البث المباشر
الوفد البرلماني يختتم زيارته الى بروكسل الهيئة العامة لغرفة تجارة عمّان تقرّ التقريرين الإداري والمالي لعام 2024 كتب الدكتور سمير محمد ايوب في حضرة القهوة، تواضعوا ! المرأة وفلسفة القهوة... مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها من حالة عدم الاستقرار الجوّي المتوقعة وتدعو للابتعاد من الأودية ومجاري السيول وزارة الإدارة المحلية تُهيب بالمواطنين الابتعاد عن مجاري الأودية تزامناً مع حالة عدم الاستقرار الجوي الأشغال تعزز جاهزيتها بـ110 فرق و155 آلية لمواجهة الظروف الجوية ولي العهد يؤازر "النشامى" أمام الكويت في كأس العرب 85.3 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية سلطة إقليم البترا ترفع جاهزيتها للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي مصر ترحب بتجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وزير الشؤون السياسية: الشباب يمثلون القوة المؤثرة في مسيرة الوطن غرف الصناعة تهنىء "الجمارك" بفوزها بجائزة التميز الحكومي العربي النشامى بعد قرعة المونديال ... مستعدون للتحدي ومتفائلون بالتأهل للدور التالي الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة غداً الأحد الأرصاد: المملكة تتأثر بعدم استقرار جوي وسط تحذيرات من السيول والرياح القوية شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة

هلال إيران: من البزوغ إلى الأفول

هلال إيران من البزوغ إلى الأفول
الأنباط - احمد الضرابعة


خلال عقدين من الزمن، اقتنصت إيران العديد من الفرص الاستراتيجية، سمحت لها أن تُوسّع شبكة نفوذها في الشرق الأوسط، لتصبح رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية، بعد أن ملأت الفراغ العربي بفائض قوّتها الذي مكّنها من رسم هلال جيو سياسي، يمتد من العراق الذي حولته لمجال حيوي آمن بالنسبة لها، مروراً بسورية التي مثّلت نقطة اتصال جغرافي بين مكونات "محور المقاومة" الذي تقوده، إضافة إلى لبنان الذي جعلت حكومته المركزية أضعف من حزب الله الذي تدعمه، وصولاً إلى اليمن، حيث وفٓرت الدعم لجماعة الحوثي ليكون طعنة إيران في خاصرة السعودية.

صحيح أن إيران بدأت رحلة بناء النفوذ في العالم العربي في اليوم التالي للثورة الإسلامية التي قادها الخميني، إلا أن ما حققته في العشرية الأخيرة، يمثّل أوج ازدهارها، حيث لم ينمو في موسم "الربيع العربي"، سوى نفوذ إيران، وتأثيرها الإقليمي، الذي عملت على ترسيخه باستغلال القوى السياسية الشيعية والرموز الدينية، ودعم الميليشيات المسلحة، والربط السياسي والعسكري فيما بينها، ضمن إطار ما يُعرف بـ "وحدة الساحات"، التي تعمل إسرائيل على تفكيكها، عبر الاستفراد بكل عنصر من عناصرها، على حدة، بدءً من إضعاف حركة حماس في قطاع غزة، والقضاء على القيادة التاريخية لحزب الله وتحويله إلى جسد بلا رأس، وقطع خطوط الاتصال الجغرافي بين مكونات "محور المقاومة" من خلال سورية التي اكتفت إيران بمراقبة سقوط نظامها الحليف لها، دون أن تتدخل من أجل إنقاذه، وهو ما يفتح باب البحث في مستقبل نفوذ إيران في الشرق الأوسط

من المعلوم، أن هجمات حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما تلاها من تفاعل صاروخي من شركاءها في "محور المقاومة" ضد إسرائيل، شكّل منعطفاً أمنياً بالنسبة لها، ولذلك، ارتأت أن مواجهة هذا التحدي يكون بتطبيق حلول جذرية ذات نتائج طويلة الأمد، فبدأت تعمل بالتدريج على تفكيك "وحدة الساحات"، وهو ما يعني ضمناً، انهيار بنية النفوذ الإيراني. وقد أسهمت معادلة الردع الظرفية التي نشأت مع مضاعفة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، بتوجيه إيران نحو اتخاذ خيارات أكثر عقلانية، وتقبُّل تقديم التنازل عن فائض قوتها، والتخلي عن أجزاء من نفوذها الإقليمي، لتجنب سيناريو أكثر خطراً، يتمثل بنقل الصراع داخل حدودها وإسقاط نظامها الثيوقراطي، أو إزاحة النخبة الأصولية المهيمنة واستبدالها بأخرى إصلاحية، على أقل تقدير، ولذلك، تلجأ إيران للتخفيف من اشتباكها مع التطورات الإقليمية الناتجة عن حرب إسرائيل المستمرة على غزة، لا سيما مع عودة الجمهوريين للإدارة الأميركية من جديد.

لقد تمتعت إيران بنفوذ واسع في الشرق الأوسط، وهذا يعود لعوامل عقائدية، ولكنها، وللمفارقة، قد تتنازل عنه لدوافع براغماتية، وفي منطق السياسة والعلاقات الدولية، لا بأس في ذلك؛ فتقديم التنازلات يقود للحفاظ على المكاسب، في بعض الأحيان، وهذا درس للكيانات المسلحة واللاعبين الصغار، أنهم قد يجدون أنفسهم في مواجهة مصير مجهول، إذا قررت الدولة التي ترعاهم، أن ترفع الغطاء عنهم، ولن يكونوا سوى "خسارة تكتيكية"، في نظرها.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير