الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟ هل تحمل القطط الأليفة مفتاح مكافحة السمنة؟ علامات تشير إلى إدمان السكر رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية
كتّاب الأنباط

اردني هايبرد ومجتمع هجين

{clean_title}
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 ليس بحكم الصراع الطبقي , يأخذ الحوار السياسي والاجتماعي شكله الخشن والاتهامي , بل بحكم اختلال تشكيل الطبقات في الاردن وصلنا الى هذا الشكل العدمي والاتهامي من الحوارات وضعف البنية السياسية والفكرية , فاستسهل الكثيرون لغة الاتهام والتخوين والتكفير , وعلى الدوام هناك بائع لافكاره وهناك مشترٍ لهذه الافكار , فالثقافة الرعوية ومن بعدها الثقافة الفلاحية افرزت هذا الاستسهال في القاء الاتهامات , فثمة بضائع معروضة مثل الخس وباقي الخضروات على الطرقات , كما هنالك حظائر لبيع الماشية وبيع حليب الإبل .

غياب الصراع الطبقي وانحسار الطبقات اصلا , هو الذي اوصلنا الى هذه الحالة الاجتماعية فأصبحنا مثل " اللدو " لا نحن مجتمع بدوي ولا مجتمع فلاحي , بل هجين من هذا وذاك وتكاذب في الانتماء الى هذا وذاك , ولعل هذا يفسر سرعة اقبال الاردنيين من كل المشاتل والمنابت على السيارات الهجينة بوصفها الاقرب اليه في التركيبة والبنية , فأبناء المدن الاردنية يتحدثون بلكنة بدوية وابناء القرى الفلسطينية يتحدثون بلكنة مدنية , فغابت لغة المدينة والبادية والقرية وتمازجت في لكنة عجيبة قائمة على تخفيف القاف الى ألف " آل " والطاء الى تاء " تيّب " .

ولان اللغة اداة تعبير وتفكير معا , فقد وصلنا الى هذه الحالة الرخوة , في الثقافة والسياسة والادب , واسهمت السلطة في تجريف مكامن الوعي والابداع , بعد ان احتكرها طغمة فاسدة ومفسدة وخالية من اي ابداع ولا تنتمي اساسا الى طبقة معرّفة الملامح والتكوين , فالاغنياء في الاردن ليسوا طبقة برجوازية بأي حال من الاحوال فهم حاصل انتاج حالتين اما ثراء بسبب ارتفاع اسعار الاراضي , او بسبب الاغتراب في بلاد الملح والنفط او وكلاء وسماسرة " كومبرادور " سواء لسياسة ما او لشركة ما .

الطبقة التي لامست حواف الثراء بشكل مغاير كانت طبقة البيروقراط التي جمعت ثروتها وحضورها من الوظيفة الرسمية والهبات والمنح الرسمية , وهذه اسهمت دون شك في بناء منظومة ادارية جيدة على حساب واقع سياسي جامد يضمن بقاء هذه الطبقة في مفاصل القرار , فظهر مصطلح التوريث السياسي , وبات الولوج الى مفاصل الدولة والوظائف العليا مربوطا بالاقتراب من جماعة البيروقراط , في ظل ذبح التجارب الحزبية وهدم البناء السياسي , وقد حاول البيروقراط في فترة الانفتاح اعادة تدوير حضورهم بانشائهم احزابا على مقاساتهم لكنهم فشلوا ليس لعدم ايمانهم بالفكرة اساسا فقط بل لعدم مقدرتهم على خوض هذا الباب .

في ظل هذه البيئة الطاردة , داهمنا التطور التقني والمعارف الجديدة في علوم الاجتماع والسياسة والادارة , فوقفنا حائرين , وبدل ان نسعى الى تطوير واقعنا والتفاعل مع الجديد الكوني , قمنا بتأبيد ماضينا برجالاته وانماطه الفكرية والاجتماعية , وسعت كل طبقة الى الحفاظ على مساحتها والتشييك عليها من الآخر , ورأينا كيف الهجوم على الجديد القادم من الشارع او من غير البنية التقليدية , وسعت كل طبقة الى حماية نفسها مستخدمة للاسف ادوات اجتماعية واشخاصا لا ينتمون الى تلك الطبقة الا بنهاية الاسم او بالتراث السابق , وعلت صيحات الاستهجان وارتفعت اصوات الاتهام وكلها تدعي الحرص على البلد وتركيبته الاجتماعية , ولكن الهدف حماية المصلحة الذاتية والمنافع الفئوية .

طبعا كل هذا يجري وسط غياب الاحزاب السياسية التي دخلت مرحلة التحنيط , فلا هي منتجة للافكار والقيادات البديلة ولا قياداتها قادرة على التفاعل مع الجديد , فباتت الازمة مركبة ومعقدة بوصفها ازمة في الشكل القائم وفي البديل المقترح .//

omarkallab@yahoo.com