توكاييف يُسلّط الضوء على احتفالات النوروز، وإرث أباي، والإحياء الثقافي
تاريخ النشر :
الإثنين - pm 09:10 | 2025-03-24
الأنباط -
توكاييف يُسلّط الضوء على احتفالات النوروز، وإرث أباي، والإحياء الثقافي
أستانا - أكد الرئيس الكازاخستاني، قاسم- جومارت توكاييف، على الأهمية الثقافية لاحتفالات النوروز التي تستمر عشرة أيام، والترويج للأزياء الوطنية، والتطوير المستمر لمعهد أباي، وذلك خلال خطابه في المجلس الوطني (الكورولتاي) في 14 مارس في اقليم بوراباي.
أكد توكاييف على أهمية احتفالات النوروز، التي امتدت الآن لتصبح عشرة أيام، بدءًا من 14 مارس مع عيد "أمال" . يُخصص كل يوم من أيام الاحتفال لموضوع محدد، وقد لاقى استحسانًا كبيرًا من الناس. وقد أثار يوم الأزياء الوطنية اهتمامًا واسعًا بالأزياء التقليدية، مما زاد من شيوعها في المدارس وأماكن العمل والشركات. وقد أدى هذا الطلب المتزايد إلى افتتاح ورش خياطة وظهور علامات تجارية ومتاجر جديدة، مما عزز إحياء التراث الكازاخستاني.
قال توكاييف، مشددًا على الأهمية الثقافية لارتداء الملابس الوطنية: "بدلًا من ارتداء جلباب سوداء تُخفي الوجه، من الأفضل بكثير ارتداء ملابس تُعبّر عن هويتنا العرقية. تُبرز ملابسنا الوطنية بوضوح هويتنا العرقية، لذا علينا الترويج لها بكل الطرق الممكنة".
إرث آباي
في كلمته، أشار توكاييف أيضًا إلى أن هذا العام يُصادف الذكرى الـ 180 لميلاد الفيلسوف الكازاخستاني العظيم آباي. وفي معرض حديثه عن الذكرى الـ 175 لميلاد آباي قبل خمس سنوات، استذكر الرئيس اقتراحه بإنشاء معهد آباي خلال اجتماع مع علماء في مدينة سيمي. واليوم، تتحقق هذه الرؤية من خلال إنشاء منصة رقمية تهدف إلى مساعدة كل من المغتربين الكازاخ والمواطنين الأجانب على تعلم اللغة الكازاخية. وأعرب الرئيس عن أمله في أن تتطور هذه المبادرة إلى شبكة من المؤسسات الثقافية والتعليمية، على غرار معاهد كونفوشيوس وغوته وسرفانتس، تهدف إلى الترويج للثقافة الكازاخية عالميًا.
وحسب توكاييف فإن معهد آباي سيعمل على الترويج للثقافة الكازاخية عالميًا. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن افتتاح مراكز مماثلة في الصين وتركيا ومنغوليا والعديد من الدول الأخرى. وقال ان للثقافة دور حيوي في تعزيز الهوية الوطنية، وتركز كازاخستان على إدراج تراثها في قوائم اليونسكو الدولية. وأكد أن تكييف التقاليد مع الواقع المعاصر مفتاح التقدم، إذ يُظهر التاريخ أن العديد من الدول ازدهرت من خلال المزج بين التقاليد والابتكار.
تكييف التراث الثقافي الكازاخستاني للواقع المعاصر مع الذكاء الاصطناعي
سلط توكاييف الضوء على تحديات العصر الحديث وضرورة تكييف التراث الثقافي الكازاخستاني مع الواقع المعاصر. أكد على أهمية دمج التقاليد مع الابتكار، لا سيما في سياق الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الثقافة والأيديولوجيا.
وأشار الرئيس إلى أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يُحدث تحولاً في هذه المجالات، إلا أنه لا يستطيع أن يحل محل البصيرة البشرية بشكل كامل، لأن المحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي حول كازاخستان غالبًا ما يفشل في عكس الجوهر الحقيقي لتاريخ البلاد وثقافتها وتقاليدها. تنبع هذه المشكلة في المقام الأول من نقص المعلومات الكافية عن كازاخستان المتاحة عبر الإنترنت، وخاصةً باللغات الشائعة مثل الإنجليزية.
ولمعالجة هذا الأمر، شرعت الحكومة في عملية رقمنة كميات هائلة من البيانات الثقافية والتاريخية للبلاد، مثل الأرشيفات والبحوث العلمية والصور والموسيقى والأعمال الفنية. والهدف هو إنشاء أرشيف رقمي وطني لا يقتصر على الحفاظ على هذا التراث فحسب، بل سيكون مناح أيضًا لمطوري الذكاء الاصطناعي المحليين والدوليين، مما يُساعد على سد الفجوة في فهم الذكاء الاصطناعي لهوية كازاخستان.
اقتراح توكاييف عقد الاجتماع القادم في كيزيلوردا.
أشار الرئيس إلى أن المجلس الوطني (الكورولتاي) الحالي يتزامن مع الذكرى المئوية لقرار نقل العاصمة إلى كيزيلوردا. واحتفالاً بهذه المناسبة، اقترح عقد الاجتماع القادم للمجلس الوطني في كيزيلوردا، اعترافاً بالأهمية التاريخية للمدينة كعاصمة سابقة.
كما أشار إلى مقابلة مع الكاتبة المعروفة تولين عبديك، نُشرت في صحيفة "إيغيمين قازاقستان"، حيث تناولت الأخيرة المبدأ الكازاخستاني الراسخ: "لا تكن ابن أبيك فحسب، بل كن إنساناً". وانطلاقاً من هذه الفكرة، ناقش الرئيس قيمة التواضع والمساواة بين الأمم، مؤكداً أنه لا ينبغي لأي أمة أن تعتبر نفسها متفوقة على غيرها.
واختتم كلمته بالدعوة إلى منظور حضاري واسع النطاق للتاريخ، واقترح أن الأمة يجب أن تعمل على صياغة فهم أكثر ترابطًا وشاملاً لماضيها وحاضرها ومستقبلها من أجل تعزيز التنمية في كازاخستان.