شهداء وجرحى بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذهب يتراجع ويتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية طفيفة أجواء حارة نسبيا في أغلب المناطق اليوم فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب طبيب يحذر من الإفراط في غسل اليدين طبيب يوضح سبب الحكة في الأذن الأردن يرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية القوات المسلحة الأردنية تشارك في إخماد حرائق الغابات في جمهورية قبرص ليلة لا تُنسى في جرش.. ناصيف زيتون بين مواويل الحزن ونبض الجماهير البنتاغون يوافق مبدئيًا على بيع منظومة صواريخ سطح-جو متطورة الى مصر رئيس الوزراء يقدم التعازي لآل البكار الدكتور أكثم علي النسور ألف مبروك التخرج الأمن يكشف جريمة قتل سيدة في إربد السفير عبدالغني يقدم أوراق اعتماده للرئيس السريلانكي مستثمرون أردنيون يعتزمون زيارة دمشق لبحث فرص استثمارية في الطاقة وإعادة الإعمار عبور قافلة المساعدات التي تم تسييرها من الأردن إلى غزة اليوم بشار الريالات يحتفل بتخرجه من جامعة البلقاء التطبيقية على طريقته الخاصة "هذا من علمنا الأخلاق” الزعبي ينعى والدة الدكتور شكري منصور افتتاح مهرجان صيف عمان الدولي للتسوق الهيئة الخيرية الهاشمية: لم ننهِ الحصار والجوع لكن رغيف الخبز قد ينقذ حياة

الثلاث المفقودات

الثلاث المفقودات
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 لقد مَنّ الله علينا بثلاث في هذا البلد , حرية التعبير , حرية التفكير، والمقدرة على عدم تطبيق أي منهما – مارك توين - , مقولة تختصر ما يسود اليوم في المجتمع الاردني , فثمة انفتاح في التعبير بدون سقوف رغم التخوفات من قانون الجرائم الالكترونية , وكأن الشارع يستبق القانون بتفريغ ما في جعبته قبيل اقرار القانون الذي لم يلقَ القراءة الكافية والمناقشة الموضوعية , فالحريات تحتاج الى قوانين صارمة تحدد الشعرة الدقيقة بين النقد والتشهير , وتمايز بين الشخصية العامة ومقاصد نقدها المباح .

كذلك نجد على الفضاء الالكتروني مآثر كثيرة لمفكرين طازجين هبطت عليهم موهبة التفكير دون سابق انذار , سابقين بذلك الوحي السماوي الذي كان يهبط على اشخاص مشهود لهم بالسلوك الايجابي منذ النشأة , فالرسول الكريم كان الصادق الامين عند اهل الجاهلية وقبل الرسالة , على عكس انبياء التواصل الاجتماعي الذين هبط عليهم وحي التفكير والتعبير دون سابق انذار , ومع اول غمزة عين وربما طرفة عين من انبياء العصر الجديد .

الرابط بين التفكير والتعبير هو اللغة , فاللغة اداة تعبير وتفكير , ويبدو ان لغتهم الهجينة قد فرضت عليهم نمط تفكير محكوما بتسارع اللحظة الكونية , ورأينا كيف ان انصار الانظمة السابقة والقائمة سرعان ما تحولوا الى نشطاء لتغيير الانظمة ومنهم من يتواضع ويطالب باصلاح الانظمة ولو راجعنا سيرة اي واحد منهم لرأينا العجب العجاب , وبات باب التوبة مفتوحا على الشوارع والميادين وكاميرات البث المباشر , دون اشتراط الطهارة والاستغفار وعدم العودة الى الخطيئة كشروط محددة للتوبة , فكلهم بانتظار غمزة عين من اي نظام حتى من النظام الذين ينتقدونه , ومسيرة كثير منهم في المنصب تكشف بالضرورة زيف نقده .

نمتلك في وطننا ضلعين من ثلاثة , حرية التعبير وحرية التفكير , لكننا بالضرورة نفتقد الضلع الثالث لاستكمال شروط الوعي والمعرفة , فنحن نمتلك المقدرة على عدم تطبيق اي منهما , فالتعبير الحرّ مشروط بالتفكير الحر , ويجب ان نرى هذين الضلعين في سلوك القائل , وبمجرد انتقاد اي واحد من نجوم العالم الافتراضي الذين يدعون الحرص على المصلحة العليا ستجد حقيقة تفكيرهم وتعبيرهم , من حيث استخدام لغة سوقية مبثوثة على موجة ردح من العيار الطويل والثقيل لكل من ينتقدهم , فكيف لمن يطالب بحرية التعبير والتفكير ان ينقلب الى سوقي لمجرد انتقاد وتعبير مشروع عن الرأي ؟

ظاهرة الثلاث المفقودات تحتاج الى قراءة واعية , ونحتاج اكثر الى اعلاء قيمة التفكير والتحليل وقيمة الارادة الحرّة , التي تخلق لحمة جمعية تحتضن المؤيد والمعارض وفق منهجية غير منهجية الفائدة الشخصية , فمن يجلس على مقاعد السلطة يضرب بسيفها ومن يخرج من المقعد ينقلب حتى على سيرته الذاتية , ومطلوب منّا ان نستوعب ان الضابط الذي سجننا ذات يوم على موقف او رأي بأنه منافح عن الحريات ومطلوب منا ان نصدق ان وزيرا فاسدا بات يطالب بالنزاهة والشفافية , ومطلوب منا ان نصدق ان عاشقا للوطن يقف على ابواب السفارات الغربية للحصول على فيزا او هجرة .

يجب عدم تصديق اي واحد منهم الا بالتزامه بشروط التوبة الثلاثة , الطهارة من دنس الاجنبي والسفارات الغربية والشرقية , ثم الاعتراف بالسابق واخيرا الاعتذار عنه , ولن نطالبه بالتعويض او جبر الضرر , وقبل ذلك ستبقى كل تلك الظواهر ندوبا قبيحة في جسد الوطن // .

omarkallab@yahoo.com

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير