د.محمد طالب عبيدات
مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والتويتر والواتسآب والإنستغرام وغيرها أصبح الناس قريبين من بعضهم لغايات التواصل الإفتراضي بأي وقت ومن غير إستئذان، وأصبح البعض يمارس على الآخر ضغوطات تكاد تكون مُريبة أو غريبة أو حتى خارجة عن حدود اللباقة، بالرغم من وجود الكثير من الإيجابيات التي تُسجّل للفضاء الإلكتروني الإفتراضي:
1. البعض يبعث برسائل متمترسين خلف الغطاء الديني، كأن يُحلّفك بالله بأن تبعث الرسالة التالية لعدد من الناس وستحصل على بشرى سارة بعد وقت محدد! بالطبع هذا هُراء ومُسيء للدين ولا يمُت للدين بصلة ولا حتى يحترم ذهنية الآخر.
2. البعض يستعمل الأسماء المستعارة للتعريف بنفسه. وهذا يسيء لقيمنا الإجتماعية ويتم من خلاله تمرير أجندات تمر بسهولة على بعض أفراد المجتمع غير الواعي.
3. البعض يبعث برسائل وصور مُخلّة بالآداب العامة سواء بإرادته أو مُكرها كنتيجة لإختراق حسابه من قبل الهاكرز.
4. البعض يبعث بمعلومات سواء دينية أو غير ذلك غير صحيحة، لدرجة أن هنالك بعض الدسّ في الكلام على مصادر التشريع.
5. البعض يتطاول على الآخر أو يغتال الشخصيات أو يتمادى في الإساءة للآخر مٌستغلين مساحة وهامش الحرية الإلكترونية.
6. البعض يستخدم الفضاء الإلكتروني للترويج للإشاعات الهدّامة أو للترويج لأشخاص بُغية إبتزازهم أو رفع مقامهم؛ وهذا يكون أحياناً بقصد وأحياناً أخرى دون قصد وعن جهل.
7. البعض يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي للحوار دون الإيمان بالحوار الهادف بل التمترس والذي يضمن النتائج لصالحه.
8. والبعض يسقط ما بنفسيته وبداخله من هم وغم وغلو وغيره على الآخر.
بصراحة: المطلوب أن يرتقي الناس بتفكيرهم ويحترموا ذهنية الآخر، وأن لا يستغلّوا الفضاء الإلكتروني سلباً بل إيجاباً، وأن لا يخلطوا الأوراق بين حريّة الفوضى والحرية المسؤولة لأن الوضوح يجعل الآخرين يحترموننا.//