زاوية سناء فارس شرعان
رغم ان الديمقراطية هي الهدف الاسمى الذي تهفو الامم والشعوب الى بلوغه خاصة في الوطن العربي الا ان ثمة اسبابا عديدة تحول بين الاقطار العربية والوصول على هذا الهدف ابرزها عدم النضوج السياسي والالتفاف على الديمقراطية من خلال الطائفية والمذهبية..
ولنكن اكثر دقة ووضوحا على هذا الصعيد حيث تحول الطاءفية والمذهبية دون تشكيل الحكومات منذ اكثر من ستة اشهر في كل من العراق ولبنان المصابين بهذا الوباء الذي يبدو ان لا شفاء منه الا بالمزيد من النضج والوعي والديمقراطية واجتثاث الفساد بلا هوادة..
ففي هذين القطرين حكومة لم تكتمل حيث اعتمد البرلمان العراقي ١٨ وزيرا وبقي ٨ حقائب وزارية لم تعتمد بسبب الخلاف عليها بين الطوائف والتكتلات والمذاهب يجري التفاوض بشأنها بين مختلف المكونات … اما الحكومة في لبنان فلم تر النور رغم مرور ٦ ناشهر على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في شهر مايو «آيار» الماضي وتكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة.
ففي العراق كلف عادل المهيدي بتشكيل الحكومة بسبب العراقيل الناجمة عن الطائفية والمذهبية والانقسام الحاد بين الشيعة والسنة والاكراد وحرص كل فئة على انتزاع الحصة الاكبر من الحقائب الوزارية والوزارات ذات السيادة مثل الطاقة والدفاع والداخلية والمالية.
وبعد مخاض عسير تمكن رئيس الورزاء المكلف عن الاعلان عن ١٨ حقيبة وزارية فيما الغيت ٨ حقائب اخرى لم يتم الاتفاق بشأنها اهمها وزارة الداخلية التي تكاد تتسبب في حرب اهلية جراء رغبة مختلف الطوائف في الحصول عليها لا سيما الطائفة الشيعية هذه الحقيبة المهمة بسبب الظروف الراهنة وخاصة العقوبات الامريكية على ايران التي تسعى لأن يكون لها مخرج من هذا الحصار من خلال الالتفاف على العقوبات …
وبالاضافة الى الضغط الايراني يقود الشيعة حقيبة الداخلية هناك بضغوط من طرف حلفاء ايران واذرعتها مثل روسيا وسوريا وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق الذي يطمح في الحصول على هذه الحقيبة. .. الامر الذي يطيطل امد الخلافات بشأن تشكيل الحكومة …
ولا يختلف الوضع في لبنان عنه في العراق ان لم يكن اكثر سوءا بسبب الطائفية والمذهبية فحزب الله ذراع ايران القوي يمسك بمقاليد الامور ويفرض رأيه على الجميع حتى حلفاءه ومنهم التيار العوني او التيار الوطني الحر الذي ينتمي اليه ميشال عون رئيس الجمهورية الذي انتقد علنا في الاونة الاخيرة خليفة حزب الله بسبب العراقيل التي يضعها على طريق تشكيل الحكومة حيث يصر حزب الله على اختيار الوزراء الخمسة الذين فازوا في الانتخابات على قوائم حزب الله فيما ينبغي ان يدرج هؤلاء على قائمة رئيس الوزراء سعد الحريري ما خلق ازمة حادة بين حزب الله والحريري.
تكاد الخلافات تنشب بين مختلف الطوائف فهناك خلافات بين التيار الوطني الحر وكل من القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع وحزب الكتائب برئاسة امين الجميل ولكل منهما انصاره واعوانه وخلافات بين الحريري وبعض النواب حيث يقف حزب الله بين توحيد الطرفين.
ويكاد حزب الله يكون القوة الوحيدة التي تسعى للحصول على كافة الامور فهو القوة العسكرية التي تتفوق على الجيش اللبناني بدعم من ايران والنظام السوري له … وبالتالي لا يسمح الحزب الا ما يريده لا بل قادر على ان يفعل ما يشاء امام سمع العالم وبصره الامر الذي يجعل من لبنان مراقبا وحكما لهذا الحزب وهذا ما حال دون تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري حتى الآن … !!!