الأنباط -
بقلم الدكتور: عدنان متروك شديفات
كما عادته وكغيمة تحمل في ثناياها الكثير ، شاهدنا المحيا الذي اطل به سمو ولي العهد المعظم الامير الحسين بن عبدالله الثاني على أخوانه واخواته من أبناء الأردن العظيم أوائل الثانوية العامة من الطلبة النظاميين وبحضور وزير التربية والتعليم نهاية الأسبوع الماضي ، شاهدناه مكرماً لهم بالحضور في قصر الحسينية ، تكريماً أنصبغ بطابع الحرص وطابع التمكين النفسي فلله درك وأنت ممن إذا تكلموا أوجزوا وأن صمتوا أبلغوا ،فليس ثمة لغة للحديث عن غيابك إذ في حضورك تتيه كل لغة، فالتكريم هو الحوار الكبير الذي سادته اجواء الحنية للأخوات والنصح للإخوة، وحينما يعتلي المشهد محبة الهاشميين فإن الحضور المهيب وحده يكفي لمسافة مئة عام من التفكر بأن عقلية الهاشميين في مداركها الواسعة إنما تستثمر بالشباب ومنها تنبثق عقلية الدولة في التفكير تجاه أبناؤنا وهي عقلية الحكم الرشيد وإدارة الدولة ، عقلية تنبثق من ماض تليد أسس للبدايات ويحاكي الحاضر ، وحينما علت البسمة وجوه الحاضرين كان الحضور الشفيف بروح الشباب فكانت الكلمات تأخذ طابع النصح والإرشاد، وكان الحوار مفعم بالحيوية ( فبما رحمة من ربك لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك ) .
هكذا هم الهاشميون اهل دار وكل واحد منهم عبارة عن مؤسسة بحجم وطن ، فكيف حينما يكون نائب جلالة الملك ولي العهد الامين هو صاحب الحضور ، وفي حدث إستثنائي ننتظره كل عام بفارغ الصبر لكي يوجه أبناؤنا نحو الهدف فبوصلته كما هي العين الثاقبة التي ترسم ملامح المستقبل لأبناؤنا ، وتحدد الهدف المنشود بتحقيق رؤية ورغبة جلالة الملك المعظم ، بأن يبقى الأردن على الدوام عزيز بأهله،لنكون في المقدمة والسباقين، وولي العهد الأمين بالنصح والإرشاد عز اهله وأبناؤهم قبل أيام وأكد بالنصح بأن تكون الخيارات الدراسية القادمة تملأ الأماني والطموحات الوطنية وتلبي رغبات الوطن وسيده ومتطلبات العصر.
وهكذا نحن الأردنيين نلوذ الى الهاشميين عندما يكون الشك والريب قد طبق على صدورنا، فبعزم لا يلين وهمه عالية ونضوج في التفكير يكن القول الفصل لهم بالتوجيه والثبات وما تعتريه من حكمة الدراية والحكمة وهم أهل المشورة والرأي، في تحديد ملامح المسيرة القادمة حينما وجه أبنائنا جميعاً بالإهتمام الكبير بملفات التعليم التقني والمهني والبناء على المنجز الحاضر والاستمرار ببذل الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات خلال مرحلة الدراسة الجامعية، ولأن سموه من أوائل المتطوعين الشباب الأردنيين وما قدم من مبادرات كان يطلقها في الجامعات أسهمت بخدمة المجتمعات، فهو أثر بأن تكن ساحات الجامعات حاضنات الابتكار وفرص التطوع ،وبهذا نختم بأننا ندين لهذه العقلية الهاشمية التي انبرت بكل جدارة وأسهمت بتحقيق نقلة نوعية لشبابنا ونمت مدارك التفكير لديهم وتطوير الذات بالمهارات وتوفير حاضنات أعمال لتحقق المزيد من الرفعة للوطن.