زاوية سناء فارس شرعان
بدلا من الحديث عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي … ينصب حديثنا عن دوامة الصراع الفلسطيني الفلسطيني المتمثل بالصراع بين منظمة التحرير الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح وبين حركة حماس التي تدعمها منظمات مقاومة اسلامية اخرى ابرزها حركة الجهاد الاسلامي وبعض المنظمات الاخرى المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الذي بلغ اوجهه في الصراع المسلح الذي انتهى بطرد منظمة التحرير من قطاع غزة واستئثار حركة حماس بالسيطرة على القطاع ما خلق انقساما حادا بين الفلسطينيين يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ عدة سنوات.
واذا كان الشعب الفلسطيني يعاني من تداعيات هذا الصراع المتمثل بالانقسام فان الانقسام يبدو انه لن يتوقف ابدا مهما كان الوسطاء ومهما كانت الضغوط والظروف المحيطة والاخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حيث بلغت دوامة الصراع مرحلة جديدة تتجه نحو الحرب الاهلية بغية اخضاع احد طرفي الصراع للطرف الآخر.
فقد حذرت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوقف عن مشروعه بتصفية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ قرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة حماس واجراء انتخابات تشريعية جديدة لفي وقت تعاني فيه الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة من غليان بسبب استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة المحاصر منذ اكثر من عشر سنوات برا وبحرا وجوا وانشغال سكانه بمسيرات العودة التي ينظمها الفلسطينيون كل يوم جمعة من كل اسبوع ومواصلة حركة الاستيطان الصيهوني في الضفة الغربية وهدم المنازل والتهجير القسري للفلسطينيين فتقرر حماس رفضها لاجراء انتخابات جديدة بأن الرئيس عباس انتهت مدته منذ سنوات طويلة وان اجراء انتخابات رئاسية اولى من الانتخابات التشريعية علاوة على ان حل المجلس التشريعي يهدف لصالح المجلس المركزي لمنظمة التحرير وهو مجلس غير منتخب وتسيطر عليه حركة فتح بنسبة ١٠٠ في المائة الأمر الذي سيتسبب باحداث فوضى غير مسبوقة او ما يعرف بحرب اهلية بين الفلسطينيين في حين ان الحرب ينبغي ان تكون بين الفلسطينيين والصهاينة لضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في العودة الى المدن والقرى التي صرفها قسريا على ايدي العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨ واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
السلطة الفلسطينية تشعر بخطر داهم يتهددها منذ ان اعترف الرئيس الامريكي ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلادة في اسرائيل من تل ابيب الى القدس خلافا للاجماع الدولي بان مصير القدس لم يتحدد حتى الآن وتعمل جاهدة على تحميل حركة حماس مسؤولية الفشل في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وانهيار السلطة الفلسطينية التي يشعر العالم بانها رشيده.
وتحذر السلطة الفلسطينية دول العالم من تقديم مساعدات لقطاع غزة للتخفيف عنها بان الحصار المفروض على القطاع مطالبة بان تكون هذه المساعدات من خلال السلطة ما اثار ازمة بين السلطة ودولة قطر لانها تقدم مساعدات مالية وعينية لقطاع غزة لدلفع رواتب موظفي القطاع التي قطعتها السلطة عنهم وتشغيل محططات الكهرباأء والمرافق العامة في القطاع،
واعلنت السلطة مؤخرا على لسان عباس ان نتنياهو يدفع اموالا لحركة حماس لتكريس الانفصال كما تتفاوض الحركة بغية قامة دولة فلسطينية في غزة وفصل القطاع عن الضفة الغربية متناسية ان اسرائيل تفاوض حماس لتخفيف تداعيات المقاومة على اسرائيل وخاصة المناطق القريبة من القطاع اوما يعرف بغلاف غزة ومن اجل وقف مسيرات العودة التي ينظمها ابناء القطاع يوم الجمعة من كل اسبوع.
نرجو ان تتجاوز الخلافات بين عباس وحماس وايجاد حلولا من اجل وقف الانقسام الفلسطيني وتداعياته وان لا تظل الامور الى حد الصدام الذي لا يبقي ولا يذر… !!! ي