الاحتلال يرتكب 3 مجازر بحق عائلات بقطاع غزة انطلاق معسكرات الحسين للعمل والبناء لعام 2024 في محافظة المفرق شقيق الشاعر العراقي حميد سعيد في ذمة الله العجلوني يهنئ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وأسرة جامعة البلقاء التطبيقية بالعام الهجري الجديد قادة دول منظمة شانغهاي للتعاون يشيدون بمساهماتها الإيجابية في الأمن والتنمية والاستقرار الارصاد : طقس صيفي ودرجات حرارة حول المعدلات يوم السبت والاحد بريطانيا تغير لونها ! 674 مليون دينار قيمة صادرات تجارة عمان خلال نصف عام حرائق الغابات تستعر في كاليفورنيا إلى مناطق جديدة 13 شهيدا جراء قصف الاحتلال وسط قطاع غزة اجواء صيفية معتدلة في اغلب المناطق حتى الثلاثاء وفيات السبت 6-7-2024 ال العبادي وشعبان نسايب سيف نبيل يضيء سماء كازابلانكا بأداء استثنائي في مهرجان ألف محافظ البنك المركزي ينعى رئيس مجلس ادارة البنك الاسلامي السابق موسي شحادة انطلاق معسكرات الحسين للعمل والبناء في عجلون ارتفاع أسعار عقود الغاز المستقبلية تركيا: شرعنة مستوطنات بالضفة الغربية انتهاك صارخ للقانون الدولي مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق مشروع كفالات الأيتام للعام 2024 قتلى وجرحى جراء انفجار قنبلة شمال غرب باكستان
كتّاب الأنباط

بريطانيا تغير لونها !

{clean_title}
الأنباط -

 
د. حازم قشوع
 
بصورة دراماتيكية مفاجئة الى حد كبير غيرت بريطانيا العظمى لونها من محافظ "ازرق برمزيه الشجرة" الى عمال "احمر برمزيه الورده" ليس لسبب داخلى مباشر انما من اجل حفظ نظام التوازن والموازين العالمي، مرسلة بذلك رسالة ملكية واضحة المضامين لبيت القرار فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعدما أفرزت الحالة الفرنسية وغيرها من المجتمعات الأوروبية خيارات الاتجاه لليمين، وكما أخذ التوجهات الأمريكية تتجه نحو اليمين المحافظ الذي يعني بالمحصلة الانكفاء على الذات الوطنية، وهذا ما يهدد مكانة دول المركز ومركز و وجودها بسمه التاج البريطاني ضمن مكون علم الولايات المتحده والمملكه المتحده ومركز تأثيرها القطبي الجيواستراتيجي.
 
الأمر الذي جعل من "وستمنستر" ترسل رساله انذار لا تقبل التأويل تحذر فيها الجميع و تحثهم على ضرورة التصدي لحاله تمدد اليمين فى مجتمعات شمال العالم كونه سيقود لمناخات من التخندق على الذات الوطنية في ربوع أوروبا، الأمر الذي سيكون له انعكاسات خطيرة على مكانه تحالف دول المركز ليقف الجميع في مواجهة عناوين التعددية القطبية ومعركتها الدائرة، وهو المضمون الذي يمكن قراءته من سرعة الدعوة للانتخابات البريطانية ومن حالة السقوط الحر لحزب المحافظين الحاكم كما من نتائج الانتخابات التى جرت لمجلس العموم البريطاني.
 
خروج ريتشي سوناك من داوننج ستريت وحكومة المحافظين يعزيه الناخب البريطاني الحالة المعيشية و المنظومه الصحيه التى يعيشها البريطاني، مع أن حزب العمال لا يمتلك بدائل للحل ومع ذلك تم انتخابه ويعزيه آخرون لموضوع الترحيل الذي طرحته حكومة المحافظين لرواندا الافريقية لحل مشكلة المهاجرين، مع ان المعيشة فى رواندا "هونج كونج" الحالية أفضل من معيشة بريطانيا ويقطنها البرجوازيين البيض، وهي أسباب ليست جوهرية لان السبب الجوهرى ليس ذاتى بل موضوعي، وهو مرده لخروج العشرات من رموز حزب المحافظين من قياداته، وهى الحالة التى تشى بوجود (الكبسه) حسب التعبير الاردني ويقف خلفها قرار باطني  وهذا سرعان ما يظهر عندما تتم الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة فى غضون عامين.
 
صحيح أن الأصوات المسلمة راحت لمعاقبة حزب المحافظين نتيجة انحيازهم الاستفزازي لصالح إسرائيل فى الحرب اللاإنسانية التي تشنها آلة العدوان الإسرائيلية على غزة وعلى الشعب الفلسطيني بشكل عام، لكن ما هو صحيح ايضا ان تبدل المجتمع العربي بخياراته اضافه للهويات الفرعية التي ناصرته أثرت إجرائيا وأحدثت الفارق بهذه الانتخابات، لان القيمه التصويته تشكل بيضة القبان للمجمع الانتخابي الذي يقوم على الدائرة الفرعية الواحدة ولا تقوم على النسبية بل على الغلبة التصويتية.
 
" كير ستارمر" وحزب العمال أحدث مفاجأة بالحصول على الأغلبية المطلقة، كما فعل زعيم حزب الإصلاح "نايجل فاراج" صاحب الكاريزما الاكثر حضورا بالمشهد السياسي البريطاني عندما دخل لمجلس العموم لأول لمره محتلا وفريقه المركز الثالث بالترتيب العام، لكن مضمون الرساله الملكيه بما تحويه من مضامين سياسية ومرجعيات دينية وسيادية قادرة على التأثير في الساحة السياسية للولايات المتحدة كما للاتحاد الأوروبي كونها تحمل رسالة توجيه   تجاه حالة البركست او تجاه واقع الانتخابات الأمريكية التى تشكل حالة عضوية التاج البريطاني.
 
 
واما القضايا الاخرى التى يقف عليها البرنامج الانتخابي لرئيس الوزراء ستارمر زعيم حزب العمال فانه يقف على أولوياتها مسألة الاعتراف بالدوله الفلسطينية وهذا ما يلزم الحزب لتطبيقه من باب المصداقيه، وتنفيذ وعوده التي قطعها فى برنامجه السياسي العام التى بينها أثناء حملته الانتخابية التى راحت تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية لما تحمله من صوت يقف على العدالة والحرية، وفى خلاصة القول وبيان الحال فلقد ذهبت بريطانيا لإرسال رسالة قوية داعمة الليبرالية الديمقراطية تقديرى وصلت ... فهل ستوقف "رسالة" بريطانيا تمدد اليمين واليمين المتطرف بالمشهد العام وفى الحاضنة الأمريكية عندما تغير لونها من الازرق الى الاحمر هذا ما ستجيب عنه الاشهر القليله القادمه !