البث المباشر
الفيصلي يعين أبو هنطش مدربا عاما لفريق كرة القدم الهيئة الخيرية الهاشمية: يتم التركيز في إرسال المساعدات على مناطق شمال قطاع غزة جيش الاحتلال يُنفذ مُناورة تحاكي تعاملاً مع غزو واسع قادم من سوريا الدكتور المهندس مصطفى عواد الخوالدة مبروك الترقية إلى رتبة أستاذ مشارك "التربية" تنظم ورشة لتعزيز التعليم المهني في الجنوب قرارات مجلس الوزراء "حكاية لونا "يعيد الدراما الأردنية إلى صدارة المشهد العربي تهنئة بمناسبة الترقية الأكاديمية الجامعة الأردنيّة وجامعة كركوك العراقية تبحثان التعاون الأكاديميّ والعلميّ ‏الصين تكمل بناء "طريق سريع للطاقة" حول صحراء شينجيانغ الجنوبية العيسوي: قوة الأردن بقيادته الهاشمية ووحدة شعبه وثبات مواقفه الدفاع المدني يحصل على جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات (wsis prizes) عن مشروع التيلي ميدسن (telemedicne) "الفوسفات الأردنية" تدشّن مركز إسعاف وطوارئ متطور في المجمع الصناعي بالعقبة ضمن مسؤوليتها المجتمعية رعاية استراتيجية من أورنج الأردن لمعرضي التوظيف في الجامعة الأردنية والهاشمية "التربية" تعلن التقويم الدراسي للعام 2025-2026 وزير المياه والري يستقبل نائب السفير الأمريكي لدى المملكة الضمان الاجتماعي توضح شروط عودة الأردني المتقاعد مبكراً للعمل صندوق دعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة يطلق الجولة الثالثة من برنامج الأمن الغذائي لعام 2025 الذكاء الاصطناعي والخصوصية في التطبيقات الحكومية العثور على مهندس متوفياً داخل مكتبه في وزارة المياه والري

إيران وإسرائيل: مواجهة مباشرة بلا وكلاء تضع العرب أمام سؤال المشروع

إيران وإسرائيل مواجهة مباشرة بلا وكلاء تضع العرب أمام سؤال المشروع
الأنباط -

حاتم النعيمات

بعد فترة طويلة من حرب الوكلاء، أخيرًا نرى مواجهة مباشرة "حقيقية" بين إسرائيل وإيران، مواجهة لو حدثت مبكرًا لوفرت علينا كعرب عشرات آلاف الضحايا ومنعت عنا دمار أربع دول وضرر كارثي بالقضية الفلسطينية.

إيران اليوم أمام خطر حقيقي في مواجهة يمين إسرائيلي متطرف منتشي بانتصارات على "أعدائه" تحت إسناد أمريكي سخي، والجديد اليوم أن وسادة الصد المتمثلة في أذرع إيران لم تعد موجودة في المنطقة، لذلك، رفعت إسرائيل من سقف عربدتها مستغلة شعار "الدفاع عن النفس" الذي حصلت عليه بعد مغامرة السابع من أكتوبر.

المتضرر الأكبر ميدانيًا من خارج أطراف هذه المواجهة هو الأردن، فنحن اليوم نقع في مسار مقذوفات إيران، والمشكلة ليست فقط في هذه المقذوفات، بل أيضًا فيما يصاحبها من هجمة إعلامية واتهامية بحماية إسرائيل، رغم أن الأردن منع الطيران الإسرائيلي من استخدام مجاله الجوي، ومع ذلك فإن البعض ما زال يطلب منا أن نترك تلك المقذوفات الإيرانية العشوائية أن تستبيح سماءنا وأن نصفق لها.

الغريب أن هناك من يعتقدون أن إيران معنية فعلًا بتحرير فلسطين، ولا يسأل هؤلاء السؤال الاستراتيجي العلمي الحقيقي: ماذا تكسب إيران من تحرير فلسطين وما تخسر من احتلالها مرة أخرى؟ سؤال يجاب بالجغرافيا الجيوسياسة والمصالح وليس بالعواطف والأوهام، وإجابته معروفة وهي لا شيء!. عليه، فإن ما يترتب على هذا الوهم من لومٍ للأردن بأنه يمنع "مقذوفات ايران" هو وهمٌ أيضًا؛ فكيف يُطلب من الأردن يتصرف كمليشيا إجرائيًا وأن يتحول إلى ساحة للصراعات الإقليمية جغرافيًا.


المعركة الدائرة بين إسرائيل وإيران هي حرب على النفوذ جوهرها البرنامج النووي الإيراني، وكل ما حدث من موت ودمار في المنطقة بعد عام 2006 (حرب حزب الله وإسرائيل) هو أولًا قربان لهذا البرنامج وثانيًا صراع لضبط معادلة أمن إسرائيل وسيطرة إيران على عدة دول عربية، ولم تعد وظيفة القضية الفلسطينية في المعادلة سوى الشحن والتحشيد وتبرير الفعل الإيراني على أنه (مقاومة) والذي برر بدوره الغطرسة الإسرائيلية.

بصراحة، المواجهة المباشرة قد تكون جيدة على المدى الاستراتيجي للدول العربية، لكن بشرط أن يكون هناك صحوة عربية تكافلية وتنموية لخلق واقع جديد على أثر التغيرات الهائلة المتوقعة في المنطقة؛ فالقادم هو التالي على ما يبدو: إسرائيل ستشعر بفائض قوة وثقة عالية بالنفس بعدما تحررت من القيود الأخلاقية الأممية وبعد أن اختبرت قدرهها على تحمل الحروب الطويلة بنجاح للأسف، يضاف إلى ذلك أن إيران ستنكفئ على نفسها (إذا صمد نظامها الحالي) وقد تصل في لحظة معينة إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة تفضي إلى عودتها للمنطقة كقوة اقتصادية لا يمكن ضمان سلوكاتها على المدى البعيد. بالتالي، فإن عدم وجود مشروع عربي بديل سيكون خطأً جسيمًا جدًا. ولا أتحدث هنا عن مشروع حرب ولا مشروع وحدة عربية، بل أقصد أن يرتفع مستوى التعاون لدعم دول الطوق وتقوية موقفها لأنها الأساس في ضبط السلوك الإسرائيلي المتوقع، وذلك بتعزيز الدولة الوطنية القوية التي تستطيع أن تقوم على نفسها وعلى المشروع العربي.

لا بد أن يلعب الأردن دورًا قياديًا في أي تحرّكات تهدف إلى خلق هذا المشروع العربي البديل، فنحن الأقرب لمواجهة نتائج ما يحدث اليوم على جميع المديات؛ سواء القريبة أو المتوسطة أو حتى البعيدة، ونحن من دفع وسيدفع الثمن الأكبر. لذلك، أعتقد أن صانع القرار الأردني سيضع هذا الهدف على طاولته وسيتم تضمينه في الاستراتيجية العامة للدولة، فلا يعقل أن ننتظر أن تسود الغطرسة الإسرائيلية، أو أن تعود إيران لتوسعيتها ولو بعد زمن. الفرصة سانحة جدًا لخلق واقع عربي جديد ولكن نحتاج لمن يلتقط الفرصة ويبني عليها قبل فوات الأوان.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير