"بطاقة الأحوال غير الذكية"
حنان المصري
قالوا لنا يجب أن تجددوا بطاقة احوالكم الشخصية بأخرى ذكية لتسهيل معاملاتكم وجمع بياناتكم في مكان واحد ، ومن منطلق المواطنة الصالحة أصدرنا بطاقات ذكية تحمل لنا وجوها غريبة عجيبة بحكم التصوير الفوري ، فأغضبت البعض واضحكت البعض الآخر ورضينا بمشيئة الله .
نسوا أن الذكاء الإلكتروني يتطلب مستوى عاليا من الربط المسبق بين كافة الدوائر الرسمية ، فإذا بنا نحمل بطاقة صماء لا تجدي نفعا مضافا أكثر من البطاقة القديمة !!
ندرك أن تجديد بطاقات الأحوال المدنية والذكاء الإلكتروني ضرورة ملحة للولوج إلى أعتاب الربط الإلكتروني بين الدوائر والمؤسسات الحكومية المختلفة ،حيث من المفترض أن تكون هذه البطاقة الذكية تحتوي على جميع المعلومات والبيانات المطلوبة عن جميع المواطنين ، ولكن تشاء الأقدار أن نخطو اولى خطواتنا للعام الجديد ولا يزال الذكاء الإلكتروني محدودا ولا يرقى إلى المستوى المطلوب لتسهيل ادنى متطلبات الخدمات الحكومية من خلال هذه البطاقة .
ذكاؤنا لا يزال متأخرا جدا ولا زلنا نتعثر بالأوراق الثبوتية عند أول معاملة حكومية على الرغم من وجود تلك البطاقة الذكية.
ولا زالت تلك البطاقة صماء عند العديد من الدوائر التي لا زالت غارقة في ملفاتها الورقية ، وعاجزة عن الإبحار بين أمواج التكنولوجيا والربط المزعوم ..
ندفع فواتيرنا برسوم إضافية اجبارية على الرغم من امتلاكنا حزما إلكترونية نشتريها بثمن مضاف عليه تكلفة ضريبة عالية يعود ريعها للحكومة الإلكترونية ورسوم دفع الكتروني اضافية للمتعاقدين معها .. هؤلاء المتعاقدون الذين اعتادوا على النبش في جيوبنا وافراغ ما فيها ولسان حالهم يقول هل من مزيد !!
محاكمنا الشرعية في أنحاء الوطن لا زالت عاجزة عن الربط المباشر مع دائرة الأحوال المدنية بشكل كامل ، ودائرة الأحوال المدنية لا زالت قاصرة في غالبية الحالات عن الربط الإلكتروني وتحديث البيانات سنويا على الأقل على دفتر العائلة مع صندوق الضمان الاجتماعي ..
لا زال رقيب السير يطلب رخصة القيادة مع وجود بطاقة الأحوال المدنية للتأكد من صلاحيتها ..
ولا زالت أبسط المعاملات تتطلب ملفا من الأوراق والفواتير ووصولات الدفع المباشر غير المروسة ونحن على أعتاب 2020 !!
كيف لنا أن نواكب التطور التكنولوجي ونرتقي ونحن عاجزون عن ترتيب احذيتنا على مداخل المساجد ؟!//