الأنباط -
فلسطين، الاحتلال الى زوال !
د. حازم قشوع
بجملة ملؤها العزيمة والإصرار ختم الرئيس الفلسطيني كلمته فى "دورة فلسطين" بالجمعية العامة للأمم المتحدة برسالة تحمل إرادة صلبة تؤكد فى مضمونها "ان الشعب الفلسطيني سيبقى على أرضه كما كان منذ قيامه نوح حتى قيامة المسيح وما بعدها"، وهو ما يجب على الشعب الإسرائيلي فهمه والتعاطي معه باعتباره مقام ثابت لأي معادلة حسابية حربية كانت أو سياسية يريد الاشتباك مع الفلسطينيين في خضمها، كما بين الرئيس عباس أن وحدة بيت القرار الفلسطيني هى وحده صلبه كما وحدة التراب الوطني الفلسطيني هي وحدة متماسكة من غزة القطاع إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، واكد بذات السياق قدرة منظمة التحرير على قيادة المشهد في قطاع غزة وقيادة حركة الاعمار فيها بعد وقف القتال وانسحاب آلة الحرب العسكرية من كامل القطاع دون ابطاء او تسويف.
حتى يتسنى للحكومة الفلسطينية من مد جسور الإغاثة اللازمة إلى غزة عبر الأردن التي فتحت أبوابها لتكون مركزا دوليا للجسور الاغاثية الانسانية بما يسهم بوقف حالة التدهور الصحى الحاصلة فى ربوع القطاع، مقدما فى متن خطابه برنامج عمل فلسطين الواحدة الموحدة التي تمثلها وحدة التراب الوطني الفلسطيني ووحدة الديموغرافيا الفلسطينية مؤكدا على قدرة الدولة الفلسطينية على الحفاظ على الامن الفلسطيني الذي يحفظ الأمن الاسرائيلي اذا ما توفرت عناصر المساعده اللازمه عبر القوات الدولية لحفظ الخطوط الفاصلة لتبقى آمنة لكلا الجانبين حتى يستطيع الجميع العيش بسلام وأمان.
وفى سياق متصل كشف الرئيس عباس عن جهوزية السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات في عموم فلسطين عند توفر المناخ السياسي لذلك، وأصبح الوضع الأمني يتيح إجراؤها وإن كانت مراحل الإعداد لهذه الانتخابات مازالت مستمرة على النواحي اللوجستية والتقنية لكن التحدى الأكبر الذى يحول دون انعقادها تمثله مسألة القدس التي تصر اسرائيل على عدم مشاركة اهلها، وهو العنوان الذى ادى لإرجاء انعقادها هذا إضافة لمسألة أخرى تتعلق بظروف الحرب الدائره على القدس والضفة كما على قطاع غزة الذى مازال يعاني من سياسة التجويع المنتهجة لغايات التهجير، كما تقوم سياسة الحرب الإسرائيلية لإيجاد مناخ طارد للسكان يؤدى للترحيل نتيجة حالة الترويع المتبعة وما خلفته حرب غزة من دمار شامل طال كل البنية التحتية، وهو ما جعل من اهالى القطاع ينزحون اكثر من مره فى داخل القطاع طلبا للأمن وابتغاء للأمان.
وفى السياسة الموضوعية، اكد ابو مازن رئيس دولة فلسطين أن واقع الاعتراف بالاستقلال قادم لا محال، وان الاحتلال البغيض الى زوال، مهما جثم على صدور الشعب الفلسطيني، وناله ما ناله من جور ظلم وعناء، فهو حتما سيزول الى حيث كانت أصوله وحيث كانت جذوره فى مزبله التاريخ حيث كان، وستنال فلسطين كامل العضوية في مجلس الأمن الدولي كما نالتها فى الجمعية العمومية، وستقام الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس المحرر، فكما تم تنفيذ الشق الأول من قرار التقسيم الأممي الذي حمل رقم 181 وشرعن إقامة دولة اسرائيل، فان المجتمع الدولي مطالب بتنفيذ الشق الثانى من ذات القرار حتى لا يصبح الشق الأول باطل قانونا وستصبح اسرائيل عندها خارجة عن المنظومة الأممية وبالتالي خارجة عن سياق الاعتراف الفلسطيني والرسمي، وسيعود الجميع بحالة الصراع الى للمربع الأول وهذا لا تريده اسرائيل كما لا يريده الشعب الفلسطيني في السياق المتمم.
ان الشعب الفلسطيني الذي مازال يقدم تضحيات جسيمة طلبا للحرية حتى ينال الاستقلال، وهو على هذا الحال منذ قرن من الزمان سيبقى يرابط على ارضه رافضا كل بدائل غير أرضه، فلا بديل عن فلسطين سوى فلسطين وسيبقى يسعى لحريته ويناضل لكرامته من اجل ان يعيش بأمن وأمان وتحقق نضالاته ما تسعى لتحقيقه من حرية واستقلال ببيان جلاء الاحتلال، هذا ما عقد العزم عليه الشعب الفلسطيني، وهذا ما سيكون عليه الحال طال الزمان أم قصر المحتوى فلا يحول بين إرادة الشعب الفلسطيني وتحقيق حريته سوى محطه واشاره، وها هي فلسطين تقف عليها.