وليد حسني
تابعت باهتمام اعلان عشرات المثقفين الاعضاء في رابطة الكتاب الأردنيين عن اطلاقهم لتيار جديد في الرابطة باسم"تيار التجديد الثقافي" وما نجم عنه من تشكيل ما أسماه" أمانته العامة ولجانه ".
والتيار الجديد بدا ناشطا في الاسابيع الماضية على منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيس بوك مشاطرا المثقفين أفراحهم واحزانهم، معلنا عن انخراطه السريع في حملة علاقات عامة لا تبدو انها ستتوقف بعد ان يبدا التيار اعماله ونشاطاته الثقافية الأخرى التي تحدث عنها في بيانه الذي اعلن فيه عن تشكيل امانته العامة.
هذا التيار يبدو في كامل تفاصيله تيارا منافسا في انتخابات رابطة الكتاب التي لا يزال موعدها بعيدا تماما، لكن من الواضح ان التيار ورجالاته يريدون استخدام هذه المساحة لاكتساب ارضية واسعة من المثقفين المؤيدين والمناصرين له خاصة اذا استطاع هذا التيار تقديم منجزات على الارض يستطيع من خلالها تحريك المياه الراكدة في الرابطة التي لا تزال خارج أداة الفعل وحتى الإنفعال، وهذا ما أدى باعضاء في الهيئة الادارية لتقديم استقالاتهم قبل عودتهم عنها، الا انها لم تمنع كاتبا مبدعا مثل قاسم توفيق من تقديم استقالته من عضوية الهيئة العامة للرابطة دون ان يقدم اية ايضاحات تبرر اسباب استقالته.
في قادمات الايام ستجد رابطة الكتاب نفسها امام واقع انتخابي يتكون من اربع حربات متكتلة، ولا اظن ان تيار التجديد سيعدم الوسيلة في تحقيق اختراق مهم في بنية التحالفات الانتخابية المتوقعة، خاصة اذا نجح هذا التيار في تفعيل السوق الثقافي المحطم أصلا مما سيسمح لنفسه بالحصول على استقطابات توالي تماما الفعل الثقافي والانفعال السياسي، بدلا من "الفعفلة في مبارك " أودت بالرابطة وبدورها الطليعي في مجاهل النسيان والغياب.
أدعم هذا التيار بشدة، كما أدعم خلق تيارات أخرى تنبني على برامج وخطط عمل طموحة لترتقي بالفعل الثقافي وبالدور الريادي لبيت المثقفين الأردنيين، وهذا ما يتوجب على باقي التيارات الأخرى العتيقة الجلوس مع ذاتها لوضع برامج عمل وخطط ستنعكس ايجابا على السوق الثقافي الأردني، وقد تكون مناسبة تماما لانقاذ الرابطة وإخراجها من غرفة العناية الحثيثة//...