زاوية سناء فارس شرعان
رغم عدم التوصل الى حل سلمي للازمة السورية التي تراوح مكانها منذ عام الا ان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اعربت عن املها في عودة ربع مليون لاجئ سوري الى ارض الوطن العام المقبل وتذليل كافة العقبات التي تعترض عودة اللاجئين من الدول التي يقيمون فيها سواء دول الجوار مثل تركيا ولبنان والاردن والعراق ومصر او الدول البعيدة نسبيا مثل الدول الاوروبية ودول المغرب العربي …
مفوضية شؤون اللاجئين اعدت دراسة وافية حول اوضاع اللاجئين السوريين تبين مدى استعدادهم للعودة الى مدنهم وقراهم لا سيما اللاجئين لدول الجوار السوري اظهرت ان ربع مليون لاجئ سوري يعودون الى مدنهم وقراهم خلال العام المقبل في حال توفرالظروف الملائمة لعودتهم وتذليل العقبات التي تعترض هذه العودة والتي لا يمكن عودتهم الا بتذليلها وابرز هذه العقبات تتمثل بوثائق العائلات والاسر السورية التي فقدوها خلال خلال التهجير القسري الذي تعرضوا له منذ عام ٢٠١١ بسبب انعدام الامن والفوضى التي عمت سوريا خلال السنوات التي تلت ذلك.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اوضحت ان النظام يشترط للعودة توفر الوثائق بحوزة اللاجءين افرادا وعائلات لتمكينهم من العودة الأمر الذي يتطلب حصول من يرغب بالعودة الى البلاد على الوثائق المطلوبة الامر الذي يشترطه النظام لقبول عودتهم الى مدنهم وقراهم، علما بان استخراج وثائق جديدة للاجئين يكلف ٣٠٠ دولار للاسرة فيما تستغرق عملية استخراج الوثائق زهاء ثلاثة اسابيع.
ويعاني اللاجئون السوريون الذين يعيشون في دول الجوار وبعض الدول البعيدة من ظروف استثنائية قاسية بسبب عدم توفر الاموال لديهم بالاضافة الى حرمانهم من العمل في العديد من الدول التي لجأوا اليها حيث لا تسمح لهم بالعمل الا دول قليلة في مقدمتها تركيا فيما تعيش غالبية الاسر المهجرة على بعض المساعدات التي تقدمها منظمات الاغاثة الانسانية والبرامج الاغاثية للامم المتحدة في مقدمتها برنامج الامم المتحدة الاغاثي والتبرعات التي تقدمها بعض الدول التنموية مثل الدول الاسكندنافية وبعض دول الاتحاد الاوروبي وسويسرا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ.
سبع سنوات من الغربة وحياة الشتات لم تزد السوريين الا حبا بالوطن ورغبته في العودة رغم ان الملايين منهم لا يملكون مأوى يلجأوون اليه فقد دمرت الاف المنازل والمساجد والكنائس والمزارع والمصانع لا سيما وان عمليات اعمار سوريا لم تبدأ بعد لأن توفير الاموال اللازمة للاعمار تعثرت لأن الدعوات الروسية للاعمار ذهبت ادراج الرياح ولم تتابع الدول الغربية ذلك بسبب موقفها من سوريا ومن اكرانيا بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم واحتجاز عدد من القطع البحرية من قبل روسيا في مياه البحر الاسود ما خلق ازمة بين روسيا وامريكا دفعت بالرئيس الامريكي دونالد ترامب الى عدم مصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في قمة العشرين للدول الغنية التي عقدت في الارجنتين مؤخرا.
امريكا لن تساهم في اعادة اعمار سوريا ما لم تنسحب القوات والميليشيات الايرانية من الاراضي السورية وبعض دول اوروبا الغربية لن تساهم في الاعمار الا بعد حل الازمة الاوكرانية وانسحاب القوات الروسية من اوكرانيا ودول اخرى تشترط ان تتم عمليات الاعمار باشراف الامم المتحدة ودول غربية وان لا يترك الامر بيد روسيا التي لا يمكن الوثوق بنزاهتها لا سيما وان روسيا ليست دولة محايدة وانما منحازة للنظام انحيازا كاملا ما يدفع العديد من دول العالم فاقدة للثقة بها وبمشاريعها المتعلقة بسوريا خاصة مشاريع اعادة الاعمار واعادة اللاجئين السوريين الى مدنهم وقراهم … !!!