د.محمد طالب عبيدات
حادثة "ليلة إلقاء القبض على مطيع" رجل الأعمال الهارب والمتهم بقضية مصنع الدخان بعد ملاحقة قضائية شغلت الشعب الأردني والرأي العام تسجّل بإمتياز لجلالة الملك المعزّز صاحب الدبلوماسية العالمية وفق تواصله مع الرئيس التركي والسلطات التركية العليا، كما أن الإيعاز للحكومة بالسير بإجراءات العفو العام يُسجّل بإمتياز أيضاً لجلالته كأبٍ حانٍ لأبناء شعبه الوفي، ولهاتين المسألتين دلالات كبيرة في الشارع:
1. هنالك إصرار ملكي واضح على ضرورة كسر ظهر الفساد والضرب بيد من حديد لمتابعة الفاسدين ومحاربتهم أنّى كانوا، وهنالك توجيه للحكومة وأجهزتها للتنفيذ الفوري في هذا الأمر كمؤشّر على المتابعة اللازمة.
2. القبض على مطيع ومتابعة المتورطين معه يعتبر بحق خطوة جادة في ترسيخ دولة القانون والعدالة وسيادته ومكافحة الفساد وعلى طريق كبح جماحه والمحافظة على المال العام ومقدرات الدولة، ومسألة التحقيق معه والنتائج التي ستؤول وفق ذلك متروكة لقضائنا العادل الذي نثق به أنّى غرّد بعض المشككين في ذلك!
3. القبض على مطيع يؤشّر لحرفية وجهوزية ومتابعة منظومتنا الأمنية التي نعتز بها وبأدائها صوب أردن مستقر وآمن، فبوركت الجهود الوطنية المخلصة.
4. بالمقابل كان التوجيه الملكي للعفو العام إشارة واضحة للتسامح والعفو والوئام المجتمعي الهاشمي وفتح صفحة جديدة أمام المخطئين لتصويب مسارهم، بحيث لا يمس ذلك حقوق المواطنين الشخصية والمالية والمدنية، وليساهم ذلك في تحصين جبهتنا الداخلية، كما نقرأ فيه التخفيف من تحديات المواطنين الإقتصادية والإجتماعية.
5. الإشارتان الملكيتان في القبض على مطيع وتوجيه الحكومة لإصدار العفو العام من المفروض أن يؤثّرا على مجريات حراك الشارع السلمي صوب الإيمان بجديّة الدولة في تغيير النهج صوب سيادة القانون ومكافحة الفساد وإحترام الإنسان وكرامته.
6. المفروض أن يلتقط الحراك السلمي في الشارع هذه الأفعال الملكية التي جاءت في الصميم ليؤمن بأن الوطن خط أحمر وأن لا يُسمح لأنّى كان بالعبث بأمننا الوطني ولا يمكن لأحد بأن يعطى فرصة ليمرّر أجندات البعض الخارجية أو الخاصة على حساب الوطن أو أجهزته الأمنية.
بصراحة: أفعال جلالة الملك تسابق أقواله خدمة للوطن ومؤسساته وشعبه لأن الوطن خط أحمر، وحادثتا القبض على مطيع ومتابعة المتورطين معه والعفو العام ترسّخان صدقية الدولة في مكافحة الفساد وتطبيق سيادة القانون وتحقيق التسامح والعفو المجتمعي لينعم الوطن بالأمن والإستقرار في كل المناحي.//