومة جديدة .

ان هذا الادراك والوعي بالثوابت الوطنية التي تقوم عليها الحكومات بخطة استراتيجية وطنية واحدة وثابتة قابلة للتطوير والتحديث هو ما يجعل اقدامنا ثابتة في الارض ، وان لا يختل توازننا اذا تحركنا ولا نرتبك مع اي ازمة تواجهنا ، وان تنمو مشاريعنا وتحقق التنمية المستدامة مهما تبدلت الاحوال او تغيرت الوجوه والمسميات .

وهذا العمل بهذه الخطة هو ما يضمن الرفاه الاجتماعي للمواطنين وللاجيال ، ويضمن الاستدامة والتطوير والتحضر فكل شيء سيكون حينها مدروسا وسيكون حينها الشعب فداء لكل ذرة تراب فالمصلحة العامة فوق كل اعتبار والقوانين والتشريعات كواكب ذلك التطور ، وتنعكس عليه ايجابيا ًويقبل المواطن بكل زيادة تطرأ عليه من ضرائب ورفع اسعار وغيرها لانه واثق حينها انها سوف تنعكس عليه تطويراً بالخدمات التعليمية والصحية والتنموية وتطويرا للبنية التحتية وغيرها .

وهذا استدامة للدولة القائمة على الديمقراطية التشاركية والتوافقية ، وهذا امن واستقرار للمجتمع وهذا المبدأ هو ما يجعل الدولة قوية في وجه العواصف ولا تنازع وصدام على المناصب او على الزعامات ، بل هناك ادوارا ومهام وواجبات تحددها السياسات العامة والخاصة المعتمدة رسمياً بكل ذكاء وثقة وايمان وقناعة ، ولا احد فوق القانون ، ويلغي ذلك كل امتياز غير عدلي لأي احد يعتبر نفسه فوق القانون وصاحب قرار وان التأخر في العدل ظلم والظلم هو تهديد للعدالة الاجتماعية ، وبه نعلو فوق السحاب وعليه تقوم الحضارات ونهضة الامة دون ان يختل توازنها .

فهذه محركات وطنية وثوابت وطنية ومن خلالها نبني ايضاً مستقبل الاجيال ، وهي بصمات من بصمات الهاشميين في ادارة الحكم للبلاد فهم يمتلكون مفاتيح المستقبل ويطلقون مبادرات الامل ويسعون في تشييد الحضارة وتثبيت اركان التسامح ، على اعتبار ان ذلك من مقومات بناء الوطن .

فترسيخ قيم التسامح والسلم والامان والتعددية على ارض الأمن والامان توفر للجميع العدل والاحترام والمساواة ، وتتيح للجميع ممارساتهم المعيشية والحياتية والعملية والدينية ، لان التسامح قيمة وفلسفة وفكر وارادة وهي تمد جسور الخير والتعاون بين الناس .

والتسامح زينة الفاضل والنفوس الكبيرة وحدها هي التي تعرف التسامح وهو الذي يعطي الصواب قوته وقدراته لتحقيق الاهداف ، وهو الذي يمحي الكراهية من القلوب وينزعها من الصدور .

فالحياة اقصرمن ان نقضيها في تسجيل الاخطاء التي يرتكبها البعض والتي تغذي روح العداء بين الناس فعلينا توفير نفقات الغضب وتكاليف الكراهية في جلسات حوار وعصف ذهني تشارك بها كافة الاطراف المتضادة والمختلفة على مصلحة الوطن لرسم سياسة موحدة ، وان لا نخوض في حرب اعلامية وتشويه وخداع اعلامي وحب للظهور وتسويق للتطرف الفكري بمختلف اشكاله المرئي والمسموع والمقروء .

فنحن بحاجة الى مشروع اعلامي وطني يمثل رأس حربة لمواجهة الاشاعات والاكاذيب والمعلومات المغلوطة ، والتصدي لمحاولات الاعلام المضاد الذي يهدف الى زعزعة الامن والاستقرار ، كل ذلك لان الفرص مواتية لنهضة تنموية وانجازات على مختلف الاصعدة ولنخطو بخطوات ثابتة نحو الريادة والطموح وتحقيق التقدم المستمر الذي يواكب الدول المتحضرة .

وان يتلاقى عقلاء السياسة والاقتصاد والاجتماع والاديان لتعظيم حرمات الله بصيانة الانفس ، فالاستقرار مطلب شرعي ووطني والحاجة له ملحة مع انتشار الاضطرابات والصراعات في المحيط الخارجي للوطن .//

 

hashemmajali_56@yahoo.com

 

 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )