فواز الكعابنة الف مبروك التخرج أمريكا بين الدولار وقطبيه النفوذ،،، المعايطة : الهيئة مسؤولة عن تطبيق القانون؛ ولايوجد حزبي بالولادة. منتخبنا يفوز على سبارطة التركي بالتسعة وزارة الخارجية ترحب بالرأي الاستشاري لـ محكمة العدل بعدم قانونية إسرائيل إنتاج: شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردنية تعمل بشكل طبيعي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين حضور مميز لمبدع الكلمة المغناة مارسيل خليفة في "جرش" الفنانة فيوليتا اليوسف صاحبة مشروع "يلا نحلم" على المسرح الشمالي لـ"جرش" رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة
عربي دولي

 ايران وتركيا وروسيا تتمسك بالبقاء في سوريا ، وقلق اسرائيلي متنامي

{clean_title}
الأنباط -

ادلب عقدة  المنشار  للقضاء على الارهاب في سوريا

 

الانباط :- مامون العمري

ما تزال  عقدة النهاية في منشار الحل والتسوية في سوريا  حاضرة في مسعى اصحاب المصالح من الاطراف الدولية البقاء والابقاء على وجودهم ، وصولا الى مكتسبات  ينظرون اليها على انها حقوق  وتحت ذرائع مختلف ، والانباط في هذا العدد تقدم رؤية  الدول والمصالح المتضاربة والمتداخلة ،  مع الاشارة الى موقف   اسرائيل الذي انعطف امام حادثة اسقاط  الطائرة الروسية ، وانقلاب الاخيرة المعلن .

في تطورات المشهد ، بل في  مسلسلها ، ما أعلنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا لن تخرج من سوريا حتى إجراء الشعب السوري انتخابات في البلاد، وقال أردوغان، في تصريحات أدلى بها يوم  الخميس، خلال مشاركته في منتدى بإسطنبول، حسب ما نقلته وكالة "الأناضول" التركية الرسمية: "سنغادر سوريا ونتركها لأهلها بعد أن يجري شعبها انتخاباته".

ويشير هذا التصريح إلى تحول لافت في النهج التركي تجاه سوريا حيث بررت أنقرة قبل ذلك وجودها العسكري على أراضي سوريا بذرائع أمنية على رأسها ضرورة مكافحة الإرهاب، وبالدرجة الأولى تنظيما "داعش" و"وحدات حماية الشعب الكردية". 

وقطعت تركيا كل العلاقات مع إدارة الرئيس السوري، بشار الأسد، على خلفية اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

واتهمت الحكومة التركية بصورة متكررة الأسد بأنه ارتكب جرائم حرب ضد شعبه محملة إياه المسؤولية الأساسية عن مقتل مئات آلاف السوريين وفرار الملايين من بيوتهم، فيما استبعد أردوغان مرارا خوض أي مفاوضات مع إدارة الأسد.

ومنذ 2016 سيطرت تركيا على أراض واسعة شمال سوريا جراء عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، اللتين نفذتهما في المنطقة بالتعاون مع تنظيم "الجيش السوري الحر" المعارض.

كما نشرت السلطات التركية وحداتها العسكرية على أراضي محافظة إدلب، التي تعتبر منطقة خفض تصعيد وفقا للاتفاقات المبرمة في إطار عملية أستانا الخاصة بتسوية الأزمة السورية والتي تشارك فيها روسيا وإيران وتركيا، وتمثل الأخيرة في هذه المنصة المعارضة السورية "المعتدلة".

 وفي  المقابل فان تصريحات تركية تطلب خروج الولايات المتحدة من  سوريا  صدرت نهاية الاسبوع الماضي ، اعتبرت الرئاسة التركية أن بقاء القوات الأمريكية على أراضي سوريا سيسفر عن تصاعد التوترات في المنطقة، مؤكدة استعداد أنقرة لشن عمليات في سوريا في أي لحظة لضمان أمن تركيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في مؤتمر صحفي عقد الأربعاء عقب اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، في أنقرة، ردا على سؤال حول إمكانية تنفيذ عملية شرقي الفرات من عدمها، إن بلاده قادرة على اتخاذ خطوات ضد الإرهابيين على الساحة السورية في "أي لحظة" بما يضمن أمن تركيا القومي.

ولفت إلى أن تركيا تنتظر من إدارة الولايات المتحدة إنهاء دعمها لتنظيمي "وحدات حماية الشعب" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكرديين "الإرهابيين" في ظل عدم وجود ذريعة مكافحة "داعش" بعد الآن.

واعتبر أن بلاده تخوض في الفترة الأخيرة مكافحة فعالة ضد منظمات إرهابية، لاسيما "حزب العمال الكردستاني"، و"حزب الاتحاد الديمقراطي" و"وحدات حماية الشعب" و"داعش"، و"جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري".

وتابع المتحدث باسم الرئاسة التركية قوله: "نعلم أن الولايات المتحدة عبر ذرائع أخرى تريد البقاء في سوريا بسياسة جديدة وتقييم سياسي جديد، وخاصة أنها ترغب بوجود عسكري لها هناك ضد إيران، ولكن نرى بوضوح أن التوترات في المنطقة ستتصاعد في حال بقائها تحت تلك الذرائع".

فيما اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيجتمع مع قادة روسيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول نهاية الشهر الجاري أو الشهر المقبل، لمناقشة الأوضاع في سوريا، مؤكدا أن أنقرة تقوم بتعزيز نقاط المراقبة في إدلب لضمان وقف إطلاق النار.

وقال أردوغان، في كلمة خلال اجتماع عقدته الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية، الثلاثاء: "سنعقد قمة رباعية مع روسيا وفرنسا وألمانيا في اسطنبول نهاية الشهر الجاري أو الشهر المقبل".

وأضاف أن "وقف إطلاق النار مستمر في إدلب منذ عقد اتفاق سوتشي ونقوم بتقوية وتعزيز نقاط المراقبة في إدلب وتحملنا مسؤولية وقف هجمات المجموعات المتطرفة".

وتابع الرئيس التركي قائلاً "اتفاق سوتشي أحيا آمال الحل السياسي الدائم في سوريا".

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة إسطنبول التركية احتضنت، في 14 أيلول الماضي، لقاء جمع مساعدي رؤساء ألمانيا وتركيا وفرنسا وروسيا. حيث قامت الأطراف المعنية بمناقشة إمكانية عقد قمة رباعية بشأن سوريا في هذه المدينة. وشارك عن الجانب الروسي في هذه المشاورات مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف.

ويذكر أيضا أن روسيا وتركيا بالإضافة إلى إيران هي الدول الضامنة لمفاوضات أستانا حول سوريا ومناطق خفض التصعيد. والجدير بالذكر، أن الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، قد توصلا في السابع عشر من أيلول الماضي، خلال قمة عقداها في سوتشي إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب بحلول 15 تشرين الأول ، بعمق 15-20 كيلومترا، مع انسحاب المسلحين المتطرفين من هناك، بما فيهم ومسلحي "جبهة النصرة" (المحظورة في روسيا).

ويُذكر أن منطقة شمال غرب إدلب، لا تخضع عملياً لسيطرة القوات الحكومية السورية، حيث تتواجد هناك المعارضة المسلحة، وكذلك إرهابيون من عدد من الجماعات التي تشن هجمات دورية على مواقع القوات السورية، كما تعلن دمشق وموسكو.

 أمريكا تضع هدفا جديدا في سوريا.. "انسحاب إيران"

 

فتحت الإدارة الأمريكية فصلا جديدا في تدخلها في سوريا، متعهدة بالبقاء هناك حتى تنتهي الحرب الأهلية تماما، في محاولة لوقف التوسع الإيراني عبر الشرق الأوسط.

وتشير الرؤية الأمريكية -التي تم تداولها الأسبوع الماضي بين مجموعة من كبار المسؤولين الأمريكيين- إلى تغير ملحوظ بعد 6 شهور من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وإنهاء التدخل الأمريكي، في الصراع الذي قتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص وأربك إدارتين أمريكيتين.

وهو ما أكده جيمس جيفري، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية في سوريا، في مؤتمر صحفي، حيث قال إن الولايات المتحدة ستحافظ على تواجدها في سوريا وربما توسع مهمتها العسكرية هناك، حتى تسحب إيران جنودها والمليشيات التي تقودها، وهو ما يتوقع المسؤولون الأمريكيون حدوثه فقط إذا توصلت قوى العالم إلى اتفاق لإنهاء الحرب السورية.

وأضاف: "الأمر متعلق بالضغط السياسي، نتوقع أن الحكومة السورية الحالية أو أي حكومة سورية ستكون متواجدة بنهاية هذه العملية السياسية أو في نقطة ما منها، لن تعد تشعر في الحاجة إلى قوات إيرانية لدعمها، لن نجبر الإيرانيين على الخروج من سوريا، ولا نتوقع حتى أن يتمكن الروس من إجبارهم على الخروج".

وجاءت تصريحات جيفري بعد أيام من إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، التي قال فيها إن أمريكا لن تنسحب من سوريا طالما أن القوات الإيرانية موجودة على الحدود الإيرانية. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط التدخل الأمريكي في سوريا بتحدي إيران.

وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تزيد الاستراتيجية الأمريكية الجديدة من ركائز إدارة ترامب في سوريا، حيث ينبغي أن تمر بسلسلة من العقبات تتضمن أيضا الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، في وقت لا يحتمل فيه تخلي طهران عن موطئ قدمها في البحر المتوسط بهذه السهولة بعد ما حققته عقب الحرب التي بدأت في 2011.

وتجعل إدارة ترامب مواجهة شبكة إيران، من قوات الحرب بالوكالة في لبنان والعراق واليمن، أولوية لها في الشرق الأوسط. وفي سوريا يعتقد أن قوات الحرس الثوري الإيراني تقود ما لايقل عن 10 آلاف مقاتل من المليشيات الشيعية وجنود النظام، مشكلة العمود الفقري للقوة التي تساعد الأسد.

وبتغيير استراتيجتهم يكون المسؤولون الأمريكيون قد غيروا تصورهم حول بقاء القوات العسكرية الأمريكية، التي تضم 2000 جندي، وأرسلت إلى سوريا لمحاربة تنتظيم داعش الإرهابي، وإعلان استمرارها هناك وتحويل هدف المهمة إلى ترسيخ الأمن عبر سوريا وإنهاء الحرب.

وفي تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي الأسبوع الماضي، قال إن الجيش الأمريكي سيظل في سوريا حتى يتأكد من أن القوات المحلية يمكنها منع عودة الإرهابيين، مثل ذلك الذي وقع في العراق بعد انسحاب أمريكا عام 2011.

ويصر البنتاجون على أن المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا لم تتغير، فبحكم القانون هي مقتصرة على محاربة داعش فقط، لكن مواجهة إيران أصبح "مصلحة إضافية" مع تواجد القوات الأمريكية هناك، حسب مسوؤلين أمريكيين.

ويرى خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن التغيير في الموقف الأمريكي يشير إلى رغبة إدارة ترامب في زيادة نفوذ الوجود العسكري في سوريا لعزل إيران، ويتفق المحللون السياسيون في أن الوجود المستمر للقوات الإيرانية وحزب الله ومليشيات شيعية أخرى في دولة أغلبيتها من السنة ربما يستمر في تأجيج التطرف والطائفية.

وينتاب كثير من المحللين والخبراء السياسيين الشكوك حول نجاح استراتيجية الولايات المتحدة ذات الهدفين، وحسب أحد الدبلوماسيين الغرب الذي رفض ذكر اسمه للصحيفة، أنفقت إيران عشرات مليارات الدولارات في سوريا، وفقدت آلاف المقاتلين دعما لنظام الأسد، وإذا احتفظت الولايات المتحدة بوجودها العسكري في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية فهذا قد يستغرق عقودا على أقل تقدير.

 

قرع جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، جرس الإنذار في الكونغرس؛ عندما أعلن مؤخراً أن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا ما دامت إيران تفعل ذلك، وقال: "لن نغادر طالما أن القوات الإيرانية خارج حدود بلادها، وهذا يشمل وكلاء إيران ومليشياتها".

التصريح رأت فيه صحيفة "واشنطن بوست" تغيّراً كبيراً في سياسة الإدارة الأمريكية، التي نشرت 2000 جندي بشرق سوريا، ولكنها سبق أن أعلنت أن مهمة قواتها هناك هي محاربة تنظيم الدولة، وهو ما اعتبرته الصحيفة في افتتاحيتها تعبيراً عن عدم امتلاك أمريكا لأي سياسة واقعية بشأن سوريا وإيران.

بعض الديمقراطيين في الكونغرس أكّدوا في ردهم على تصريحات بولتون أنه ليس هناك أي تفويض قانوني باستهداف القوات الإيرانية في سوريا أو بأي مكان آخر.

جيمس جيفري، ممثّل واشنطن الخاص في سوريا، وبإطار تفسيره لتصريحات بولتون، قال: إن "البقاء لا يعني بالضرورة بقاء قوات أمريكية"، وأضاف: "لن نجبر الإيرانيين على الخروج من سوريا، فالقوة لا تعني بالضرورة العمل العسكري، هناك ضغوط سياسية يمكن أن تُمارس".

الخبر السارّ، كما تقول "واشنطن بوست"، هو أن الرئيس دونالد ترامب لا يعتزم شنّ حرب ضد إيران في سوريا دون أن يحصل على تفويض من الكونغرس، غير أن الأخبار السيئة هي تلك التي تدلّل من جديد على أن إدارته لا تملك أي سياسة واقعية لإنهاء الصراع هناك، بالإضافة للتهديد الذي يشكّله الوجود الإيراني لمصالح الولايات المتحدة الحيوية.

وكما أشار جيفير، تقول الصحيفة، فإن هدف إيران في سوريا ليس فقط دعم نظام بشار الأسد، بل تعزيز شبكته الخاصة من الصواريخ بعيدة المدى، وأنظمة صواريخ مضادّة للطائرات، وغيرها من الأسلحة التي من شأنها أن تمنح رئيس النظام السوري القوة بالمنطقة.

وقالت الصحيفة إن أكثر من 200 غارة جوية شنّتها "إسرائيل" فشلت في إيقاف إيران عن مواصلة بناء منظومتها العسكرية في سوريا.

بالمقابل فإن استراتيجية أمريكا هناك تتلخّص في محاولتها دفع عملية السلام المتعثّرة بالأمم المتحدة، والتي رفضها نظام الأسد، حيث ترى واشنطن أنه في حال كانت هناك إمكانية للتوصّل إلى اتفاقية سلام مقبولة لدى روسيا وإيران فإن الإيرانيين يمكن لهم أن ينسحبوا من بعد ذلك.

جيفري أشار إلى السيناريو الذي كان متوقّعاً أمريكياً من قبل روسيا ونظام الأسد، في العام 2018؛ وهو أن تستعيد قواتهم المناطق المتبقّية التي ما زالت خاضعة للمعارك المسلّحة، وتنسحب الولايات المتحدة من شرق سوريا، لتبدأ بعدها عملية إعادة إعمار البلاد.

غير أن ذلك لم يحصل، وفشل هذا السيناريو، ثم جاء ترامب ليعلن بعدها نيّته سحب القوات الأمريكية من سوريا، ولكنه اليوم على استعداد لتركهم هناك، في ذات الوقت انضمّت أمريكا إلى أوروبا برفض تقديم مساعدات إنسانية لإعادة الإعمار قبل أن يُتوصَّل إلى تسوية سياسية.

وفي ظل الحملة العسكرية التي كان يُتوقّع لها أن تنطلق باتجاه إدلب، حيث يعيش أكثر من 3 ملايين شخص، ومعهم فصائل بالمعارضة المسلّحة، توافق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على إقامة منطقة عازلة يمكن إخلاؤها من المسلّحين.

ومن الناحية النظرية تقول "واشنطن بوست": "يمكن أن تُخلق مساحة لدبلوماسية جيفري، لكن الولايات المتحدة ما زالت تفتقر لنفوذ ذي معنى على نظام الأسد".

وتابعت: "ومن ثمّ فإنه لا يسعنا إلا أن نأمل أن تتجه جهات فاعلة أخرى؛ مثل تركيا أو إسرائيل أو روسيا، لتحقيق شروط للسلام وتحقّق الانسحاب الإيراني بطريقة ما، وبخلاف ذلك فإن واشنطن ستكون عالقة في سوريا وغير قادرة على السيطرة على الأحداث أو حتى المغادرة".

حذر الكاتب الأمريكي الشهير، بريت ستيفنز، من ترك الساحة السورية لإيران، مطالبا الإدارة الأمريكية باتباع سياسة تتسق مع موقفها المناهض لمشروع طهران للهيمنة.

وقال ستيفنز، وهو كاتب بصحيفة "نيويورك تايمز" وخبير العلاقات الدولية، لـ"العين الإخبارية"، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، أولت الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط اهتماما كبيرا منذ وصولها للسلطة، انطلاقا من موقفها المناهض لطموح طهران النووي.

لكنه شدد على أن موقف البيت الأبيض يبدو "مترددا لحد كبير"، بمواجهة الطموحات الإيرانية في سوريا، قائلا إنه "يجب أن تكون هناك سياسة جادة تجاه الخطوط الحمراء الأمريكية".

وأشار ستيفنز، الفائز بجائزة بوليتزر للصحافة، إلى أن نجاح إيران في سوريا يعني تعزيز نفوذها في "الهلال الشيعي الممتد من بندر عباس على الخليج العربي إلى سهل البقاع في لبنان"، لافتا إلى أنه يسمح أيضا بتشديد قبضة مليشيا حزب الله على بيروت.

كما حذّر من أن تكون سوريا ساحة لإعلان نجاح روسيا في إعادة تأكيد حضورها العسكري والدبلوماسي في الشرق الأوسط.

ونبه ستيفنز إلى أن واشنطن خسرت الكثير من صورتها ومصالحها في الشرق الأوسط بسياساتها المترددة والضعيفة، ويجب إثبات أن الولايات المتحدة لديها القدرة والإرادة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأساسية بثمن معقول، مثل منع وقوع كارثة إنسانية؛ وإثبات للحلفاء الإقليميين أنه يمكننا أن نكون شركاء فاعلين مرة أخرى بشرط أن يكونوا على استعداد لتحمل مسؤولياتهم.

وحول الصفقة النووية التي أبرمتها طهران مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قال ستيفنز إنها بنيت على كذبتين الأولى التسويق لاستعداد إيران إطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل تنفيذ الاتفاق، على النطاق الكامل لأعمالها النووية السابقة، وهذا معيار مهم لقياس مدى اقتراب إيران من تجميع رأس حربي نووي، وهو ما لم يتحقق.

 أما الكذبة الثانية فقد اقترفها الرئيس أوباما بحسب ستيفنز؛ وهي الإيحاء أن الإدارة الأمريكية كانت جادة في الحصول على إجابات من طهران حول ماهية برنامجها النووي، وهو أمر لم يكن حقيقيا.

وأشار إلى أن اعتراف جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، نفسه آنذاك بعدم الجدية حينما قال "نحن لا نركز على ما سبق وفعلته (إيران)، لكنه وعد الكونجرس وقتها، بأن إيران ستخضع للمراقبة والمحاسبة"، وهو ما لم يحدث. وقد نجح البيت الأبيض وقتها في تمرير الصفقة عبر الكونجرس، حيث تظاهرت الإدارة الأمريكية بأن إيران قد أصدرت إعلانا كاملا عن نشاطها النووي، وتظاهر بقية العالم بتصديقها.

روسيا وإسرائيل كل منهما تريد فرض هيمنتها على سماء سوريا..

 

اعتبرت موقع Lobe Log الأميركي أن هناك صراعاً خفياً بين روسيا وإسرائيل على السيطرة على سماء سوريا رغم حالة التوافق التي يحاول الطرفان إظهارها، وكذلك التنسيق العسكري بينهما.

واستند الموقع الأميركي على الحادثة التي وقعت قبل أيام عندما استهدفت الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري طائرة روسية وأسقطتها بالخطأ، وخلفت 15 قتيلاً من القوات العاملة الروسية.

وبحسب الموقع الأميركي يُشكِّل التوتُّر المفاجئ في العلاقات الإسرائيلية الروسية، بعد إسقاط طائرة مراقبة روسية، نوعاً من الحوادث التي يمكن أن تقع حال وجود تسوية مؤقتة بين أطراف لديها منظورات مختلفة اختلافاً كبيراً؛ فيتبنى أحدها منظوراً واسعاً، فيما يحمل الآخر منظوراً ضيقاً.

ويتبنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنظور الواسع. إذ إن سياساته تجاه كلٍّ من سوريا وإسرائيل تأتي ضمن استراتيجية لجعل روسيا طرفاً فاعلاً مهماً في الشرق الأوسط. تبدو استراتيجية واقعية وجيدة، وتستحق المحاكاة، إذ تتحدَّث روسيا إلى الجميع ولا تسمح بتقييد دبلوماسيتها من جراء أي تقسيم صارم للمنطقة إلى أصدقاءٍ وأعداء. استخدم بوتين بطاقات اللعب الخاصة به بمهارة وجعل حكومته مُحاوراً أكثر نفوذاً من الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بالرغم من أن الموارد التي استخدمها وأنفق عليها في المنطقة أقل بكثير مما أنفقته الولايات المتحدة على مدار العقدين الماضيين.

لم يُقوِّض التعامل مع إسرائيل الالتزام الروسي تجاه النظام السوري، أو يتعرَّض لأسباب ذلك الالتزام. على العكس من ذلك، قدَّمَت المشاورات مع الإسرائيليين فائدةً مُمَثَّلةً في تفادي تضارب العمليات العسكرية، ومنعت على الأرجح أموراً على شاكلة حادث إسقاط الطائرة الروسية الذي وقع في الأسبوع الماضي، من أن تحدث في وقتٍ قبل ذلك. تحقَّقَت أهداف روسيا أيضاً لدرجةٍ تجعلها تستطيع أن تدفع إسرائيل للتركيز على أهدافها التي تتطلَّب بذل جهد كبير مع إيران وحزب الله ولا تتطلَّب القيام بالكثير تجاه النظام السوري، بحسب الموقع الأميركي.

المنظور الضيق لنتنياهو

وبحسب الموقع الأميركي تحمل حكومة نتنياهو -الذي سافر إلى موسكو للتشاور مع بوتين ثلاث مرات هذا العام حتى اللحظة الحالية- المنظور الضيق الساعي إلى الإلقاء بثقلها العسكري خارج حدودها دون التعرُّض لأيِّ عقاب. إذ إن تركيزها في سوريا منصبٌ على إيران وحليفها اللبناني حزب الله. ولا يمكن لأي من هذين الطرفين الفاعلين أن يتمنى تجاوز التفوُّق العسكري لإسرائيل في المنطقة، غير أن المسألة  المهمة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية تتعلق بالإفلات من العقاب بنفس قدر أهمية قدرتها على شنِّ الغارات.

وتنتمي غاراتها الجوية التي شنتها خلال العامين الماضيين -التي تصل الآن إلى 200 غارة جوية- على وجه التحديد إلى نوعية العمليات التي يريد الإسرائيليون ألا يكونوا مضطرين إلى القلق كثيراً بشأن كلفتها أو تعقيداتها.

لذا فإن تفادي التضارب، في ظل نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية والروسية في سوريا، كان مفيداً لإسرائيل مثلما كان مفيداً لروسيا. وقد حاولت إسرائيل أيضاً ممارسة بعض من إيعازاتها، ولا سيما كي تجعل الروس يُبعِدون الإيرانيين عن خط سيطرتها بطول هضبة الجولان المحتلة.

قد يكون هناك بعضٌ من سوء التفاهم في إسرائيل مثلما يبدو أحياناً أن هناك سوء تفاهم في الولايات المتحدة، حول ذلك البعد الأخير الذي يتضمَّن العلاقات الروسية الإيرانية. بالرغم من أن روسيا وإيران والنظام السوري يعملون باعتبارهم حلفاء في الحرب السورية، لدى كلِّ طرفٍ منهم مصالحه الخاصة التي تتباين تبايناً جزئياً. لا يمكن لأيٍّ منهم أن يأمر الآخرين بالقيام بما يعتقدون أنه على النقيض من مصالحهم. وهنا تكمن مُكوِّنات ما يمكن أن يُشكِّل تموُّجات إضافية في العلاقة الإسرائيلية الروسية.

إسرائيل لا تثق في أحد

بيد أن الحادث الذي وقع الأسبوع الماضي يتعلَّق أكثر بنزعة إسرائيل نحو السعي إلى تحقيق الأمن المطلق لنفسها، حتى إن كان على حساب انعدامٍ أمنيٍ مطلق للآخرين. فقد واصلت سلسلة هجماتها ضد دولة مجاورة حتى عندما شعرت تلك الدولة -في هذا الحادث تحديداً- بتهديدٍ كافٍ يدفعها لبدء الرد بإطلاق الصواريخ. فقدت روسيا 15 شخصاً من أفراد الخدمة العسكرية لديها نتيجة لذلك.

واضطرت روسيا -التي لا تستشعر أي ضغوطاتٍ سياسية داخلية، على عكس الولايات المتحدة، من إخفاء فقدان حياة أبنائها بسبب التصرُّف الإسرائيلي في منطقة حرب- في نهاية المطاف إلى الرد بقوة. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا كانت «مُجبَرة» على المضي في الرد على ما حدث عن طريق إمداد سوريا بنظام الدفاع الجوي الروسي إس-300، وهو نظام أكثر تطوُّراً من نظام الدفاع الجوي الذي تمتلكه سوريا، بحسب الموقع الأميركي.

لا يزال الغموض قائماً في ما يتعلَّق بتفاصيل ما حدث تحديداً في سماء سوريا الأسبوع الماضي، وقد يكون هذا الغموض وراء التضارب المبكر في الاستجابة الروسية، التي بدأت قوية ثم تحوَّلت إلى استجابةٍ هادئة، ثم صارت قويةً مرة أخرى. تزعم روسيا أن الطيارين الإسرائيليين استخدموا الطائرة الروسية لتكون «غطاءً» أمام نيران الدفاع الجوي السوري. وتنكر إسرائيل تلك المزاعم وتقول إن طائراتها عادت فعلياً إلى المجال الجوي الإسرائيلي عندما أُطلِقَت صواريخ الدفاع الجوي. وفي نهاية المطاف، كان الشيء المهم لروسيا هي الحقيقة التي تفيد بأنه إذا لم تهاجم إسرائيل أهدافاً في سوريا، لم تكن الصواريخ ستُطلَق من الأساس.

ليس من المُرجَّح أن يؤدي هذا النزاع وسوء النية الذي صاحبه إلى تغيُّراتٍ جوهرية في العمليات العسكرية في روسيا ولا في الدبلوماسية الروسية الإسرائيلية. سوف يؤدي تطوير منظومة الدفاع الجوي السورية إلى تعقيد الهجمات الإسرائيلية ولكنه لن يوقفها. قد تقع حوادث مشابهة في المستقبل بسبب الصعوبة العملية في الفصل بين ما ينتمي إلى سوريا (فقد صارت إسرائيل غير منزعجة من نظام الأسد؛ لأن «الشيطان الذي نعرفه» -حسب وصفهم- لا يسعى حالياً لخوض حرب ضدها) عمَّا ينتمي إلى حلفائها الإيرانيين وإلى حزب الله. (ذكر الجيش الإسرائيلي أن عمليته في الأسبوع الماضي استهدفت منشأة سورية كانت على وشك نقل أسلحة إلى حزب الله نيابة عن إيران). غير أن إسرائيل وروسيا سوف تواصلان امتلاك نفس الأسباب السابقة التي جعلتهما يتعاونان مع بعضهم.