المعايير المزدوجة وربطها بالخيانة ... الظل يقود الباطن للظاهر ! المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات للمحتاجين وفق أسس محددة انباء عن دخول قوات الأمن العام السورية أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب بعد اتفاق مع الحكومة البدور : دروس مستفادة من أزمة النائب وحزبه … حادث غريب.. كلب يطلق النار على صاحبه وهو نائم دراسة: فطريات في الأنف تفاقم الحساسية الموسمية مرضى قصور الغدة الكظرية في رمضان.. توصية بجرعات أعلى من الدواء إضافة بسيطة إلى قهوتك قد تعزز صحتك بشكل كبير مضغ المواد الصلبة 5 دقائق يقوي الذاكرة "النواب" يُشكل لجنة مؤقتة لتعديل النظام الداخلي سعر غرام الذهب 21 يتجاوز 60 دينارًا في السوق المحلية "شؤون المرأة" تشارك بجلسة في الدورة 69 للجنة وضع المرأة الأممية الرواشدة: الرعاية الملكية لمهرجان جرش تقترن بأهمية الأردن ورسالته الحضارية والإنسانية الخرابشة: الاردن يوقع اتفاقية منحة مقدمة من الجانب القطري لتزويد سوريا بالغاز ورشة تعريفية ببرامج "جيدكو" في عجلون ازدهار التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والدول العربية وسط جهود دؤوبة وفعالة من الجانبين الزواتين مديرا عاما لشركة السمرا لتوليد الكهرباء المخابرات لنا وليست علينا الفلكية الأردنية: غير ممكن رؤية هلال شوال يوم 29 رمضان

بين هموم البشر وصرخات الأرض: هل فقدنا الطريق إلى الحياة؟

بين هموم البشر وصرخات الأرض هل فقدنا الطريق إلى الحياة
الأنباط -

لطالما تساءل الإنسان في لحظات الصمت والضياع، هل ما نعيشه حقًا هو الحياة التي حلمنا بها؟ أم أننا في دوامة من الملهيات التي أفسدت معنى الوجود؟ نحن نركض في هذه الحياة دون أن نلتفت إلى ما حولنا، نظن أن الجري هو الحل الوحيد. ولكن هل يساهم هذا الركض في إعطاء الحياة معناها؟ أم أنه في الواقع يقودنا بعيدًا عن جوهرها؟

إن الهموم التي نتعرض لها يومًا بعد يوم هي أشبه بعبء ثقيل على الروح، لا يراه الآخرون لكنهم يشعرون بظلاله. هموم العمل، الأعباء الاجتماعية، والضغوط النفسية، كلها تراكمات تضغط على القلب والعقل، تجعلنا ننسى أحيانًا أن الحياة ليست مجرد مطاردة وراء السراب. نحن لا نعيش من أجل تحقيق الأهداف فقط، بل من أجل الشعور بأننا جزء من شيء أكبر، من توازن هذا الكون الذي نعيش فيه.

لقد فقدنا الطريق إلى الحياة حين أصبحنا نرى الأرض مجرد مكان للاستهلاك، ولم نعد نرى فيها حكايات من الماضي وأحلام المستقبل. صرخات الأرض التي تتعالى يومًا بعد يوم ليست مجرد أصوات طبيعية، بل هي إنذارات تحذيرية من أننا نسير في الطريق الخطأ. الأرض التي تعبت من أفعالنا تستحق منا أن نعيد التفكير في كيفية التعايش معها بروح من الرحمة والتفهم، تمامًا كما نفعل مع أنفسنا.

الفلسفة تقول: "من لا يعرف نفسه لا يعرف الطريق"، ونحن قد نكون قد فقدنا الطريق لأننا نسينا أن نعرف أنفسنا، أن نفهم جوهرنا، أن نتوقف لحظة في سكون الحياة لنستعيد توازننا الداخلي. هل هذا هو الطريق الضائع؟ أم أننا نحتاج فقط إلى لحظة من الوعي لنعود إليه؟

الحياة لا تتطلب منا الجري وراء الأشياء المادية بقدر ما تتطلب منا أن نعيش في تناغم مع من حولنا، أن نعيد ترتيب أولوياتنا، أن نغفر لأنفسنا ولغيرنا، أن نستعيد القدرة على الاستمتاع بالأشياء الصغيرة التي تجعل الحياة تستحق العيش. نحن بحاجة إلى أن نتوقف، أن نتنفس بعمق، أن نُحيي في أنفسنا معنى الوجود.

فهل فقدنا الطريق إلى الحياة؟ ربما، ولكن قد يكون الطريق أقرب مما نتصور. ربما يكمن في العودة إلى أنفسنا، في استعادة الهدوء الداخلي، وفي تقدير كل لحظة نقضيها على هذه الأرض التي لا تعطي دون أن تأخذ.
وانا اقول "
"الحياة لا تُقاس بما نحقق من إنجازات مادية أو بمقدار ما نملك من مال أو سمعة، بل تُقاس بما نتعلمه من دروس على الطريق الذي نسلكه. في النهاية، ما يبقى فينا ليس ما نصل إليه، بل كيف تطوّرنا على مدار الرحلة، وهل تمكنّا من أن نكون أكثر وعياً وإحساساً بجوهر الوجود."

بقلمي
د. عمّار محمد الرجوب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير