البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

هل نستطيع استغلال التغيُّرات المتوقعة في (إسرائيل)؟

هل نستطيع استغلال التغيُّرات المتوقعة في إسرائيل
الأنباط -

حاتم النعيمات

جوهر الديمقراطية هو المراجعة الدورية لأداء السّلطة من قبل الناخبين بحيث يملك هؤلاء حق التقييم وحق إبعاد أو تنصيب من يريدون من وإلى السلطة، كنتيجة، تتكوّن عادةً في ظل هذه الأنظمة تيارات وأحزاب ومؤسسات تلعب دورًا رقابيًا مهمًا، خاصةً إذا دُمجت هذه الرقابة الشعبية مع حالة مراجعة من مؤسسات وأفراد تكنوقراطيين (فنيون يعملون بحسب ضوابط علمية). 

واحدة من الكيانات التي تترسخ فيها هذه الوضعية هو كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ليس مديحًا لهذا الكيان أو لهذا النوع من الإدارات بقدر ما هو مقدّمة لمحاولة فهم، وربما توقّع، ما يحدث/ سيحدث من ارتدادات داخل إسرائيل بعد ما حدث في الإقليم في آخر عامين.

باعتقادي أن هناك أزمة بنيوية في تحالفات اليمين الحاكم في إسرائيل، فالائتلاف الحاكم في إسرائيل والذي يقوده حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، مكوَّن من أحزاب يمينية متطرفة ودينية مثل (الصهيونية الدينية) بقيادة بتسلئيل سموتريتش، و(عوتسما يهوديت) بقيادة إيتمار بن غفير، وحزب (شاس) و(يهدوت هتوراه) الحريديَّين. ورغم نجاح هذا الائتلاف في تشكيل حكومة بعد انتخابات 2022، ورغم ما فعله هذا الائتلاف من إنجازات - بالنسبة لإسرائيل - تمثلت في إنهاء حماس وحزب الله وتدمير البنية العسكرية للجيش السوري بعد سقوط نظام الأسد، إلا أنه يعيش مع ذلك حالة تفكك داخلي وتضارب في الأولويات لعدة أسباب، أهمها أن الأحزاب الدينية تسعى لحماية امتيازاتها في التعليم الديني والإعفاء من الخدمة العسكرية، وقد ظهرت هذه الأزمة على السطح قبل أشهر بعد ضغط وزارة الدفاع لتجنيد المتدينين، والأحزاب الصهيونية الدينية تمارس بشكل مستمر الضغط باتجاه توسيع الاستيطان في الضفة الغربية. بالتالي، فإن دور حزب الليكود بقيادة نتنياهو هو الموازنة بين هذه المطالب ومصالح الكيان ومؤسساته الأمنية وهذه الموازنة لن تستمر لأن الليكود نفسه موجود اليوم على طاولة التشريح السياسي، ناهيك عن أن هذا التوازن سيضرب من الخارج إذا تم ضمّ الضفة الغربية، وسيضرب من الداخل إذا استمر التمييز بين (المواطنين) فيما يخص التجنيد والتعليم.

هذا التناقض البنيوي يضع أمام نتنياهو صعوبات في المحافظة على حكومته، خاصةً إذا أخذنا بالحسبان تصاعد الاحتجاجات في الشارع، والذي أسّس لانقسام مجتمعي غير مسبوق.

تصادم آخر لهذه الحكومة سيكون مع القضاء عبر محاولة فرض تعديلات قضائية تقوِّض التوازن الإداري الديمقراطي المذكور سابقًا. فقبل عامين، سعى نتنياهو مع وزير العدل ياريف ليفين إلى تمرير ما يُطلق عليه "إصلاحات قضائية” تضمنت تقييد صلاحيات المحكمة العليا، وتمكين الحكومة من تعيين القضاة، وتقليل استقلالية النيابة العامة. 
وهذه الإجراءات تُعدّ جوهرية وعميقة في إسرائيل وأساس خلاف حاد، لأن نتنياهو يريد تغيير شكل الكيان السياسي لمصلحته الشخصية، حيث خلق لأجلها مخرجين للهروب من الملاحقة القضائية عن تهم بالفساد والرشوة؛ المخرج الأول وهو السيطرة على القضاء، وتمثل الثاني في إطالة عمر الحرب في قطاع غزة، وللأسف فإن سوء إدارة حماس لملفّي الحرب والمفاوضات يمنح الرجل "أكسجين البقاء” عبر ترك المخرج الثاني -إطالة أمد الحرب- مفتوحًا أمامه بعد أن فشل في فرض التعديلات القضائية.

لهذا كله، فإن احتمالية تفكك الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة واردة، خصوصًا في ظل هذه المعطيات التي يُحتمل أن تصل في النهاية إلى الانتخابات المبكرة كأحد الخيارات المطروحة بقوة. فمن الممكن أن يستطيع تحالف المعارضة بقيادة يائير لابيد وأحزاب وسطية (مثل أزرق أبيض) إعادة ترتيب صفوفه والدعوة إلى التصويت على حجب ثقة الحكومة.

الفكرة أن إسرائيل ستدخل عاجلًا أم آجلًا في مرحلة مراجعة شاملة تتضمن استنتاجات واستخلاصات عمّا حدث، وقد ينتج عن ذلك إعادة تشكيل خارطتها السياسية، وهذا يتطلب أن تعمل الدول العربية -بشكل استباقي- على الضغط باتجاه إقامة دولة فلسطينية، استغلالًا لزخم الغضب العالمي من إسرائيل بالإضافة إلى حالة المراجعة الداخلية المتوقعة؛ لأن المؤشرات تقول إن القادم سيكون أكثر اعتدالًا في إسرائيل بشكل يتناسب مع مقدار العزلة الدولية التي تزداد ضد هذا الكيان المجرم.

أردنيًا، فإن إقامة دولة فلسطينية مصلحة عليا، ونحن معنيون بذلك أكثر من أي دولة عربية نظرًا للتشابك الجغرافي والديموغرافي مع الضفة الغربية، لذلك فإنني أعتقد أن حركتنا يجب أن تكون أنشط خلال الفترة القادمة حتى لو انتهت الحرب في غزة، خصوصًا أن هناك موجة متوقعة من الاعتراف بدولة فلسطين من قبل دول أوروبية مهمة. قراءات المشهد إيجابية على المدى البعيد وتحتاج في المقابل تخطيطًا استراتيجيًا قادر على استغلال الظروف لإيصال الأردن والمنطقة إلى بر الأمان.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير