كتّاب الأنباط

رحلة الامل والعمل !!!

{clean_title}
الأنباط -

   المهندس هاشم نايل المجالي

من يمنح التعساء والفقراء والبؤساء الامل في ظل ظروف صعبة تعيشها الدولة على ضوء المتغيرات والتحالفات والضغوطات التي تمارس على هذا الوطن لتقديم التنازلات ، فهناك اعداء خارجيون وهناك اعداء من الداخل لكننا نخشى ان يكون هذا البؤس والالم من الذنوب التي في داخل الفاسدين الذي نهبوا وأضروا بالوطن وابنائه فهم لا يختلفون عن مصاصي الدماء ، ويظهرون لنا انهم الى جانب الحق والى جانب الوطن ولقد اصبح منح الامل لهؤلاء الفقراء والبؤساء والعاطلين عن العمل هو محاسبة ومعاقبة الفاسدين والمذنبين المسؤولين عن اي خراب في هذا الوطن ، ان القرآن هو امل لكل مواطن صامد على رجليه يمنحه الغذاء الروحي والامن والاستقرار .

والمطلوب من اصحاب القرار الحزم من اجل ان نتمكن من وقف الهدر ثم النجاح في الاعمال والانجازات والعدل من اجل الاشارة الى كل الفاسدين دون استثناء والقوة من اجل محاسبتهم على ضوء ما عاثوا في الوطن فساداً فإلى متى سنبقى نلهي هذه الجموع المطالبة بذلك وهي تمثل اكبر شريحة من الوطن من اجل ذلك وهم يرون ان الاوضاع لم تتحسن بعد بل تزيد سوءاً يوماً بعد يوم ، ولأن الخبز الذي بين ايديهم لا يكبر ولم يعد يكفي ، فهم بحاجة الى الامل الذي يستمدونه من اصحاب القرار حتى لا ينقادوا خلف اليأس وخلف اللاعقلانية في السلوك .

وهناك الكثير يعيش بؤسا روحيا التزم الصمت ، وسيبدأ الكثير من المسؤولين بالشعور بعذاب الضمير لأنهم يعلمون ان هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل هم ضحية هؤلاء الفاسدين واصبحوا كعناقيد العنب المعلقين على شجرة الامل التي لا تكبر ولا تثمر .

ولم يعد هناك حكاية نلهيهم بها وسوف يصدقون ويقتنعون بحكايتهم الذاتية ويكون لكل واحد منهم قصة وحكاية يريد ان يحكيها ، وسيسيرون عبر الطرقات والأزقة حاملين حكايتهم كأنهم يحملون قصة التعاسة حيث ان لا شغل لهم ولا عمل ولا امل .

فلا بد من الخروج من الاحباط الذي يلفهم لتتناغم احلامهم وليخرجوا من ذلك الاحباط ، ففي الاجواء الايجابية تزداد الانتاجية وتتوسع دائرة الوعي والادراك والابتكار للعمل وللافراد في مراكز عملهم فتلك المؤسسات والشركات والمصانع بحاجة ماسة الى الكوادر المبتكرة والمتميزة ، التي يجب ان نؤهلها ونعطيها فرصة العمل في منظومة عطائها المهني والوظيفي لنعيد العطاء والانتاج المميز لمسيرة حياتنا العملية ، انها مسيرة الخير والعطاء في هذا الوطن المعطاء .

فهي قصة كفاح تاريخي ويومي التي هي مصدر رزقنا لنحافظ عليه مهما كانت التحديات ، فهو استقرار معيشتنا وتميزنا بالقوة والامل لتحقيق الاماني التي نسعى لتحقيقها ونكسب من خلالها العلاقات والصداقات لا المشاحنات والصدامات والعداوات .

فالامل هو حسرة الظمآن حين يرى طبقة تقارع الكؤوس في حفلات السهر وهو ذلك العبوس في وجه عصفور تحطم عشه فبكى وطار ينتظر أملاً ومعجزة لتعيد انقاض مأواه من جديد الذي خربه الفساد ، والامل يكذب كل كسلان انغمس بالاحلام ولا يسعى لان يعاند الشقاء من اجل لقمة عيشه فيذبل مع  الخذلان والهذيان ، فكل شاب بجده واجتهاده عمل وعطاء فمن كان مقدماً فقد فاز بجده ومن كان يائساً فسيظل يقارع الطرقات حيران فلا عليه ان يتقاعس ان لاحت امامه فرص العمل ليميت الباطل ويحيي بفؤاده الامل وتهون المصائب من امامه ، فان الدسائس دائماً في طي الزخارف التي يصورها البعض بالعصيان فهناك من يدس السم في العسل لتحلو الحياة لهم ، ويشحن صدورهم المشتعلة بالعنف والغضب وهو جالس من بعيد يراقب التعبير بلفظهم وسلوكهم ، والله لو عاث الفاسدون بكل ما نملك في هذا الوطن لظللت اؤمن ان وطننا بالف خير وله يوم مجد ابيض ناصع برجاله الاوفياء المخلصين بالولاء والانتماء .

فهذه حقائق سطرها الاجداد والاباء فحذار من اليأس والاحباط الذي يريد البعض ان يوصلنا اليه فهو ريشة سواد فوق يمامة الامل ، بل سنحلق على الغيوم لإنزال قطرات الخير فوق اراضينا الخصبة لتسقيها لتثمر شجر العطاء وثمر الجهد والعطاء ففي هذا الوطن ما يستحق الحياة من اجله ورائحة الخبز في كل بيت هناك من يصنعه ، وهناك اعشاب على الحجارة تغنينا عن الذهب والالماس تفوح عطراً كلما شد الاسى والازمات .

ومهما اشتد الظلام سيشع شهاب من سواعد اولئك الشباب رغم كل المعوقات ، فهناك دوماً امل جديد ولن نخاف من ضجة العواصف وسيستقيم كل شيء ان شاء الله بعد الاعوجاج بقيادة هاشمية حكيمة تقاتل اليأس والاحباط من اجل مستقبل مشرق .

فلا على شبابنا ان يحزن ويفقد الامل ان ضاق بهم الزمان فكل الخطايا التي ارتكبتها الحكومات سوف تغسل بدمع الطهر من عيون الكهول ، وكل من عانى من تلك القرارات فلنا امل بالله لنحيا به فالحياة كلها مشقة وصعاب وشبابنا لها سواعد عطاء وولاء وانتماء .//

               

hashemmajali_56@yahoo.com

 

 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )