وزير الاتصال الحكومي: الأردن سخّر كل أدواته للتعامل مع الحرب في غزة "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين" تثمن موقف الملك من كسر الحصار على غزة الخارجية تقدم تعازيها بضحايا طائرة الركاب الروسية بنك الإسكان يحصد لقب بطولة النقابة العامة للعاملين في المصارف لسداسيات كرة القدم 2025 89 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية إغلاق مؤقت لـ"أوتوستراد" رباع السرحان بسبب تدني مدى الرؤية لجنتا فلسطين في الأعيان والنواب تنددان بقرار الكنيست بفرض السيادة على الضفة الغربية وزير الداخلية يفتتح مصنعاً لإعادة تدوير البلاستيك في ديرعلا افتتاح المؤتمر الفلسفي العربي الـ13 ضمن فعاليات "جرش39" مندوباً عن جلالة الملك رئيس هيئة الأركان المشتركة يُكرّم عدداً من الضباط الأمن العام: رياح مثيرة للغبار على الطريق الصحراوي دون إغلاقات شيخ القدس... مرجعية لا تُهدَم وصوت لا يصمت الأردن... وفاءٌ لا ينقطع لغزة مجلس طلبة جامعة جرش يشيد بالدعم الأردني لغزة "النقل" تتابع الاستعدادات النهائية للافتتاح الرسمي لخطي السلط – عمان والكرك – عمان شخصيات فلسطينية تضرب عن الطعام تضامناً مع غزة واحتجاجاً على الإبادة والتجويع ‏الداخلية السورية تشارك في ندوة "الإدارة المتكاملة لحرس الحدو د " في العاصمة عمان ‏بريكس وتعزيز التعاون الاقتصادي لتشجيع التنمية العالمية المستدامة الشاملة رئيس مجلس الأعيان يلتقي مختصين أردنيين في مجالات اقتصادية متعددة روسيا: مصرع 49 شخصا بتحطم طائرة أقصى شرق البلاد

سوار من ذهب

سوار من ذهب
الأنباط -

 د. أيّوب أبو ديّة

 

        عبد الرحمن سوار الذهب زعيم عربي دخل التاريخ بوصفه أول زعيم عربي تنازل عن الحكم طوعاً، وليته لم يفعل فربما ظل السودان موحداً لو استمر في الحكم.

كان قائداً سياسياً فذاً في أيام السلم عندما تنازل عن الحكم ولكنه كان أيضاً قائداً عسكرياً بطلاً أثناء الحرب، حيث رفض تسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية بوصفه قائداً عسكرياً لها إلى حين استعاد جعفر النميري السيطرة عليها بعد إفشال انقلاب الرائد هاشم العطا عام 1971.

        قلنا "ليته لم يتنازل عن الحكم" لأنه أبعد عن السودان إلى قطر الشقيقة بصورة تعسفية بعد تنازله عن الحكم، ولكنه ظل ناشطاً في قطر، إذ أسهم هناك في فصل الجيش عن الشرطة لزيادة في الكفاءَة وتحسين في التنظيم. ولكنه ما لبث أن عاد إلى السودان ليستلم منصب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، إلى أن تولى عبد الرحمن سوار الذهب الحكم في السودان بعد أن أطاحت انتفاضة نيسان 1985 بجعفر النميري، فأصبح المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي؛ وعندها وعد الشعب السوداني أنه سوف يترك السلطة بمجرد تسلم الحكومة المنتخبة الجديدة مهامها. وهذا ما تم، حيث عندما استلم رئيس الحكومة المنتخب الصادق المهدي السلطة صدق سوار الذهب وعده للشعب واستقال من منصبه واعتزل العمل السياسي.

        وبالرغم من اعتزاله العمل السياسي لم يتوقف عن نشاطاته المدنية والمجتمعية، داخل السودان وفي خارجه، حيث رأس منظمة الدعوة الإسلامية التي أشرفت على تحسين أوضاع الناس الصحية والاجتماعية والنفسية، وذلك عبر بناء الملاجئ ودور الأيتام والمدارس والمشافي ومؤسسات الإغاثة ودور الثقافة، حيث أسهم في تأسيس منارات علمية في السودان، مثل جامعة كردفان وكلية النيل الجامعية، كذلك أسهم في تنشيط الحوار المدني التصالحي ورفع الوعي بحقوق الناس الاجتماعية والمدنية، فيما امتد نشاطه إلى بعض الدول الإفريقية مثل السنغال وموريتانيا والصومال وغيرها.

        فاز المشير عبد الرحمن سوار الذهب بجائزة الملك فيصل السنوية كشخصية عربية إسلامية مميزة، كذلك فاز بجائزة الشيخ حمدان بن راشد الدولية للخدمات الإنسانية، وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم لجهوده في مجال الدعوة الإسلامية.

        وبالرغم من أن المشير سوار الذهب يعتبر من أبرز الشخصيات الإسلامية التي نالت شهرة عالمية، ولكنه فيما يبدو لم يحظ بالتكريم المناسب من مؤسسات الغرب الأكاديمية أو السياسية أو المجتمعية، كما يتهافت عليها الزعماء في الدول النامية، اذ انحصر تكريمه من قبل الدول الإسلامية، ويكفيه ذلك شرفاً وشهامة ووطنية، فربما عدم تكريم الغرب له يضيف إليه شرفاً إلى شرف وشهامة إلى شهامة ووطنية إلى وطنية له مشهودة.

لقد تخطى المشير سوار الذهب التقليد العربي في التمسك بالكرسي أطول فترة ممكنة، فوداعاً أيها المشير أينما حللت ونأمل أن تكون عبرة لزملائك العرب والأفارقة القابعين على الكراسي في أبراجهم العاجية كقول الشاعر:

فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكاً مسروراً//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير