ما ميزات شبكات Wi-Fi 8 المنتظرة؟ دراسة تحذر من الوجبات الثقيلة بعد الخامسة مساءً عوني فريج يكتب : هل انتهى الامل ؟ !! منازل مقابل دولار واحد لكل أميركي منزعج من فوز ترامب (تفاصيل) درج كهربائي يسحب امرأة إلى حتفها في متجر بالصين “يوتيوبر تحقق أمنية والدها بطريقة غير مألوفة” خبير غذائي يوضح أثر الزراعة على المناخ.. "تحليل الانبعاثات الزراعية وفرص الاستثمار بالحد منها" الأمم المتحدة تحذر من قرب إغلاق المخابز في قطاع غزة لنقص الوقود والدقيق ترامب يختار مليارديرا معاديا للصين لتولي وزارة التجارة بنك اليابان: التيسير الكمي إيجابي لأسواق العالم هل أصبح التحرش الإلكتروني متنفسا من احباطات الحياة حسين الجغبير يكتب : النواب أمامَ مُفترق طرُق فرنسا: إنشاء مجموعة صداقة فرنسية فلسطينية في البرلمان الجزائر تتوعد بقرار جديد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يوم طبي مجاني لسائقي الشاحنات في العقبة بلدية الكرك تضبط كميات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية نقابة تجار المعدات الطبية تؤكّد وقوفها على هموم القطاع واحتياجاته زراعة لواء الوسطية تعلن عن بدء موسم انتاج فطر الأجاراكس الأورومتوسطي: الجيش الإسرائيلي ارتكب مجازر ضد المدنيين في لبنان هيفاء وهبي تبرع في ابتكار صيحات الموضة وتنسيقها

د. جواد العناني يكتب : الحسين في ذكرى مولده 89

د جواد العناني يكتب  الحسين في ذكرى مولده 89
الأنباط -

حلو لبعض المؤرخين أن يطرحوا فرضيات مغايرةً للحدث التاريخي ليروا التاريخ من منظور مختلف.واجدني اتساءل: ماذا لو عاش الملك الحسين عشر سنوات إضافية، فكيف سيكون حال الاردن، واقتصاده، ومنظومة أمنه، وتشكيل حكوماته، وبالرغم من كل الانجازات التي حققها في حياته، وطيلة عهده الممتد بين العامين 1952 وحتى 1999، فإن إنجازاته تتجلى في أن سبطه ووريث عرشه الهاشمي قد ابدع وحقق إنجازات كبيرة..ومن متابعتي لنشاطات وفعاليات صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، فإن روح الحسين باقية، وعهدته الهاشمية تسير بخطى ثابته رغم التحديات.وقد ترك الحسين العظيم لنا إرثا من الاقوال والاقتباسات التي يعتد بها، وقد قال عن الشعب الأردني "إني أحب هذا الشعب حبا عظيما، فلولاه لما كنت شيئا مذكورا”. وعن الأردن له اقتباس مكتوب بالانجليزية واترجمه كما يلي "يتمتع الاردن بجمال ساحر آسر عجيب، ويكشف مكنوناً لا نهائياً فأرضه مليئة بآثار امبرطوريات كانت عظيمة ذات يوم، فكأن الأردن قد اضحى الملجأ الاخير للأمس الضارب في عمق الزمن ولمعالم الغد الممتد. إنني أحب كل بوصة من ثراه”.وعندما يجيش به الحنين للوحدة العربية، وتثور في اعماقه مسؤولية حمل إرث النهضة وثورتها المباركة يقول "الحقيقة أن الأردن هي فلسطين، وفلسطين هي الأردن”. وعندما يذهب لخوض معركة وهو في حالٍ وصفها الشاعر أحمد شوقي في مدحه لجد الحسين الأعظم الرسول محمد بن عبدالله في بيت شعر من قصيدة "ولد الهدى”الحرب في حق لديك شريعة…. ومن السموم الناقعات دواءفيقول ابو عبدالله الثاني "الانتصارات الحقيقية هي الحروب التي تصون حياة البشر، وليست تلك التي تجلب الدمار او تتحقق من خلال الرمادوالحسين في أحد خطاباته باللغة الانجليزية يقول "هنالك مثل عربي يقول (السلام يأتي من التفاهم، وليس من الاتفاق) فالاتفاقات يسهل كسرها والخروج عن شروطها وموادها، اما الفهم فلا يمكن أن يكسر.ولم يقتصر إعداده على بناء الشخصية المتميزة لأبنائه وبناته، ولكن جهده امتد الى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، هذا الإنسان الوفي للوطن و للملك، و الذي قدم وما يزال يقدم الكثير عبر جهوده، ومؤسساته.ولم ار في حياتي إنسانا كالحسين العظيم تنطبق عليه الآية الكريمة (134) من سورة آل عمران في وصف الذين يسارعون إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السموات والأرض بأنهم "الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين”.لقد شاهدت هذا الرجل الاسطورة بعدما يتخذ قرارا صعبا يتساءل عما إذا إتخذ القرار الصائب، مقدرا حجم المسؤولية الضخمة الواقعة على كاهليه.وبعد أن انهينا ذات ليلة تفاصيل اتفاقية معاهدة السلام في قصر الهاشمية، في لقاء برئاسة المغفور له الحسين العظيم والراحل اسحق رابين قبيل الفجر وقف ينظر إلى المرحوم دولة د. فايز الطراونة والي، وقال وهو يواري عواطفه "هل قمنا بالعمل الصحيح؟؟”. فقلت له يا سيدي تذكر الآيتين الكريمتين رقم (139 و 140) من سورة آل عمران وهما: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” "إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.فنظر إلي ولم يتمالك إلا ان يعانقني وانا في غاية الفرحة والدهشة، وعيناه الثاقبتان تنظران الي بذاك الوهج العجيب.الحسين كان إنسان خيرٍ بطبعه، كان باستمرار عف اللسان حييا، لا يحب أن يغضب الناس. وكم من مرة عاندته فيعاتبني قائلا "الله يسامحك يا اخي”. وهذه الجملة كانت تعبيرا عن اقصى غضب يمكن أن يصدر عنه، وقد علمني دروسا كثيرة إبان زياراتي له اثناء فترة مرضه في "مايوكلينك”.الحديث عن الحسين العظيم هو نهر ماء مهما اخذت منه يبقى الكثير ينساب في مجراه المبارك.رحمه الله رحمة واسعة.. ونقول فيك يا سيدي ما قاله الرسول في رثاء إبراهيم "إن العين تدمع وإن القلب يخشع وإنا على فراقك يا (سيدي) لمحزونون


 

 
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير