زاوية سناء فارس شرعان
الوطن العربي والمشاكل المعلقة … !!!
مع غروب شمس الحادي والثلاثين من ديسمبر يتطلع العرب والعالم للعام الجديد الذي قد يجدون فيه الخلاص من أي مشاكل جديدة ومزمنة وتهفو نفوسهم الى ما ينقذهم مما هم فيه من ازمات اقتصادية واجتماعية واخلاقية.
العام الجديد فرصة مناسبة لمحاسبة النفس والوطن والحكومة عما تم خلال العام الماضي لتجاوز الاخطاء والسلبيات والتركيز على الانجاز والايجابيات والتعددية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان ..
في وطننا العربي احداث كثيرة ولكن الانجازات شبه معدومة حتى البرامج التي تقدمها الحكومات للسير بموجبها نحو الغد المشرق لا يتم انجازها باي حال من الاحوال بل ان العام الذي انقضى شهد عجزا غير مسبوق ليس في موازنة بعض الدول بل في تشكيل الحكومات الذي بدأ بعد انتخابات رئاسية وبرلمانية في العراق وانتخابات برلمانية في لبنان.
فمنذ الانتخابات التي شهدها القطران في شهر مايو ايار من العام الماضي لم يكتمل تشكيل الحكومتين في القطرين الشقيقين بسبب تعطيل العناصر الطائفية لهذه الخطوة وكان من المقرر ان يتم تشكيل الحكومتين في النصف الاول من العام الا ان الطائفية عطلت هذه الخطوة الى العام الجديد حيث من المؤمل ان يتحقق هذا الامل المنشود…
في الوطن العربي شهد السودان اواخر ديسمبر احتجاجات شعبية على الاوضاع الاقتصادية وارتفاع الاسعار ومقاطعة النمو الاقتصادي ولم تتوقف هذه الاحتجاجات على مدى اسبوعين وتحولت هذه الاحتجاجات من مطالب شعبية لتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الى مطالب سياسية باسقاط النظام رغم ان السودان لم يسلك طريق الربيع العربي عام ٢٠١١ عندما احتجت الجماهير في اكثر من قطر مطالبة باسقاط الانظمة واقامة اخرى على انقاضها اكثر عدلا وديمقراطية وحرية وشفافية واهتماما بحقوق الانسان.
تميز الوطن العربي العام الماضي بتدهور الاوضاع الاقتصادية في العديد من دوله التي عانت من انتشار الفقر والبطالة كما تميز بضرب حركة السياحة في العديد من اقطاره مثل تونس والمغرب ومصر والجزائر وليبيا التي عانت فيها السياحة والنفط الذي توقف عن التصدير بسبب الحرب الاهلية وانعدام الامن والاستقرار.
وادى خرب السياحة الى هروب الاموال الصعبة من الدول العربية بسبب انخفاض اعداد السياح الاجانب الى هذه الدول بشكل كبير بسبب انتشار الارهاب وانعدام الأمن في الاقطار العربية التي فشلت في تحقيق التنمية وثورة الشعوب على انظمتها ما ادى الى تخلف العديد من الاقطار عن الركب الحضاري والتقدم العلمي في العالم.
اما هزيمة المشروع السياسي العربي امام العدو الصهيوني فيضرب بها المثل لدى المجتمع الدولي فلم يسبق لعدو صغير في المساحة والسكان الا انه قوي بتحالفاته الدولية ان حقق مثل هذا الانتصار على دول تبلغ اكثر من ثلاثين ضعفا في مساحته موارده الاقتصادية والبشرية بسبب تخلفنا وتقدمه العلمي والاقتصادي والسياسي واتباعه للمفوم الديمقراطي وعدم اتباعه العشائرية كاسلوب حكم بل تمسكه بالديمقراطية والتعددية والمحافظة على الاخلاق القتالية وتكريس حقوق الانسان والحكم الديمقراطي الذي يطبقه العالم الحر منذ ظهور الديمقراطية مباشرة في اليونان منذ الاف السنين … !!!