زاوية سناء فارس شرعان
رغم ما يتعرض له اللاجئون السوريون الذين يأملون في العودة الى مدنهم وقراهم بعد انتهاء العمليات العسكرية وخاصة انسحاب القوات الامريكية من بلادهم شهدت منطقة الحدود التركية السورية عاصفة رعدية مطرية في الايام الأخيرة جرفت نحو ٦٧ مخيما في منطقة اطمه الحدودية بما فيها ما جعل سكانها يهيمون على وجوههم تاركين الخيام التي اطاحت بها مياه الصرف الصحي والسهول متوجهين الى داخل الاراضي التركية طالبين الحياة والنجاة من الموت بعد ان تحولت السيول والاودية الى انهار فاضت مياهها بعد ان امتلأت بالمياه.
٦٧ مخيما على امتداد الحدود السورية التركية اصيبت بخسائر فادحة جراء الامطار الغزيرة والسيول التي جرفتها علاوه على ما اصابها من وحول لم يتمكن الاطفال من اجتيازها فغرزوا فيها فيما فر الكبار من السن من شباب وشيوخ عن السيول الى الجانب التركي من الحدود بحثا عن الحياة التي ينشدونها منذ اكثر من سبع سنوات ولم يتمكنوا من الوصول اليها علما بان غالبية المخيمات تقع على ارض منخفضة اشبه بالاودية حولتها الامطار الرعدية الى سيول وانهار تتدفق بغزارة لا سيما في منطقة «اطمه».
مخيمات اللجوء السوري على الحدود تضم مليونا ونصف المليون من اللاجئين الذين فروا خارج البلاد وتقيم الاغلبية الساحقةو منهم في تركيا ودول الجوار السوري مثل لبنان والاردني والعراق وكردستان ومصر فيما تعيش اقلية منهم في دول المغرب العربي علاوة على اللاجئين الذين استقروا في امريكا ودول الاتحاد الاوروبي.
الأمطار الأخيرة التي عصفت بمخيمات اللاجئين السوريين تتزامن مع ظروف قاهرة وبائسة في سوريا التي يتمكن المجتمع الدولي من التوصل الى حل سياسي لازمتها فعيون الطامعين تتجه الى سوريا والدول الكبرى والاقليمية تتطلع لاقتطاع اجزاء من سوريا في الشمال والشرق والجنوب والوسط فدول اقليمية تتنافس على الاراضي السورية وثرواتها الطبيعية كالغاز والبترول لا سيما بعد الانسحاب الامريكي من سوريا ومطالب ايران ومطامعها في سوريا لا تنتهي لا سيما بعد الانسحاب الامريكي حيث يشتد التنافس الايراني الاسرائيلي على الهضبة الاسرائيلية خاصة وان لايران اذرعا طويلة في سوريا ولبنان مثل الميليشيات الايرانية في سوريا وميليشيات حزب الله في لبنان.
صحيح ان هناك اولوية لعودة اللاجئين السوريين لبلدانهم كما تقول روسيا التي تتبنى هذا البرنامج الذي يرتبط باعادة اعمار سوريا ارتباطا وثيقا علاوة على ان عودة اللاجئين السوريين له معقبات كثيرة تعترضه لا سيما تجديد الوثائق التي بحوزتهم بعد ان مزقت او اتلفت خلال سني الثورة ومعاناة السوريين في الحل والترحال.
اما عملية اعمار سوريا التي لا تقل عملتها عن ٣٠٠ مليار دولار حسب التقديرات الدولية فهو مبلغ كبير ليس من السهل توفيره لا سيما وان بعض الدول الغنية مثل امريكا تحجب عن المساهمة في عمليات اعادة الاعمار طالما لم تنسحب القوات والميليشيات الايرانية من الاراضي السورية وكذلك من الاراضي اللبنانية بعد ان اكتشفت اسرائيل خمسة انفاق حفرها حزب الله تمتد من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية وقامت اسرائيل بردم هذه الانفاق حتى لا تتيح اي مجال لحزب الله استخدامها ضد قواتها … !!!