البث المباشر
دراسة تكشف عن عادة مالية تجعلك سعيدا بغض النظر عن دخلك! الملك يشارك في ملتقى صن فالي الاقتصادي بالولايات المتحدة الملك يلتقي وزير الخزانة الأمريكي تطورات أزمة ريتا حايك داخل “فينوس” وفاة جدة موسى التعمري مستشارية العشائر في الديوان الملكي تجسر الفجوة بين القانون وتطور العشيرة باريس سان جيرمان يكتسح ريال مدريد برباعية ويبلغ نهائي مونديال الأندية لأول مرة تحالفات متغيّرة.. مشاريع تهجير.. وأجندات تُدار فوق الطاولة وتحتها الارصاد : ارتفاع طفيف وتدريجي على الحرارة تنخفض الأحد ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية ورقة حل المجالس البلدية وقلم المحاصصة التنافس على سوريا: هل تواجه تركيا "اسرائيل" عبر الوكلاء؟ نحو إدارة محلية تعيد الثقة وتُفعّل دور الشباب الرزاز يدعو لبناء مشروع وطني شامل لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية قرارات سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الشواربة: عمّان تخطو نحو مستقبل حضري ذكي وآمن ومستدام الأمن العام : القاء القبض على الأشخاص الثلاثة الذين قاموا بالاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة والبحث ما زال جارياً عن المحرّض على الجريمة عقوبات أميركية على 22 كيانا في هونغ كونغ والإمارات وتركيا لتمويل مبيعات النفط الإيراني السفارة المكسيكية تحتفل بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والمكسيك العقبة الخاصة تستقبل لجنة العمل والتنمية والسكان النيابية.

العرب في صراع المشاريع الإقليمية

العرب في صراع المشاريع الإقليمية
الأنباط -

أحمد الضرابعة

لا يمكن حصر مواقف الدول والجماعات والأفراد إزاء الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل في خيارين فقط، ألا وهما الوقوف مع الأولى أو الثانية. وليس بالضرورة أيضًا أن تكون النظرية القائلة بأن "عدو العدو هو الصديق" صالحة للاستخدام في مختلف السياقات، فالواقع السياسي أعقد من تبسيطه ضمن معادلات ثنائية أو اصطفافات جاهزة.

صحيح أن هناك حالة من الإجماع العربي على المستوى الشعبي في تحديد هوية إسرائيل كعدو مشترك، ولكن إيران تحتل مساحة واسعة من الجدل السياسي في الشارع العربي ومن المنطقي وجود أكثر من رأي حولها نظرًا لتباين التجارب العربية مع سياساتها ومواقفها، خصوصًا الأردن ودول الخليج العربي التي تأثرت بشكل مباشر بدورها الإقليمي.

من المفهوم أنه لا يمكن المقارنة بين دولة ذات عمق حضاري في المنطقة مثل إيران ودولة طارئة الوجود فيها مثل إسرائيل وشرعية الأولى وامتدادها التاريخي وتركيب الثانية وروايتها الاستعمارية المنشئة، ولكن لا بد من التذكر أن الطرفان يهددا المصالح الاستراتيجية العربية، وأن لكل منهما مشروعه الإقليمي الذي يستغل الوضع العربي الراهن، فإيران هدمت أربع دول وطنية عربية وكرّست نفوذها في تحالفات أيديولوجية وأذرع عسكرية، بينما عملت إسرائيل على تسخير قدراتها العسكرية وتفوقها التكنولوجي للاندماج في البيئة الإقليمية لتحقيق مصالحها الأمنية والاقتصادية دون أن تضطر لتقديم أي تنازل فيما يخص القضية الفلسطينية، ولذلك، فإن الانحياز إلى أي من الطرفين في الصراع الدائر بينهما ليس هو الخيار الأفضل.

صحيح أن انتصار إسرائيل في صراعها مع إيران يهدد المصالح الاستراتيجية العربية، ولكن العكس أيضًا صحيح، فإذا انتصرت إيران في هذا الصراع فإنها ستعمل على تعبئة الفراغات الإقليمية التي دُحرت منها، ولذا فإن استنزاف الطرفين ومنع نجاح كل منهما في تحقيق مشروعه هو الخيار الأمثل لضمان توازن القوة الإقليمية ومنع هيمنة طرف واحد على المنطقة.

إن أي انتصار حاسم لإسرائيل أو إيران سيعيد رسم خارطة النفوذ السياسي والعسكري بما لا يخدم المصالح العربية، بل يزيد من التبعية والتهديدات الأمنية على المدى الطويل. تدرك الدول العربية ذلك، ورغم إعلانها مواقف مبدئية تدين العدوان الإسرائيلي على إيران، إلا أنها تتبنى سياسة الحياد الإيجابي، وتحرص على عدم التورط في الصراع بين الطرفين، ولكنها ما زالت تحتاج إلى توحيد مواقفها لملء الفراغ الاستراتيجي في المنطقة العربية وكبح جماح مشاريع الهيمنة عليها.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير