البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

سنة بطعم البطاطا

سنة بطعم البطاطا
الأنباط -

 

وليد حسني

 

في اغنية للمرحومة صباح تقول "ع البساطة البساطة يا عيني ع البساطة.. بتغديني جبنة وزيتون وبتعشيني بطاطا ) أظنها تصلح"عرض حال" لما كنا فيه سنة 2018 وما سنكون عليه سنة 2019 .

 

و"البطاطا" هنا في اغنية صباح دلالة على الفقر المدقع الى جانب توظيفات "الزيت والزيتون" وما تمثلانه من دلالات على هذا الفقر ، ولولا ان الأغنية لا تحتمل حشوها كثيرا بدلالات فقر أخرى لكنا سمعناها تقول لحبيبها انها تكتفي بالملح والبصل كغذاء لها مقابل بقائها سعيدة معه في الكوخ الصغير التي تمنته.

 

في زمان ولى كانت دلالات القناعة والغنى الشعبي تتمثل بالزيت والزيتون والملح والبصل كغذاء مكتمل الأركان لطبقة الفقر المدقع، ولم تكن البطاطا في معجمنا الشعبي باعتبارها غذاء مضافا الى منيو طعام الفقراء الشعبي، إلا ان المرحومة صباح أدخلتها في تلك الأغنية، لكنها لم تنجح في تسويق "البطاطا" باعتبارها احد أطعمة الفقراء  الدلالية.

 

في عام 2018 كانت البطاطا عنوانا في أزمة اقتصادية غذائية، وكما يقول المثل الشعبي، فقد انتقلت البطاطا من غذاء شعبي إلى غذاء فوق طاقتهم واصبحت في "علب العرائس "بمعنى أنها تحولت الى سلعة لا يقوى الفقراء بكامل قناعتهم على شرائها او تناولها قليا او شياً.

 

كانت سنة 2018 تشبه الى حد كبير "حبة البطاطا"، التي افتقدتها غالبية موائد الكادحين من الأردنيين الذين يسكنون طبقة الفقر المدقع، ولم تعد البطاطا صنو الزيت والزيتون والخبز والشاي التي يعتمد الأردنيون عليها في سلة غذائهم البسيط، وانتقلت السيدة"بطاطا" لتصبح إحدى سلع"علب العرائس" في دلالة على اقتصارها على من يملكون ترف تنويع  سلة غذائهم.

 

ولا اظن ان حالنا في سنة 2019 سيكون افضل حالا من السنة المنفلتة، ولن يغني احد مع صباح "عشيني بطاطا"، على تنوع تحضيرها وإنضاجها وطرق تناولها، ولربما تكون سنة 2019 سنة"البطاطا" بامتياز، هرسا، وقليا وشيا.

 

لقد ظلت البطاطا في عوالم الاقتصاد والسياسة طعاما للفقراء ولا أظن ان دولة الرئيس يجهل ما فعلته البطاطا من مآس في اوروبا وتحديدا في ايرلندا منتصف القرن التاسع عشر حين اصيبت حقول البطاطا بافة زراعية اودت بكامل المحصول مما نتج عنه مجاعة أودت بحياة نحو 35% من سكان البلاد في الوقت الذي ظلت فيه الحكومة مستمرة بفرض الضرائب، مستنكفة عن ايجاد البدائل لتنويع مصادر الغذاء..

 

هذه السنة لن نغني ( ع البساطة البساطة يا عيني ع البساطة.. غديني جبنة وزيتون وبتعشيني بطاطا )، فلم تعد "البساطة" تتسع لكل هذا الترف.. سنكتفي بالقليل من الزاد فقط لنقوى على الوقوف بوجه الحكومة وسياساتها التي لا اظنها تختلف عن الحكومة الايرلندية سنة 1851 حين كان الشعب يموت جوعا وهي ممعنة بفرض الضرائب ولا تقدم أية حلول لأزمة قاتلة//.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير