الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟ هل تحمل القطط الأليفة مفتاح مكافحة السمنة؟ علامات تشير إلى إدمان السكر رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية
كتّاب الأنباط

هل تنهار البلد؟

{clean_title}
الأنباط -

هل تنهار البلد؟

بلال العبويني

يدرك الجميع مدى حالة الإحباط التي يعانيها الكثيرون، وأن المستقبل سوداوي بالنسبة إليهم، وهم بذلك غير ملومين لأنهم ينطلقون من حالة التخبط التي شهدناها في القرارات التي اتخذتها الحكومات خلال السنوات الماضية وأثرها على الواقع المعيشي أو حتى الاقتصادي الملموس.

غير أن موجة من الإشاعات المكثفة انطلقت خلال الأيام الماضية عن هروب رجال أعمال إلى الخارج بسبب الخسائر وانهيار شركات بسبب الإفلاس وما إلى ذلك من إشاعات يشعر المرء معها أن البلد باتت على شفا حفرة من الإنهيار.

الواقع صعب صحيح، وثمة خسائر لحقت بمؤسسات اقتصادية صغيرة وكبيرة صحيح، وهناك رجال أعمال تأثر واقعهم المالي صحيح، والأسواق في أغلبها تعاني من حالة كساد صحيح، غير أنه في المقابل هناك شركات ومؤسسات اقتصادية صغيرة وكبيرة استفادت من الواقع الراهن، وهناك أخرى أثبتت موجودية في حالة التنافس الشديدة التي تشهدها الأسواق على حساب أخرى.

فهذا الأمر يبدو طبيعيا في اقتصاد السوق المفتوح الذي يحتكم إلى معايير الجودة والتنافسية العالية بحيث يكبر القادر على التنافس والذي يقدم الأداء الأفضل وقادر على إدارة المتغيرات الاقتصادية، ويصغر أو يتلاشى من لم يكن قادرا على تحمل الضغوط وإدارتها بالطريقة الأمثل، وهذا أمر معلوم تماما لمن يدرك ماهية حركة الاقتصاد.

بالتالي، فإن الدولة وإن كانت تمر بمرحلة حرجة وتحديدا على الصعيد الاقتصادي إلا أن القول بأنها على شفا حفرة من الإنهيار يعد ضربا من السوداوية والإحباط المفرط والحكم القاسي البعيد عن الواقع.

إذ أن الدولة ما زالت قادرة على أن تعبر ما تعانيه من أزمات اقتصادية تحديدا، وذلك بحسن إدارة الأزمة والتعامل معها بما يخفف من وطأتها على الاقتصاد الوطني وعلى جموع المواطنين بأن لا تحملهم الحكومات المزيد من الأعباء الضريبية والرسوم والأسعار حتى لا تتفاقم أزمتهم الاقتصادية وعجزهم عن تلبية المتطلبات الأساسية من مأكل ومشرب، وحتى لا تساهم القرارات أكثر في تعميق حالة الضعف في القدرة الشرائية وتعميق حالة الكساد في السوق.

نحن، لسنا بخير نعم صحيح، فالحكومات ارتكبت جرائم بحق المواطنين والدولة بسبب النهج الجبائي والبعد عن التخطيط السليم للاقتصاد الوطني وإدارة الموارد على الشكل الأمثل، غير أن ذلك لا يدعو إلى الحكم بقرب انهيار الدولة أو إفلاس مؤسساتها الاقتصادية العامة والخاصة قريبا أو هروب المستثمرين ورجال الأعمال إلى خارج البلاد بسبب الإفلاس وتراكم الديون.

فإن كان شيئ من هذا القبيل قد حدث، فإنه على ما نظن يكون بالحدود الدنيا والمعقولة والمقبولة في اقتصاديات السوق، غير أنه ليس حالة عامة البتة، ولا يمكن اتخاذ حالات فردية إن حدثت على أنها عامة.

الإشاعة هدامة، وفي هذا الوقت الصعب نحن أحوج ما نكون فيه إلى التمحيص في كل ما يُعرض أمامنا من معلومات وأنباء سواء أكان مصدرها داخليا أو خارجيا، فالبلد ربما تكون في مرحلة لا تحتمل معها هذا الكم الهائل والمتلاحق من الإشاعات، بالتالي فإن الواجب يحتم على الجميع أن لا يكون معول هدم في بنيان الدولة التي نأكل من خيرها وننعم بأمانها ونتفيأ ظلالها.//