أسباب تجاعيد العيون.. وأسلحة فعّالة للتغلب عليها لتعزيز الذاكرة والتركيز.. 9 تمارين لتقوية الدماغ جامعة الدلتا.. تقود الابتكار الأكاديمي ونموذج رائد للتعليم الجامعي الحديث في مصر والعالم العربي موجة حارة تبدأ الجمعة وتستمر حتى الخميس المقبل 14 آب.. وذروتها السبت قطاع العقارات.. خطوات محسوبة نحو التعافي المستدام 4.5 % انخفاض سعر الغاز المنزلي عالميا خلال 8 أشهر مشروع E1 في الضفة الغربية: المستهدف الديموغرافيا أكثر من الجغرافيا. إسرائيل تجوِّع الغزيين.. والأردن يغيثهم حسين الجغبير يكتب : تعديل لدفع العجلة .. كيف يتحقق ذلك؟ الخارجية تعلن عن إجلاء مجموعة جديدة من الأردنيين من السويداء "إدارة الأزمات" تحذر من موجة حر مقبلة وتدعو للالتزام بالإرشادات الوقائية الغويري: المجالس المحلية بحاجة إلى صلاحيات أوسع واستقلال مالي لتعزيز دورها التنموي الإمارات.. نبض الإنسانية حين يخذل العالم الضمير القوات المسلحة تجلي الدفعة التاسعة من أطفال غزة المرضى للعلاج في الأردن ‏وزيرة التنمية الاجتماعية تفتتح معرض منتجات الجمعيات الخيرية في جاليري رأس العين الدكتور سيف أبورياش .. مبارك مناقشة أطروحة الدكتوراه التعديل الوزاري: رصاصة إنقاذ أم مسكن مؤقت؟.. وأولويات الحكومة على المحك "في فلسفة التعديل الوزاري الدولة التي لا تجامل" "نساء تحت القبة".. منصة لتبادل الخبرات وتعزيز التأثير النسائي في الحياة البرلمانية مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي الشرايري والعزام والناصر والزبون

السلطة الفلسطينية تحت الحصار: بين مطرقة الاحتلال وسندان الضغوطات الإقليمية... والأردن في خندق الدعم الثابت

السلطة الفلسطينية تحت الحصار بين مطرقة الاحتلال وسندان الضغوطات الإقليمية والأردن في خندق الدعم الثابت
الأنباط -

محمد علي الزعبي

تعيش السلطة الوطنية الفلسطينية واقعًا معقدًا ومتشعبًا، يتأرجح بين الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتوقف عن إجراءاته التعسفية اليومية، وبين ضغوطات إقليمية تمارسها أطراف عربية بدرجات متفاوتة، تجعل من العمل الوطني الفلسطيني محاصرًا سياسيًا واقتصاديًا على حد سواء.

فمنذ تأسيس السلطة الفلسطينية، لم تكفّ إسرائيل عن نهجها القمعي تجاه الأرض والإنسان، من مصادرة الأراضي، وتوسيع المستوطنات، إلى الاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات الفلسطينية، في مشهد يعكس غياب أي نية حقيقية لدى حكومة الاحتلال في الوصول إلى حل عادل وشامل. بل تحوّلت السلطة، في كثير من الأحيان، إلى رهينة للإملاءات السياسية والاقتصادية، تُستخدم كورقة في موازين القوى الداخلية والخارجية.

الأزمة لا تتوقف عند حدود الاحتلال، بل تتفاقم بفعل ما تواجهه السلطة من ضغوط عربية صامتة، لا تتخذ دائمًا طابع المساندة. ففي حين تظهر بعض الأنظمة بمواقف مؤيدة، نجد في الواقع دعمًا فاترًا، وشبه تنصل من الالتزامات السياسية والمالية، وهو ما يزيد من هشاشة الموقف الفلسطيني الداخلي، ويغذي الانقسام، ويضعف الثقة الشعبية في جدوى المسار السياسي القائم.

وسط هذه التعقيدات، يبرز دور الأردن كقوة سياسية أخلاقية وميدانية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي لم يتوانَ عن الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل محفل عربي ودولي، معتبرًا أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 هو الأساس الذي لا حياد عنه.

لم يكن دعم الأردن مجرد مواقف إعلامية أو دبلوماسية، بل تبلور في خطوات ملموسة؛ من رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف عبر الوصاية الهاشمية، إلى التنسيق الأمني والدبلوماسي المستمر مع القيادة الفلسطينية، إلى فضح ممارسات الاحتلال في المحافل الدولية، وتفنيد الرواية الصهيونية بشأن حق الفلسطينيين في أرضهم وهويتهم.

كما كان للأردن دور فاعل في تعزيز الهوية الفلسطينية في مواجهة مشاريع التذويب والتهميش، مؤكدًا أن فلسطين ليست مجرد ملف سياسي، بل قضية وجودية تمس حاضر الأمة العربية ومستقبلها. وقد ساند الأردن السلطة الفلسطينية في مشاريع تنموية وصحية وتعليمية، وفتح أبوابه أمام آلاف الطلبة والمرضى الفلسطينيين، وأثبت أن الروابط بين الشعبين تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة.

إن المرحلة الراهنة تتطلب قراءة أكثر جرأة وواقعية للمشهد الفلسطيني، حيث لا يمكن للسلطة أن تواصل النضال وحدها في ظل ما تتعرض له من حصار مالي، وتشكيك سياسي، وتآكل داخلي. كما أن صمود الشعب الفلسطيني، وحده، لا يكفي دون جبهة دعم عربية واضحة المعالم والأهداف، وفي مقدمتها الأردن الذي بقي ثابتًا في موقفه، مدافعًا عن القدس، وعن الأرض، وعن الحق الفلسطيني المشروع.

ختامًا، تبقى القضية الفلسطينية بوصلة الصراع في المنطقة، ومقياسًا حقيقيًا لضمير العالم، ويستمر الأردن في أداء دوره، ليس كمجرد جار جغرافي، بل كشقيق في الدم والرسالة والمصير.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير