البث المباشر
أمنية إحدى شركاتBeyonترعى حفل سفارة مملكة البحرين في عمّان بمناسبة اليوم الوطنيوتعزّز العلاقات الأردنية البحرينية مدافئ الموت … حين تتحول الرقابة إلى شريك صامت في الجريمة "العمل" تبث رسائل توعوية لحث أصحاب العمل على الإلتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية في منشآتهم كنيسة العقبة الأثرية: رسالة التسامح والتعايش بعد سبعة عشر قرنًا رئيس الوزراء يستقبل رئيس وزراء جمهورية الهند الذي بدأ زيارة عمل رسمية إلى المملكة إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي/ دائرة التعبئة والجيش الشعبي حين يصير الهامش ملحمة: السخرية كذاكرة للطفولة والفقر ‏وزير الخارجية الصيني : الصين مستعدة للعمل مع السعودية للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع مساء اليوم وفد كلية دفاع سلطنة عمان يزور مجلس النواب تجارة عمان تنظم لقاء تجاريا مع وفد من مقاطعة شاندونغ الصينية البنك الإسلامي الأردني يشارك بتكريم خريجي صندوق الأمان لمستقبل الأيتام منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير العمل الثلاثاء وزير العمل يلتقي وفدا من النقابة العامة للعاملين بالبترول المصرية 87.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية أمانة عمان تعلن الطوارئ المتوسطة منذ مساء اليوم الصفدي يجري مباحثات موسعه مع نظيره الصيني في عمان الزرقاء: ندوة تناقش علم الاجتماع وصناعة الرأي العام فوز خوسيه أنطونيو كاست بالانتخابات الرئاسية في تشيلي ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت

الكون بلغة جديدة: الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم يعيدان تفسير الواقع

الكون بلغة جديدة الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم يعيدان تفسير الواقع
الأنباط -
حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
في زمنٍ لم نعد نكتفي فيه بالنظر إلى السماء والتساؤل، بل بدأنا نعيد تعريف السماء ذاتها، ينبثق من رحم العلوم ثنائيٌّ مذهل، يغير كل ما نعرفه عن الواقع: الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم. لم يعودا مجرد تقنيتين منفصلتين تتسابق الشركات الكبرى على تطويرهما، بل صارا لغة جديدة لفهم الكون، ومرآة ذكية نعيد من خلالها تأمل أنفسنا ومكاننا في هذا الوجود.
منذ نشأة البشرية، كنا نحاول أن نقرأ هذا العالم من حولنا. بدأنا بالحواس، ثم انتقلنا إلى الرموز، فاللغة، فالمعادلات، والآن… نحن نعيد كتابة الواقع بلغة الكيوبت والخوارزميات، حيث لا يكون الشيء "صح" أو "خطأ" فقط، بل كلاهما معًا، كما في قوانين ميكانيكا الكم، وحيث يتعلم الذكاء الاصطناعي من التجربة، ويحاكي البشر، ويقترح احتمالات، ويبدع رؤى لم نفكر بها نحن أصلًا.
فما الذي يعنيه هذا التحول؟ إنه يعني أن البشرية تتجاوز حدود الفهم الخطي، وتتجه نحو الوعي المتوازي. ننتقل من السؤال التقليدي: "ما الذي نعرفه؟" إلى سؤال أعمق: "كيف نعرف؟" وهذا التحول ليس تقنيًا فقط، بل فلسفيًا، أخلاقيًا، وحتى وجوديًا.
تخيّل أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم قادرًا على اكتشاف أمراض لم يستطع الأطباء رؤيتها في الصور الشعاعية، لأنه يرى الأنماط الخفية التي تعجز أعين البشر عن ملاحظتها. تخيل أن حواسيب الكم، بفضل قدرتها على معالجة مليارات الاحتمالات في لحظة، تستطيع أن تُحاكي تصرفات الجزيئات في الأدوية الجديدة، وتُختصر سنين من الأبحاث في ساعات قليلة.
لكن المعجزة الحقيقية ليست في السرعة، بل في البصيرة الجديدة. إنها ليست مجرد أدوات ذكية، بل نوافذ تفتح عقولنا على طرق جديدة لرؤية الواقع. الذكاء الاصطناعي لا يُقلّد فقط، بل يبتكر، يتعلّم، يتأمل، وأحيانًا، يُدهشنا. وحواسيب الكم لا تكتفي بحل المسائل المعقدة، بل تعيد تعريف مفهوم "الحل" نفسه.
في هذا السياق، نحن أمام فرصة تاريخية للعرب تحديدًا. لقد كانت لغتنا العربية لغة العلم ذات يوم حين كتبنا في الطب والفلك والكيمياء وغيرها. واليوم، يمكننا أن نعود كمبتكرين. إذا أحسنّا الاستثمار في هذا التحول، وأعدنا هيكلة التعليم ليصبح أكثر تجريبًا وتفكيرًا، وإذا فتحنا المجال أمام الشباب لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتجريب حوسبة الكم، فسنكون جزءًا من من يكتبون اللغة الجديدة للكون.
هذه ليست مبالغة. لأن من سيتقن هذه اللغة الجديدة، سيحكم التكنولوجيا، ويعيد رسم الاقتصاد، ويقود المستقبل. ومن يتخلّف عن فهمها، سيظل مستهلكًا، تابعًا، ينتظر من يترجم له ما يحدث.
الأمر لا يتعلق فقط بالمختبرات والمراكز المتقدمة، بل بالموقف من المعرفة. هل لا زلنا نرى العلم كمجرد درجات جامعية؟ أم نراه كوسيلة لاكتشاف الذات والكون؟ هل نعلّم أطفالنا أن يسألوا، أن يجربوا؟ أم نحشو عقولهم بمعلومات جامدة، بينما العالم من حولهم يتغير كل دقيقة؟
إن اللغة الجديدة للكون لا تنتظر. هي تُكتب الآن، في مراكز الأبحاث، في الخوارزميات التي تُطوّر، في الكيوبتات التي تُختبر. والعالم يركض، لأن من يمتلك هذه اللغة سيمتلك القدرة على إعادة تفسير الاقتصاد، الطب، الطاقة، الأمن، وحتى الجمال والفن.
والسؤال: هل سنكون من المتحدثين بهذه اللغة؟ أم من الصامتين؟إنها دعوة لكل شاب عربي، أن يقرأ، أن يتعلم، أن يجرّب، أن يخطئ ثم ينهض، لأن العصر القادم لا يُدار بالمحاضرات النظرية، بل بالعقول الفضولية، والأرواح الجريئة. فبين أيدينا الآن فرصة لنتحدث مع الكون بلغة جديدة… فلنكن نحن من يصيغ مفرداتها، بدل أن نُصبح مجرّد مُستمعين خلف الشاشات.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير