الأنباط -
" الذريعة "
مهند أبو فلاح
لم تفوت السلطات التركية فرصة الهجوم الإرهابي على شركة صناعات الطيران والفضاء "توساش" في قلب مدينة انقرة عاصمة البلاد يوم الأربعاء الماضي 23 تشرين اول / اكتوبر لتصفية حساباتها مع حزب العمال الكردستاني و سارعت إلى شن حملة قصف جوي و مدفعي مكثف على مواقع هذا التنظيم المسلح في مناطق تواجده شمالي العراق و سورية .
الهجمات التركية على مواقع و معسكرات حزب العمال طالت أيضا تنظيم قوات سورية الديمقراطية المعروف اختصاراً بقسد و الذي تربطه صلات وثيقة جدا بحزب العمال بل و يعتبر في نظر كثير من المراقبين الذراع المسلحة السورية للتنظيم الانفصالي الذي أطلق حرب عصابات في جنوب شرق هضبة الأناضول ضد السلطات المركزية التركية منذ العام 1983 .
هجوم انقرة أعاد إلى الأذهان مشهد هجوم مماثل شنته مجموعات مسلحة تابعة لحزب العمال تسللت من الأراضي السورية إلى تركيا و شنت هجوما مسلحا في ميدان تقسيم الاستقلال في مدينة اسطنبول في الثالث عشر من تشرين ثاني / نوفمبر من العام 2022 و أسفر عن سقوط عدة ضحايا بين صفوف المواطنين الأتراك و عناصر الأجهزة الأمنية .
السلطات التركية بادرت إلى توظيف هذا الحدث إعلاميا لتبرير و تسويغ تواجد قواتها فوق الاراضي السورية باعتباره وسيلة لمكافحة العمليات الإرهابية التي تشنها مجموعات حزب العمال الكردستاني فوق التراب الوطني التركي و كان واضحا أن هذه العملية قدمت لنظام العدالة و التنمية المبررات الكافية للتنصل من أية التزامات محتملة حول الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة في مناطق درع الفرات و نبع السلام و غيرهما شمالي القطر العربي السوري ، و وضع العراقيل و العقبات أمام تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر في شهر كانون الاول / ديسمبر من العام 2015 المتعلق بسورية .
تطبيق القرار 2254 كفيل بإيجاد حل سياسي للازمة السورية يقود إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية من أراضي هذا القطر العربي و حل كافة الميلشيات المسلحة على اختلاف مشاربها و إقامة سلطة ديمقراطية تمثل كافة أطياف و مكونات المجتمع السوري ، و سحب البساط من تحت اقدام قوى الاحتلال الأجنبي المتعددة الجنسيات سواءً كانت تركية ام إيرانية أو أمريكية أو روسية الخ .......... ، التي يتذرع كلٌ منها بوجود الآخر لتبرير استمرار تواجده غير الشرعي على الأراضي السورية .