وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى افتتاح حملة الـ 16 يوم لجمعية النساء العربيات أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 1515 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم وزير الشباب: تعزيز برامج الريادة والابتكار ومهارات وظائف المستقبل مجلس مفوضي "الطاقة والمعادن" يقر اعتماد خطط الطوارئ المحدّثة حوارية تناقش تحديات شركة الكهرباء الوطنية لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات انطلاق الملتقى الرابع للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول صدور الجزء الثاني لكتاب ماذا يحدث في عزة؟ خبير أمن غذائي يوضح أثر الزراعة على المناخ.. "تحليل الانبعاثات الزراعية وفرص الاستثمار بالحد منها" عيد ميلاد سعيد نبال دويدري 2391 من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم يلتحقون بالتدريب المهني بيت النابلسي في اربد.. معلم تاريخي يجمع بين أصالة المدينة وعراقتها بعد الفرحة الإنسانية..دقت ساعة العمل لتجسيد قرار الجنائية الدولية شراكة بين مجموعة عليان والمناصير للزيوت والمحروقات لتشغيل شواحن متطورة في محطات المناصير " رؤيا متكاملة الابعاد "

بريطانيا تغير لونها !

بريطانيا تغير لونها
الأنباط -

 
د. حازم قشوع
 
بصورة دراماتيكية مفاجئة الى حد كبير غيرت بريطانيا العظمى لونها من محافظ "ازرق برمزيه الشجرة" الى عمال "احمر برمزيه الورده" ليس لسبب داخلى مباشر انما من اجل حفظ نظام التوازن والموازين العالمي، مرسلة بذلك رسالة ملكية واضحة المضامين لبيت القرار فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعدما أفرزت الحالة الفرنسية وغيرها من المجتمعات الأوروبية خيارات الاتجاه لليمين، وكما أخذ التوجهات الأمريكية تتجه نحو اليمين المحافظ الذي يعني بالمحصلة الانكفاء على الذات الوطنية، وهذا ما يهدد مكانة دول المركز ومركز و وجودها بسمه التاج البريطاني ضمن مكون علم الولايات المتحده والمملكه المتحده ومركز تأثيرها القطبي الجيواستراتيجي.
 
الأمر الذي جعل من "وستمنستر" ترسل رساله انذار لا تقبل التأويل تحذر فيها الجميع و تحثهم على ضرورة التصدي لحاله تمدد اليمين فى مجتمعات شمال العالم كونه سيقود لمناخات من التخندق على الذات الوطنية في ربوع أوروبا، الأمر الذي سيكون له انعكاسات خطيرة على مكانه تحالف دول المركز ليقف الجميع في مواجهة عناوين التعددية القطبية ومعركتها الدائرة، وهو المضمون الذي يمكن قراءته من سرعة الدعوة للانتخابات البريطانية ومن حالة السقوط الحر لحزب المحافظين الحاكم كما من نتائج الانتخابات التى جرت لمجلس العموم البريطاني.
 
خروج ريتشي سوناك من داوننج ستريت وحكومة المحافظين يعزيه الناخب البريطاني الحالة المعيشية و المنظومه الصحيه التى يعيشها البريطاني، مع أن حزب العمال لا يمتلك بدائل للحل ومع ذلك تم انتخابه ويعزيه آخرون لموضوع الترحيل الذي طرحته حكومة المحافظين لرواندا الافريقية لحل مشكلة المهاجرين، مع ان المعيشة فى رواندا "هونج كونج" الحالية أفضل من معيشة بريطانيا ويقطنها البرجوازيين البيض، وهي أسباب ليست جوهرية لان السبب الجوهرى ليس ذاتى بل موضوعي، وهو مرده لخروج العشرات من رموز حزب المحافظين من قياداته، وهى الحالة التى تشى بوجود (الكبسه) حسب التعبير الاردني ويقف خلفها قرار باطني  وهذا سرعان ما يظهر عندما تتم الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة فى غضون عامين.
 
صحيح أن الأصوات المسلمة راحت لمعاقبة حزب المحافظين نتيجة انحيازهم الاستفزازي لصالح إسرائيل فى الحرب اللاإنسانية التي تشنها آلة العدوان الإسرائيلية على غزة وعلى الشعب الفلسطيني بشكل عام، لكن ما هو صحيح ايضا ان تبدل المجتمع العربي بخياراته اضافه للهويات الفرعية التي ناصرته أثرت إجرائيا وأحدثت الفارق بهذه الانتخابات، لان القيمه التصويته تشكل بيضة القبان للمجمع الانتخابي الذي يقوم على الدائرة الفرعية الواحدة ولا تقوم على النسبية بل على الغلبة التصويتية.
 
" كير ستارمر" وحزب العمال أحدث مفاجأة بالحصول على الأغلبية المطلقة، كما فعل زعيم حزب الإصلاح "نايجل فاراج" صاحب الكاريزما الاكثر حضورا بالمشهد السياسي البريطاني عندما دخل لمجلس العموم لأول لمره محتلا وفريقه المركز الثالث بالترتيب العام، لكن مضمون الرساله الملكيه بما تحويه من مضامين سياسية ومرجعيات دينية وسيادية قادرة على التأثير في الساحة السياسية للولايات المتحدة كما للاتحاد الأوروبي كونها تحمل رسالة توجيه   تجاه حالة البركست او تجاه واقع الانتخابات الأمريكية التى تشكل حالة عضوية التاج البريطاني.
 
 
واما القضايا الاخرى التى يقف عليها البرنامج الانتخابي لرئيس الوزراء ستارمر زعيم حزب العمال فانه يقف على أولوياتها مسألة الاعتراف بالدوله الفلسطينية وهذا ما يلزم الحزب لتطبيقه من باب المصداقيه، وتنفيذ وعوده التي قطعها فى برنامجه السياسي العام التى بينها أثناء حملته الانتخابية التى راحت تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية لما تحمله من صوت يقف على العدالة والحرية، وفى خلاصة القول وبيان الحال فلقد ذهبت بريطانيا لإرسال رسالة قوية داعمة الليبرالية الديمقراطية تقديرى وصلت ... فهل ستوقف "رسالة" بريطانيا تمدد اليمين واليمين المتطرف بالمشهد العام وفى الحاضنة الأمريكية عندما تغير لونها من الازرق الى الاحمر هذا ما ستجيب عنه الاشهر القليله القادمه !
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير