د.محمد طالب عبيدات
تعتبر لو حرف إمتناع لإمتناع ومن حروف التمنّي، فشطرها الأول متعلّق بالثاني ومشروط بوجوده، ويستخدمها البعض للوقوف على أطلال الماضي المستحيل:
1. البعض يستخدم لَوْ لتمني شراء الأراضي والممتلكات والعقارات وغيرها في حال لو كان المال معه، لكن عدم وجود المال وقتئذ حال دون شرائه لها رغم قلّة ثمنها: وقوف على أطلال غير واقعية.
2. البعض يستخدمها للتمني دون إنتظار الجواب، كقولهم آخ لو معي مال وفير: أضغاث أحلام.
3. كثيرون يستخدمها لإمتناع وقوع الجزاء لإمتناع الشرط، كقولهم لو ورّثني والدي المال الوفير لوزّعته على الفقراء والمحتاجين: كلام مستحيل وهراء.
4. البعض يستخدمها للعرض وهو محبّذ، كأن نقول لو تعطيني جزءاً من وقتك: طلب مُجاب أو غير مُجاب.
5. البعض يستخدمها حرف مصدري وإستقبال وترادف كأن نقول "يودّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة": وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا.
6. المطلوب "لو" الواقعية والمتمثّلة بالقضاء والقدر وحتميّته، فلنكن واقعيين دون تمنيات مستحيلة.
بصراحة: ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فتباً للو ، ونَعَمْ للقدرية والمكتوب عند ربّ العالمين، والتمنيات مشروعة لكنها غير واقعية ولو ضبطت لو لحلّت مشاكل الكون، ولهذا فلو تفتح باب الشيطان، والمطلوب واقعية الحديث والطرح.//