انعقاد منتدى تنمية التعاون بين الصين وآسيا الوسطى ومنتدى طريق الحرير للاتصال الدولي في أستانا البنك الإسلامي الأردني يفوز بجائزة أفضل بنك إسلامي في الأردن لعام 2025 الأمن العام: انتهاء فترات الإنذار وندعو إلى الاستمرار في اتباع التعليمات الضربية تدعو الشركات والمنشآت والمكلفين للاستفادة من قرار الإعفاء من الغرامات والرسوم أوقاف الكورة تجهز 100 مركز صيفي لتحفيظ القرآن سلطة وادي الاردن تؤكد التزامها بتحسين خدمات الري إطلاق صافرات الإنذار بعد رصد أجسام طائرة في سماء المملكة محتوى مُضلل ونماذج مزورة تُروّج على أنها تسريبات وزارية تثير البلبلة وتربك المشهد التربوي منتخب الشابات لكرة القدم يبدأ تدريباته للتصفيات الآسيوية الأمن العام: انتهاء فترات الإنذار وندعو إلى الاستمرار في اتباع التعليمات الطاقة: ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا "تنظيم الطاقة": مستويات الإشعاع ضمن الحدود الطبيعية ومنظومة الرصد تعمل على مدار الساعة ما بعد أقراص اليود!! ماذا بعد؟! رشقة صاروخية إيرانية جديدة باتجاه إسرائيل الحسين للسرطان يجري عملية نوعية لاستئصال ورم عنقي أمين عام سلطة وادي الأردن يتفقد مشاريع التزويد المائي ويؤكد دعم المزارعين الحكومة تفكر بإصدار نظام موحد لإدارة الموارد البشرية للبلديات والأمانة أنجزت نظامها وفيات الاثنين 23-6-2025 أبو صعيليك: نظام التنظيم الجيد يُلزم الحكومة بدراسة الأثر المسبق لأي تشريع قرارات مجلس الوزراء

طبقة المداخيل العليا واللامساواة

طبقة المداخيل العليا واللامساواة
الأنباط -

 

طبقة المداخيل العليا واللامساواة

 

وليد حسني

 

حتى الامس لم اظفر بدراسة وافية حول المداخيل العليا في الأردن، حجمها وتوزيعها، وقيمتها الكلية ومدى تأثيرها في الاقتصاد وفي حركة السوق، والفروقات الباهظة بينها وبين المداخيل الدنيا ومدى تأثيرات تلك الفروقات الواسعة في النسق الإجتماعي الأردني.

 

نعرف الاف الحالات التي يتجاوز دخلها الشهري الاف الدنانير سواء من كان في الوظيفة العمومية او العاملين في القطاع الخاص سواء من كبار الموظفين والمستشارين او اصحاب الاعمال والتجار والصناعيين وغيرهم، وهذه الفئة لا تتجاوز 15 % وفقا لما قالته الناطق الاعلامي باسم الحكومة، وان 85 % من المواطنين لا يصنفون من ضمن الطبقة عالية الدخل.

 

هذا التصنيف الحكومي جاء في سياق حجم من سيخضعون لقانون ضريبة الدخل الجديد، مما يعني ووفقا للحسبة الحكومية فان نحو مليون ونصف مليون اردني فقط سيخضعون للضريبة من اصل نحو 10 مليون أردني هم عدد الأردنيين وفقا للتوقعات الاحصائية في نهاية 2018 .

 

وبحسبة هذه الارقام والمعطيات فان نسبة 15% التي تحدثت عنها الناطق الاعلامي صحيحة تماما وان نسبة 85% من الأردنيين تقل مداخيلهم عما يمكن تصنيفه بــ"المداخيل العليا "، مما يعني ان الطبقة المتوسطة التي ينوح الناس على اطلالها ماتت واختفت وتلاشت تماما ولم تبق غير طبقة اصحاب المداخيل العليا او فوق المتوسطة في أفضل الحالات.

 

هنا يعاني النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الاردني من فجوة واسعة وممتدة، سيشكل خطرا حقيقيا على بنية المساواة الاجتماعية، بحيث يتحول النسيج الاجتماعي الى نسيج مختل تماما يخضع للامساواة الاجتماعية والاقتصادية مما سينعكس سلبا على بنية المجتمع وعلى مدى توفر العدالة الاجتماعية في ظل اتساع الفجوة بين المداخيل.

 

والأهم ان استمرار هذه الفجوة في المداخيل ستجعل من الصعب المحافظة في المدى البعيد على التوازن الاجتماعي وما تبقى من المساواة والعدالة الإجتماعية، وسنجد أصحاب طبقة المداخيل العليا ممسكة ومسيطرة على كامل الفرص الوظيفية والقيادية والانتاجية والتعليمية والصحية وغيرها ، مقابل اتساع مساحة طبقة الفقراء الذين لا يتمتعون بالامتيازات التي يتمتع بها عادة اصحاب المداخيل المرتفعة.

 

ان هذه المعطيات ستكون لها ارتدادات سلبية من الصعب التنبؤ تماما بشكلها ومضمونها، إلا أن النتيجة الحتمية هي ان نسبة اللامساواة سترتفع بشكل اوسع، خاصة إذا لم تنجح خطط الحكومة في فتح أسواق عمل جديدة للعاطلين عن العمل والتي تصل نسبتهم قرابة 18% من نسبة الفئات القادرة على العمل والتي لا تزال معطلة تماما وخارج حسابات السوق  والانتاج ، وخارج حسابات مساهمتها في الدخل القومي، وما يمكن ان يعكسه ذلك على تلك الطبقة الواسعة التي تسكنها الطبقة الفقيرة تماما من بين سكان طبقة الــ 85 % التي قالت الوزيرة غنيمات عنها إنها لن تخضع لأحكام قانون ضريبة الدخل الجديد.

 

نحن نواجه اختلالا يتشكل سريعا في نظام المساواة والعدالة الاجتماعية يقوده بكل جرأة هذا الاختلال الذي يصنع الفجوة الهائلة بين طبقة المداخيل العليا، وطبقة المداخيل الفقيرة والمعدمة، وهو اختلال أكثر من خطر إذا استمرت سياساتنا المالية والاقتصادية على هذا النحو السيىء.//

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير