الأنباط -
إختلافات ترامب و هاريس في قضايا السياسة الخارجية
الأنباط – عمان
عمرو خصاونه
05 – 11 – 2024
الأنباط
الأنباط – عمرو خصاونه
على الرئيس الأمريكي القادم سواء كان ترامب أو هاريس إدارة بلاده بدقة متناهية في مرحلة تتميز بكثرة المشكلات المسلحة حول العالم و التي يقود بعضها خصوم الولايات المتحدة سواء كان في أوكرانيا و التي شنت روسيا حربا عليها في الرابع و العشرين من عام 2022 أو حتى في غزة و التي أطلقت حماس طوفانها على إسرائيل الحليف الرئيس للولايات المتحدة في المنطقة العام الفائت في السابع من أكتوبر، و بعيدا عن المشكلات المسلحة يبدو تعامل الرئيس القادم مع خصوم الولايات المتحدة مثل الصين ذا تأثير كبير على أغلب الأطراف في العالم حيث أن الحروب القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين تأخذ شكل الحروب التجارية و التي من الممكن أن تؤثر على كل أنحاء العالم بسبب حجم التجارة البينية الكبير بين الدولتين، هنالك أيضا أسئلة ينتظر البعض الإجابة عليها فيما يتعلق بالإختلاف بين ترامب و هاريس في قضايا مثل إيران و أوكرانيا و حلف الشمال الأطلسي.
شرق أوسطيا يبدو أن ترامب مفضل أكثر لبعض حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية التقليديين في المنطقة العربية، حيث أنه و خلافا للرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما، بنى علاقات ممتازة مع حلفاءه العرب على حساب إيران، حيث أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان هو من أتخذ قرار إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الإتفاقية النووية الإيرانية، و هو من أتخذ قرار إغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، أما بالنسبة لهاريس فتبدوا ملتزمة أكثر بسياسة سلفها باراك أوباما حيث تعتبر هاريس أن الإتفاق النووي واحد من الإنجازات المميزة للحزب الديمقراطي و تفضل العودة إليه حيث كان قد أخذ هذا اللإتفاق 12 عام من المفاوضات الدولية أو إنشاء إتفاق من نوع أخر يفضي إلى أحتواء النشاط النووي الإيراني.
بالنسبة لغزة فلا يبدوا أن الرئيس السابق دونالد ترامب و نائب الرئيس هاريس، يحملان فكرا مختلفا فيما يتعلق بغزة و حماس، فكلا الرئيسين في حال إنتخاب أي منهما سيكون سيكونان ملتزمين إلتزاما كاملا بأمن إسرائيل و تحميل حماس المسؤولية كاملة على حدوث السابع من أكتوبر و أعتبار حماس منظمة إرهابية و هي المصنفة كذلك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكتوبر 1997.
فيما يتعلق بالصين و المنافسة المحتدمة بينها و بين الولايات المتحدة الأمريكية على زعامة العالم إقتصاديا في السنوات القادمة و الذي يبدوا أنه سيكون على رأس اولويات أي رئيس أمريكي قادم في السنوات الثلاثين القادمة، فكلاهما يجمعان على ضرورة العمل على إنكماش الإقتصاد الصيني من خلال رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية القادمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال ولايته الأولى بالعمل على جولة أولى من رفع الرسوم الجمركية و من المتوقع أن يقوم بجولة ثانية أشد قسوة في حال فاز بولاية ثانية حيث يهدف الرئيس ترامب حسب محللين و خبراء إلى رفع الرسوم الجمركية على البضائع القادمة من الصين إلى الولايات المتحدوة الأمريكية إلى ما يقارب ال60 بالمائة مما قد يؤدي إلى إنكماش الإقتصاد الصيني إلى أكثر من 1.4 نقطة مؤية.
و فيما يخص أوكرانيا فيبدوا أن الرئيس السابق دونالد ترامب و الذي عبر أكثر من مرة بأنه لو كان قد أنتخب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بدلا من جو بايدن فإن الحرب في أوكرانيا لما قامت بالأساس، و يستند الرئيس الأمريكي في ذلك على علاقته القوية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و هو الذي ينتقد باستمرار تقديم الولايات المتحدة للمساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا، فإن تصريحاته تشير إلى أنه سيوقف دعم الأوكرانيين، أما كامالا هاريس فيبدوا أنها ستتبع سياسة شبيهة أكثر بسياسة سلفها جو بايدن في دعم أوكرانيا في حال إنتخابها رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، مستندة على مبدأ ان بوتين سيقوم بغزو دول أوروبية أخرى في حال نجح في أوكرانيا.
أما فيما يخص حلف الشمال الأطلسي ليس سرا أن ترامب شدد خلال ولايته الأولى على دعم واشنطن للحلف و ضرورة زيادة إنفاق الدول الأوروبية على الحلف تحديدا ألمانيا و أن الدول الأوروبية يجب أن تنفق ما لا يقل عن ثلاث بالمائة من ناتجها الإجمالي المحلي على دعم الناتو بحلول عام 2024، فدول مثل بولندا و إستونيا و لاتفيا تنفق أكثر من ثلاث بالمائة في حين ان دول مثل إيطاليا و إسبانيا تنفق أقل من إثنان بالمائة على التحالف، أما هاريس فتبدوا هي أيضا على إلتزام تام بعضوية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حلف الشمال الأطلسي، حيث أنه من غير المتوقع أن تكون بصرامة ترامب فيما يتعلق بضرورة رفع الدول الأعضاء للأطلسي من مساهمتهم في ميزانية التحالف و كانت قد صرحت مسبقا بأن إلتزام الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حلف الشمال الأطلسي "ثابت" و "صارم" واصفة الدفاع عن الحلفاء بأنه مقدس.
إذا فأي كان المرشح الفائز في سباق الإنتخابات الرئاسية الأمريكية و الذي يعد حدثا بالغ الأهمية عالميا و يجذب إنتباه ملايين المشاهدين، فسنرى إختلافا في قضايا محددة بين المرشحين و توافقا في قضايا أخرى من قبل ترامب و هاريس، و من المعروف أصلا أن السياسة الأمريكية سياسة ثابتة و يخطط لها منذ عقود و لا تتغير بتغير الأشخاص و لكن حسب مشاهداتنا فيما يتعلق بالإختلافات في السياسة الخارجية فإن هنالك مجال و هامش لتغيير يقوده مواقف شخص بعينه من داخل البيت الأبيض و هذا ما لاحظناه في الإختلاف بين المرشحين الرئاسيين في نظرتهم لإيران و المواقف التي يمكن ان تتبدل تجاه هذا الملف مثلا. .