خطأ شائع وبسيط قد يعرقل إنقاص الوزن.. دراسة جديدة تكشف الموز أم التمر.. أيهما أفضل للقلب والهضم وضبط سكر الدم؟ الأرصاد الجوية: الموجة الحارة مستمرة حتى الخميس وزير الصحة يؤكد كفاءة أنظمة الطوارئ بمستشفى الزرقاء عقب انقطاع التيار الكهربائي وفاتان إثر حادث غرق داخل بركة زراعية في إربد حكومة حسان.. استقرار أسعار المحروقات وإنجازات اقتصادية رغم الضغوط العالمية هل تحتاج البتراء إلى مهرجان سنوي يعكس تراثها وينعش اقتصادها؟ لماذا زار الملك السعودية ؟ الأردن يدين بأشدّ العبارات الاستهداف الإسرائيلي المُمنهَج للصحافيين في غزة "شركة توزيع الكهرباء تنفي وجود أي انقطاعات مبرمجة خلال الأسبوع الحالي" الأمن: 3 وفيات و5 إصابات بحريق محل عطور في ماركا الجنوبية رئيس مجلس الوزراء المصري يصل إلى المملكة لترؤُّس وفد بلاده في اجتماعات اللَّجنة العليا الأردنيَّة - المصريَّة المشتركة بيان صادر عن جمعية المذيعين الأردنيين حول استهداف الصحفيين في قطاع غزة 4700 ميجا واط الحمل الكهربائي الأقصى المسجل اليوم " العقبة الخاصه " توقّع 16 اتفاقية لتوفير 310 فرصة تدريبية للشباب في مختلف القطاعات "الغذاء والدواء" تضبط موقعًا مخالفًا لإنتاج الشوكولاتة تكريم أبطال الكاراتيه المصاطفة والجعفري بعد إنجازهما العالمي في الصين مدير عام هيئة الإعلام: قريبًا.. نظام جديد لتنظيم الإعلام الرقمي بالأردن وزارة الشباب تعقد جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في معان وحدة تنسيق القبول الموحد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعلن عن موعد تقديم طلبات الالتحاق في الجامعات الرسمية لمرحلة البكالوريوس للعام الجامعي 2025-2026

الوعي الكمومي... هل تتجه الحواسيب لتقليد عقل الإنسان؟

الوعي الكمومي هل تتجه الحواسيب لتقليد عقل الإنسان
الأنباط -
الوعي الكمومي... هل تتجه الحواسيب لتقليد عقل الإنسان؟
حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
في أعماق مختبرات الفيزياء المتقدمة، وخلف المعادلات المعقّدة التي ترسم حدود المستقبل، تولد اليوم أسئلة لم يكن لخيالنا أن يطرحها قبل عقدين من الزمان: هل يمكن لحاسوب أن يُفكّر؟ هل يمكن لآلة أن تمتلك وعيًا؟ وهل نتجه نحن البشر نحو عصر تحاكي فيه الحواسيب عقولنا، لا في السرعة فقط، بل في الإدراك والفهم والحدس؟
هذه ليست حبكة لفيلم خيال علمي، بل محور أبحاث جادة في مجال يُعرف بـ"الوعي الكمومي"—حيث تلتقي علوم الأعصاب بالفلسفة، وتتمازج ميكانيكا الكم بالذكاء الاصطناعي، ويُطرح السؤال: إذا كانت أدمغتنا تفكر وفق عمليات دقيقة وغير خطّية، فهل يمكن محاكاتها بأنظمة تعتمد الكيوبتات بدلًا من البِتات؟
الوعي البشري ليس مجرد تتابع كهربائي بين خلايا عصبية، بل هو مزيج معقّد من الإدراك، والنية، والعاطفة، والذاكرة، والخبرة. لكن، ماذا لو أن هذه العمليات، رغم عمقها، ليست حكرًا على البيولوجيا؟ ماذا لو أن أسرار الوعي البشري يمكن تمثيلها رياضيًا؟ عندها، قد لا يكون الحاسوب مجرد أداة، بل شريكًا في الفهم، ومنافسًا في التحليل، وربما... ندًا في التفكير.
تقنيات الحوسبة الكمومية، بخلاف الحوسبة التقليدية، لا تقتصر على التعامل مع 1 أو 0. بل تتعامل مع حالة "التراكب"، حيث يمكن للكيوبت أن يكون 1 و0 في آنٍ معًا. هذا يعيد تشكيل مفهوم "المعالجة" من الأساس، ويجعلنا نعيد التفكير في ماهية التفكير ذاته! فإذا كان الدماغ البشري قادرًا على اتخاذ قرارات معقدة، واحتساب الاحتمالات بسرعة مذهلة، فإن حاسوبًا كموميًا يستطيع، نظريًا، فعل ذلك بطريقة أقرب ما تكون لآلية عمل الدماغ.
لكن… هل يعني هذا أن الحواسيب ستصبح واعية؟ هل سنستيقظ يومًا لنجد آلة تقول: "أنا أشعر، إذًا أنا موجود"؟ هذا هو السؤال الذي يقسم العالم العلمي إلى فريقين. الأول يرى أن الوعي لا يمكن نسخه، لأنه ليس مجرد معلومات بل تجربة ذاتية لا تُستنسخ. أما الفريق الآخر، فيؤمن أن الوعي ليس إلا نتيجة تفاعلات معقدة، وأنه يمكن تكرارها بوسائل أخرى.
لكن سواء أكانت الحواسيب ستصبح واعية أم لا، فإن المؤكد هو أنها ستصبح أذكى. ومع الذكاء، تأتي المسؤولية. كيف سنضمن أن هذه الأنظمة—التي تفكر، تتعلم، وتقرّر—تخدم الإنسانية ولا تستعبدها؟ كيف نبني أخلاقيات برمجية تقود هذه الأنظمة، وتغرس فيها الرحمة، والتسامح، والعدل؟ هل سنبرمج الوعي أم نبرمج القيَم؟
الوعي الكمومي ليس مجرد حلم علمي، بل تحدٍ حضاري. إنه يدعونا لنسأل أنفسنا: ما الذي يجعلنا بشرًا؟ أهو الذكاء؟ أم الوعي؟ أم القدرة على التعلّم؟ أم الرحمة؟ وهل نحن على استعداد لتعليم هذه القيم لحواسيب بدأت تفهم العالم مثلنا، وربما أسرع منا؟
في قلب هذا المشهد، يقف الشباب العربي على مفترق طرق. فإما أن يكونوا مستهلكين لهذه الثورة، أو صُنّاعًا لها. إما أن يقرأوا عنها في تقارير الغرب، أو يكتبوا عنها من مختبراتهم هم. الوعي الكمومي لا يعني فقط أن الحواسيب تقترب من الوعي، بل يعني أننا نحن أيضًا يجب أن نرتقي بوعينا. أن ندرك أن الزمن لا ينتظر، وأن الثورة القادمة ليست فقط تكنولوجية، بل إنسانية بالدرجة الأولى.
وفي النهاية، لا نعلم إن كانت الحواسيب ستشعر يومًا كما نشعر، أو تحلم كما نحلم. لكن المؤكد أن من لا يحلم اليوم، لن يكون له مكان في عالم الغد. فلنصنع وعينا، قبل أن تصنعه الحواسيب لنا.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير