الأنباط -
إعداد: الأكادِيمية يلينا نيدوغِينا (3)
تتميز نشأة القوات المُسلحة الأُردنية بمعنى عميق الأبعاد والأهداف السامية، وفي مقدمتها ضرورة ولزوم الحفاظ على أمن الأُردن ومكانته السياسية والجيوسياسية، وفي مختلف الفضاءات واقعاً ومستقبلاً، ولأجل تصليب وسائل الدفاع عن الوطن الحبيب بمختلف صُنوف السلاح.
منذ تأسيس إمارة شرق الأردن سَعَى الهاشميون الأفذاذ إلى العمل المتواصل والهادف لتأسيس القوات المسلحة – الجيش العربي، وهو الجيش الذي تطوَّر في مختلف المَنَاحِي عِبر عَشريات عديدة، فغدا جيشاً وطنياً باسلاً، قوياً وحديدياً يَحمي أرض وشعب إمارة شرق الأُردن، ومن بعدها العناية بالمصالح الدولتية المتعددة للمملكة الأُردنية الهاشمية. وفي واقع الأمر كان السعي الحثيث للهاشميين لتأسيس القوات المسلحة سريعاً وفي محله ووقته، إذ تم حِمَايَة الأرض والعَرض وواقع ومستقبل البلاد والشعب، وتأكيد دور الأُردن المِحوري في منطقة "الشرق الأوسط" الاستراتيجية، ذلك أن الأُردن يتوسط جيوسياسياً عدة دول عربية شقيقة يتعاون ويُنَسِّق معها في مساقات مختلفة، ولديه في الجنوب البري منفذ مائي وحيد لكنه على درجة كبيرة من الأهمية والمَكانة، فهو يتصل بالبحر الأَحمر من خلال خليج العقبة، حيث المَملَكَة العربية السعودية الشقيقة.
تأسست القوات المُسلَّحة الأُردنيَّة التي هي درع الوطن الحصين وأمنه واستقراره وتقدمه الدائم، بدعمٍ ثابت ومحبة عميقة من القيادة الهاشمية الشريفة، وهو مادفع الشعب الأُردني الطيب للالتفاف الكامل حولها ودعمها، ذلك أنها رافعة لا يُشق لها غبار في بذل الغالي والنفيس لحماية الوطن الأُردني، وفي العمل المُحترف لإحراز تنمية وتقدم وتطور متواصل للأُردن والشعب الأُردني وفي مساندة عَمَلانِيَّة الحفاظ على الموارد البشرية وتطويرها، وتنمية الحقل الاقتصادي، والانتقال كذلك إلى ممارسة دور عالمي وإنساني على مختلف الصُعد الإقليمية والدولتية، فَغَدت المَملَكَة متألِقة في عيون الشعوب والدول وقياداتها وتتابع نجاحاتها، إذ لَعِبَ الأُردن وما يزال يلعب دوراً أُممياً لافتاً في حقول عديدة بفضل العائلة الهاشمية والدور الطليعي للقوات المسلحة – الجيش العربي، وبخاصةٍ في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وسَدَّدَ خُطاه دوماً بعين المَولى الرؤوف.
لقد بادر القائد الأعلى للقوات المُسلَّحة الأُردنية – الجيش العربي الملك عبدالله الثاني، ومنذ تسلمه دفة الحُكم في المملكة، إلى العناية الشاملة بالمُنتسبين العسكريين العاملين والحَدب عليهم، ومنهم أولئك المُتقاعِدين كذلك، وتوفير متطلباتهم الإنسانية على اختلافها، وبالتالي غدت القوات المسلحة الأُردنية مَثَلاً وأُنمُوذجاً يُحتذى عالمياً في الأداء والتدريب والتسليح، وبقدراتها المتعددة العسكرية منها والقتالية العالية التي يُضرب المَثَلُ بها دولياً، ِسيَّما لكفاءتها العالية، ولذلك نرى نجاحاتها المتواصلة في حفظ السلام الدولي كقوة راقية المكانة والتدريب والتنفيذ بخاصةٍ على صعيد كَوُنِي شامل، إذ أكدت للعالم أجمع ثقافتها العالية المتعددة المَناحي، وواقع القدرات الكبيرة والنافِذة للعسكري الأُردني الذي يتمتع بثقافة رفيعة، وعلوم عسكرية ومدنية لافتة، ومسيرته العسكرية وخدماته المدنية المتواصلة لوطنه الأُردني وللشعوب الشقيقة والصديقة عليَّة. ولهذا ولغيره من الأسباب من المهم أن يعود الأُردن من جديد إلى تدريب أبنائه عسكرياً في المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة، وإلزامية تدريس الأجيال الجديدة من المواطنين الأُردنيين المساقات العسكرية لتعريفهم بقواتنا المُسلحة التي يُضرب المَثل عالميا بها.
(يتبع-4)