البطولة العربية للكراتيه تنطلق في عمان بمشاركة 330 لاعباً ولاعبة أبو السمن يتفقد سير الأعمال في مستشفى الأميرة بسمة ويتابع ايصال خدمات الماء والكهرباء رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي يزور سفارة أذربيجان معزياً بضحايا تحطم الطائرة وزارة الأوقاف تدعو إلى أداء صلاة الاستسقاء الجمعة وزير الأشغال يتفقد مشروع مستشفى الأميرة بسمة الجديد جامعة اليرموك تستضيف اليوم العالمي لمهندسي الكهرباء والإلكترونيات توضيح صادر عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بخصوص ما تناقلته وسائل الاعلام حول تقرير ديوان المحاسبة للعام 2023 تحديد مواعيد مباريات الأسبوع الأخير من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم اعتقال 15 فلسطينيا بالضفة واقتحام مقام النبي يوسف بنابلس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات يحصل على ISO 27001 لا مخالفات على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تقرير ديوان المحاسبة لعام (2023) اكتشاف أطول طريق حضري في عاصمة صينية قديمة عمرها 3000 عام اكتشاف أطول طريق حضري في عاصمة صينية قديمة عمرها 3000 عام وزير الشباب يكرم الفائزين في مهرجان إبداعات طلبة الإعلام 2024 بجامعة الزرقاء 330 لاعبا يشاركون في البطولة العربية للكراتيه ارتفاع طفيف للذهب "الصحفيين الفلسطينيين" تطالب بحماية دولية لمنتسبيها في غزة الاردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى إسرائيل تخطف لبنانيا خلال ذهابه لمركز عمله باليونيفيل في مرجعيون الفايز ينعى العين الأسبق سالم مساعدة

بريطانيا تغير لونها !

بريطانيا تغير لونها
الأنباط -

 
د. حازم قشوع
 
بصورة دراماتيكية مفاجئة الى حد كبير غيرت بريطانيا العظمى لونها من محافظ "ازرق برمزيه الشجرة" الى عمال "احمر برمزيه الورده" ليس لسبب داخلى مباشر انما من اجل حفظ نظام التوازن والموازين العالمي، مرسلة بذلك رسالة ملكية واضحة المضامين لبيت القرار فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعدما أفرزت الحالة الفرنسية وغيرها من المجتمعات الأوروبية خيارات الاتجاه لليمين، وكما أخذ التوجهات الأمريكية تتجه نحو اليمين المحافظ الذي يعني بالمحصلة الانكفاء على الذات الوطنية، وهذا ما يهدد مكانة دول المركز ومركز و وجودها بسمه التاج البريطاني ضمن مكون علم الولايات المتحده والمملكه المتحده ومركز تأثيرها القطبي الجيواستراتيجي.
 
الأمر الذي جعل من "وستمنستر" ترسل رساله انذار لا تقبل التأويل تحذر فيها الجميع و تحثهم على ضرورة التصدي لحاله تمدد اليمين فى مجتمعات شمال العالم كونه سيقود لمناخات من التخندق على الذات الوطنية في ربوع أوروبا، الأمر الذي سيكون له انعكاسات خطيرة على مكانه تحالف دول المركز ليقف الجميع في مواجهة عناوين التعددية القطبية ومعركتها الدائرة، وهو المضمون الذي يمكن قراءته من سرعة الدعوة للانتخابات البريطانية ومن حالة السقوط الحر لحزب المحافظين الحاكم كما من نتائج الانتخابات التى جرت لمجلس العموم البريطاني.
 
خروج ريتشي سوناك من داوننج ستريت وحكومة المحافظين يعزيه الناخب البريطاني الحالة المعيشية و المنظومه الصحيه التى يعيشها البريطاني، مع أن حزب العمال لا يمتلك بدائل للحل ومع ذلك تم انتخابه ويعزيه آخرون لموضوع الترحيل الذي طرحته حكومة المحافظين لرواندا الافريقية لحل مشكلة المهاجرين، مع ان المعيشة فى رواندا "هونج كونج" الحالية أفضل من معيشة بريطانيا ويقطنها البرجوازيين البيض، وهي أسباب ليست جوهرية لان السبب الجوهرى ليس ذاتى بل موضوعي، وهو مرده لخروج العشرات من رموز حزب المحافظين من قياداته، وهى الحالة التى تشى بوجود (الكبسه) حسب التعبير الاردني ويقف خلفها قرار باطني  وهذا سرعان ما يظهر عندما تتم الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة فى غضون عامين.
 
صحيح أن الأصوات المسلمة راحت لمعاقبة حزب المحافظين نتيجة انحيازهم الاستفزازي لصالح إسرائيل فى الحرب اللاإنسانية التي تشنها آلة العدوان الإسرائيلية على غزة وعلى الشعب الفلسطيني بشكل عام، لكن ما هو صحيح ايضا ان تبدل المجتمع العربي بخياراته اضافه للهويات الفرعية التي ناصرته أثرت إجرائيا وأحدثت الفارق بهذه الانتخابات، لان القيمه التصويته تشكل بيضة القبان للمجمع الانتخابي الذي يقوم على الدائرة الفرعية الواحدة ولا تقوم على النسبية بل على الغلبة التصويتية.
 
" كير ستارمر" وحزب العمال أحدث مفاجأة بالحصول على الأغلبية المطلقة، كما فعل زعيم حزب الإصلاح "نايجل فاراج" صاحب الكاريزما الاكثر حضورا بالمشهد السياسي البريطاني عندما دخل لمجلس العموم لأول لمره محتلا وفريقه المركز الثالث بالترتيب العام، لكن مضمون الرساله الملكيه بما تحويه من مضامين سياسية ومرجعيات دينية وسيادية قادرة على التأثير في الساحة السياسية للولايات المتحدة كما للاتحاد الأوروبي كونها تحمل رسالة توجيه   تجاه حالة البركست او تجاه واقع الانتخابات الأمريكية التى تشكل حالة عضوية التاج البريطاني.
 
 
واما القضايا الاخرى التى يقف عليها البرنامج الانتخابي لرئيس الوزراء ستارمر زعيم حزب العمال فانه يقف على أولوياتها مسألة الاعتراف بالدوله الفلسطينية وهذا ما يلزم الحزب لتطبيقه من باب المصداقيه، وتنفيذ وعوده التي قطعها فى برنامجه السياسي العام التى بينها أثناء حملته الانتخابية التى راحت تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية لما تحمله من صوت يقف على العدالة والحرية، وفى خلاصة القول وبيان الحال فلقد ذهبت بريطانيا لإرسال رسالة قوية داعمة الليبرالية الديمقراطية تقديرى وصلت ... فهل ستوقف "رسالة" بريطانيا تمدد اليمين واليمين المتطرف بالمشهد العام وفى الحاضنة الأمريكية عندما تغير لونها من الازرق الى الاحمر هذا ما ستجيب عنه الاشهر القليله القادمه !
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير