- يصادف الجمعة، الخامس عشر من شهر كانون الأول الجاري الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية وبدء إنطلاقة الناقل الوطني للمملكة الأردنية الهاشمية في أجواء العالم كسفيرة مودة وصداقة وتفاهم مع الشعوب وجسراً للتبادل الحضاري والتجاري والسياحي مع العالم بأسره.
وقد حظيت هذه الشركة الوطنية العريقة منذ نشأتها بالإهتمام والرعاية الهاشمية الكريمة على يدي مؤسسها جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي أطلقها في ذلك اليوم من عام 1963، مما كان له الدور الأساس في نهضتها وتطورها وتمكينها من المنافسة اقليمياً وعالمياً، كما تواصَلَ الإهتمام بهذه الشركة من قِبَل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين نظراً للدور الوطني الريادي الذي تقوم به في ربط الأردن بالعالم، والأهمية التي كانت وما زالت تتمتع بها الشركة في خدمة الوطن من النواحي الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية.
وعبّر الرئيس التنفيذي للملكية الأردنية ستيفان بيشلر عن تقدير الشركة الكبير للإهتمام المتواصل من الدولة والحكومة الأردنية بمسيرتها والحرص على إستمرارها للقيام بواجبها كناقل جوي وطني للأردن يسهم في دعم الإقتصاد الأردني ومشغل أساسي للأيدي العاملة ويدعم الجهود السياحية والثقافية والمجتمعية منذ أربعٍ وخمسين عاماً.
وأكد بهذه المناسبة أن الملكية الأردنية بتاريخها وعراقتها وسمعتها العالمية وشعارها المميز بالتاج الملكي تشكل جميعها مصدر قوة للشركة وحافزاً لأبنائها للعمل معاً كفريق واحد لمواصلة مسيرة التقدم والإنجازات وترجمة خطة التحول الطموحة التي تنفذها الشركة حالياً الى واقع ملموس.
وقال إن الملكية الأردنية تملك كل مقومات النجاح والانطلاق نحو مستقبل أفضل وسنوظّف تاريخ الشركة وسمعتها المميزة وعراقتها لإحداث التحول المنشود الى الربحية، لافتاً إلى النتائج المالية الإيجابية التي بدأت الشركة بتحقيقها في النصف الثاني من عام 2017 والمتمثلة بتحقيق أرباح جيدة في الربع الثالث والشهور التسعة الأولى من العام الحالي.
وأضاف أن الشركة ستظل تسعى لتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين على الأرض وفي الجو وتسهيل إجراءات السفر وتطوير قدرات ومهارات الموظفين من خلال الإستمرار في عمليات التأهيل والتدريب على الأساليب المثلى للتعامل مع المسافرين وكذلك إدخال أحدث الأنظمة المعلوماتية التي تتلاءم مع روح العصر وتنسجم مع ما هو مطبق في كبريات شركات الطيران العالمية.
وأوضح أن خطة التحول الخمسية تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية يأتي هدف تحقيق الربحية المستدامة في مقدمتها بحيث تستطيع الشركة تلبية تطلعات المساهمين فيها، وتحقيق أرباح صافية مستدامة على مدى سنوات الخطة الخمسية وكذلك الإهتمام بالمسافر بإعتباره حجر الأساس في عمل الشركة، حيث ستحرص الملكية الأردنية على الإستمرار في تقديم خدمات رفيعة المستوى لضيوفها لضمان تجربة سفر متميزة في جميع مراحلها، فيما ستسعى الشركة وبحسب المحور الثالث لخطتها أن تكون شركة جاذبة للكفاءات البشرية المؤهلة ورعايتها وتدريبها لتمكينها من العمل الإحترافي في صناعة النقل الجوي ومكافأة أصحاب الأداء المتميز.
وأكد بيشلر أننا سنعمل وعبر تطبيق هذه الخطة على أن تبقى الملكية الأردنية شركة الطيران الأولى في منطقة المشرق العربي (Levant)، لافتاً إلى أن الشركة ستراجع شبكة خطوطها الجوية لتعزيز ترابطيتها وتقوية مركز عملياتها التشغيلية من عمان وتشغيل أسطول مناسب من الطائرات لخدمة برنامج رحلات متواصل يساعد على تحقيق الربحية المنشودة، كما ستقدم الملكية الأردنية لمسافريها أسعاراً منافسة لتشجيعهم على الإستمرار بالسفر وزيادة ولائهم للشركة وعرض خدمات جديدة متطورة أمامهم تسهم في تحسين عملية السـفر عموماً.
وقد بدأت الملكية الأردنية عملياتها التشغيلية عام 1963 بــ 250 موظفاً وطائرتين من طراز دارت هيرالد و(DC-7) تخدم ثلاث وجهات هي بيروت والقاهرة والكويت، فيما تخدم اليوم 44 وجهة عالمية من خلال 26 طائرة حديثة، في الوقت الذي لا زالت الشركة تعلق الرحلات الجوية إلى 10 وجهات إقليمية أخرى لأسباب أمنية هي دمشق، حلب، صنعاء، عدن، طرابلس، بنغازي، مسراطة، الموصل، السليمانية وإربيل، فيما ستشهد السنوات الخمس المقبلة إفتتاح أربع محطات جديدة وزيادة عدد الطائرات ليصل إلى 30 طائرة حديثة.
أما من حيث عدد المسافرين فقد إرتفع من 87 ألف مسافر في عام 1964 إلى أكثر من ثلاثة ملايين مسافر مع نهاية العام الحالي تم نقلهم عبر ما يزيد عن 35 ألف رحلة جوية مقابل أربعة آلاف رحلة عند التأسيس، وعلى صعيد الإيرادات فقد إرتفعت من مليون دينار في عــام 1964 إلى نحو 618 مليون دينار يتوقع أن تحققها الشركة مع نهاية العام الحالي.
الملكية الأردنية تحتفي بموظفيها بهذه المناسبة
وقد أقامت الملكية الأردنية بمناسبة ذكرى تأسيسها الرابعة والخمسين حفلاً مميزاً يوم (أمس) بحضور الادارة التنفيذية للشركة لتكريم عدد كبير من موظفيها الذين أمضوا سنوات طويلة من الخدمة في الشركة تراوحت بين خمس سنوات وحتى أربعين عاماً .
وعبر ستيفان بيشلر الذي سلم شهادات التقدير للموظفين المكرمين عن شكره لأسرة الملكية الأردنية وجميع العاملين في داخل الأردن والمحطات الخارجية، مؤكداً تميز موظفي الملكية الأردنية في مختلف مجالات العمل في قطاع صناعة النقل الجوي، وهو مما يدعو للإعتزاز بجهود هؤلاء الموظفين الذين يتمتعون بقدرات ومهارات عالية المستوى تضاهي قدرات العاملين في هذه الصناعة على المستوى العالمي .
بدورهم أعرب العاملون في الشركة عن إعتزازهم بخدمة الناقل الوطني للأردن وإستعدادهم لبذل أقصى جهودهم لترجمة خطة التحول إلى واقع فعلي للنهوض بالشركة والمحافظة على مكانتها وسمعتها العالمية والإقليمية المتميزة كوجه حضاري مشرق للأردن في الخارج وداعماً للإقتصاد الوطني والمجتمع المحلي ومشغلاً أساسياً للقوى العاملة بإعتبار الملكية الأردنية عماد صناعة النقل الجوي والطيران في الأردن وشركة الطيران الفضلى للمسافرين في منطقة المشرق العربي.