وزير الثقافة يرعى انطلاق فعاليات أمسيات بني كنانة الثقافية في إربد السياحة": 89 %‎ ارتفاع مبيعات التذكرة الموحدة في أيار الماضي الأمن العام: خطة أمنية ومرورية وإنسانية شاملة استعداداً لعطلة الأضحى وزير العمل يلتقي نظيرته السورية من الردع النووي إلى الردع الذكي أعياد تتقاطع ومجد يتجدد: عندما يلتقي الأضحى بروح الأردن وقيادته رئيس الديوان الملكي يلتقي فعاليات شعبية وشبابية ونسائية ورياضية من أبناء لواء بني كنانة أبراهيم أبو حويله يكتب: دولة المؤسسات مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة الفالح العجارمة الشديفات: الاستثمار في الشباب حجر الأساس بالتقدم وتحقيق التنمية المستدامة "الطاقة" النيابية تطلع على واقع العمل وأتمتة الخدمات في هيئة تنظيم قطاع الطاقة "الطاقة" النيابية تطلع على واقع العمل وأتمتة الخدمات في هيئة تنظيم قطاع الطاقة أبو صعيليك يلتقي سفراء التغيير من موظفي القطاع العام ‏وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى حفل اختتام مشروع حلول مستدامة لتماسك المجتمعات اتفاقية تعاون بين معهد الإعلام الأردني والبنك الاستثماري "النقل النيابية" تزور هيئة تنظيم النقل البري أورنج الأردن تدعم "تحدي الغد" لتمكين ذوي الإعاقة عبر الابتكار والتكنولوجيا جمعية الحسين تكرّم إنجازات أطفالها ذوي الإعاقة عرض التجربة الأردنية في نظام الفوترة الإلكترونية في جنيف "العفو الدولية" تدعو لرفض خطة المساعدات الإسرائيلية في غزة

ديمقراطية ام ديموكراسية !!!

ديمقراطية ام ديموكراسية
الأنباط -

 المهندس هاشم نايل المجالي

 

ان من اخطر الاشكاليات غياب الايدولوجيات السياسية واستبدالها بأيدولوجيات اجتماعية تتناول الشأن السياسي من وجهة نظر فردية وشخصية وفي لقاءات متباينة حيث يتم تقييم الشأن السياسي من زوايا معينة مضافاً الى ذلك كله الخوف من التحرر من الولاءات الفرعية الذي يجد البعض أن هذه الولاءات تطعمهم وتكسيهم وتديم حياتهم , وبدت خلال هذه المرحلة اكثر استفحالاً اعلامياً لتسويق تلك الشخصيات كواجهة اعلامية تنعكس على الخيارات السياسية .

فالانسان اصبح اليوم صنيعة احواله المعيشية والحياتية وصنيعة ارادته الفردية ولا ينفع فيها سحب ولاءاته من تلك الشخصيات او رفض تأييدها وهي مصدر رزقه ودخله ، فلقد اصبح هناك سيادة للفكر الجامد الذي يتمحور حول تسويق تلك الشخصيات والركود في لحظات تاريخية واصبح هناك فقر للرأي المبدع الخلاق بسبب الولاءات الفردية ليختزل الفكر ومنظومته بشخص او اشخاص سياسية او اقتصادية او اجتماعية كزعامات تنحني لها الرقاب ، وهذا هو بمفهومه هزيمة الوعي الحر والقبول بالواقع المنفرط والامتثال والانقياد والتي لا تسمح بالانقياد الى اي جانب او التفكير به كبديل وهو سلوك انساني حتى ولو كان يراهم على غير هدى فلقد تحولت الولاءات السياسية الى ولاءات اجتماعية ذات مصالح تطغى على المصلحة الوطنية .

واصبحت المقوله المؤثرة هي ( اللي بتعرفه احسن من اللي ما بتعرفه ) واصبحت الهزيمة تفرض نفسها على الوعي الفكري بشكل متخاذل ومهزوم ومستسلم ، واصبح هناك اشكاليات لدى الكثيرين حول اي معسكر ينحازون فهناك نواب وشخصيات سياسية واجتماعية ينحازون باتحاه الحكومة مهما كانت قراراتها لتحقيق مصالحهم ، وهناك من ينحاز باتجاه المعارضة مهما كانت بياناتهم وتجاوزاتهم , وهناك من الاعلاميين من يسير بنفس الخطى وكلنا يعلم ان الديمقراطية الاجتماعية تهدف الى تحديث الفكر وترسيخ مفهوم المؤسسة لبناء الدولة المتحضرة كذلك التعددية الحزبية وفق المعايير والمفاهيم والقيم ، وهي ضرورة تفرضها المتغيرات والمستجدات لصناعة قيادات سياسية واجتماعية قادرة على مواجهة القيادات المتطرفة والمنحرفة فكرياً والتي تعمل وتسعى لتشكيل جماعات ضد المصلحة الوطنية داخل وخارج الوطن ، وكما شاهدنا من افعال مفبركة لقيادات فكرية دينية لإثارة الفتنة ، لذلك يجب ان لا تتآكل الفئة الواعية والطبقة الوسطى المحركة للمجتمع وتأكلها القوى السياسية المتنفذة لمصالحها بتأثيراتها القوية والمتعالية على مصلحة الوطن وسادت عليه كما شاهدنا بعض الفاسدين المتنفذين كيف اضر بسمعة ومصلحة الوطن وسبب كارثة اقتصادية ولا يزال من سانده في مواقعهم العملية سوى بعض من تم التضحية بهم وحتى لا يشعر المواطن انه في وطن هناك دور لمن لا يسوده الولاء والانتماء فالتعبير بالوطنية والمواطنة يسوده شعور بالعاطفة للارض والمجتمع ويعبر عنه ايضاً بالسلوك والتصرفات واداء الواجب وبمجموعات من القيم والمبادىء الايجابية والاخلاقية وحب المواطنة وهي ثقافة ووعي وممارسة يرتبط بمصيره في وطنه وحتى ننتصرعلى الوعي المهزوم الذي يحاول الكثير ايصاله لنا بطريقة او بأخرى .

فلقد اصبحت الندوات واللقاءات الفضائية للكثير من السياسيين تشكل حالة احباط ويأس لدى الكثيرين , وعلى ان المناصب يتم تداولها بطريقة مزاجية وان ادارات الحكومات تفتقر الى كثير من الوعي الاداري المتمكن من الادارة السليمة , ونحن نعرف ان رأس المال الفكري والسياسي هو الذي يجب ان يحظى بادارة الحكومة لكافة ازماتها ومتغيراتها كونه اللاعب الرئيسي والمحرك الرئيسي لكافة الوزارات والمؤسسات بقياداتها السياسية والوظيفية , لا ان يرتبط مصيرالوطن باتجاهات فردية تدفع بالمجتمع نحو المجهول .

وحتى لا تتحول الديمقراطية الى ديموكراسية في اشارة للصراع والنزاع الشرس على كراسي السلطة في مناخ من الاحباطات والمبني على الخلافات والولاءات المتباينة وانفصام الفكر ووقوعه بين فكي ذلك التناقض الفكري لتلك القوى السياسية التي اصبحت تصول وتجول اعلامياً وبالندوات والمحاضرات .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير